أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن إصابة 15 شخصاً بينهم 11 من عناصر قوات الأمن في المنطقة الشرقية التي تقطنها نسبة كبيرة من الشيعة، وذلك بعد تعرضهم لإطلاق نار وقنابل مولوتوف ببلدة العوامية الواقعة بمحافظة القطيف، خلال تفريق لتجمع يضم من وصفتهم الوزارة ب"مثيري الفتنة،" متهمة "دولة خارجة" بالوقوف خلف الحادث.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية قوله إنه عند الساعة التاسعة من مساء الاثنين بالتوقيت المحلي "قامت مجموعة من مثيري الفتنة والشقاق والشغب في بلدة العوامية بمحافظة القطيف بالتجمع بالقرب من دوار الريف في العوامية والبعض منهم يستخدم دراجات نارية حاملين قنابل المولتوف."
وبحسب المصدر فإن المتجمعين "شرعوا بمباشرة أعمالهم المخلة بالأمن وبإيعاز من دولة خارجية تسعى للمساس بأمن الوطن واستقراره ويعتبر تدخلا سافرا في السيادة الوطنية فانساق وراءهم ضعاف النفوس ظنا منهم بان أعمالهم ستمر دون موقف حازم تجاه من أسلم إرادته لتعليمات وأوامر الجهات الأجنبية التي تسعى لمد نفوذها خارج دائرتها الضيقة."
وأضاف المصدر أنه جرى "التعامل مع هؤلاء الأجراء من قبل قوات الأمن في الموقع،" وبعد أن تم تفريقهم "جرى إطلاق نار بأسلحة رشاشة باتجاه رجال الأمن من أحد الأحياء القريبة من الموقع الأمر الذي أسفر عن إصابة أحد عشر من رجال الأمن تسعة منهم بطلق ناري واثنان منهم بقنابل المولوتوف وإصابة مواطن وامرأتان بطلق ناري في أحد المباني المجاورة وقد أدخل الجميع على إثر ذلك المستشفى."
وأكدت الوزارة بأنها "لن تقبل إطلاقا المساس بأمن البلاد والمواطن واستقراره وأنها ستتعامل مع أي أجير أو مغرر به بالقوة وستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه القيام بذلك وتهيب في ذات الوقت بذويهم من العقلاء ممن لا نشك في ولائهم أن يتحملوا دورهم تجاه أبنائهم."
ودعت الوزارة الذين شاركوا في ما جرى إلى "أن يحددوا بشكل واضح إما ولائهم لله ثم لوطنهم أو ولائهم لتلك الدولة (الخارجية) ومرجعيتها."
وكانت محافظة القطيف وأرجاء أخرى بالمنطقة الشرقية من المملكة قد شهدت تجمعات احتجاجية محدودة مطلع العام الجاري، بالتزامن مع التحركات التي كانت تجري في العديد من الدول العربية آنذاك، وخاصة في البحرين المجاورة، حيث كانت قوى شيعية تخوض مواجهة مع السلطات في الشارع.
وقد تمكنت الرياض من إبقاء الأمور تحت السيطرة، ولم تنجح جهود تصعيد التحركات في المنطقة الشرقية، حتى بعد دخول قوات خليجية ذات غالبية سعودية إلى البحرين تحت لواء "درع الجزيرة" للمساعدة على تأمين الأوضاع فيها.
ولم يكشف بيان الداخلية السعودية هوية الدولة الخارجية التي اتهمها بالوقوف خلف الأحداث التي جرت بالعوامية الاثنين، إلا أن الرياض تخوض منذ سنوات مواجهة سياسية ودبلوماسية مفتوحة مع إيران، التي تتهمها بالسعي لنشر نفوذها في الخليج ودول المشرق.