arpo28

الأزمة في الجنوب تضع "الرئيس الجنوبي" على المحك

باتت القضية الجنوبية تفرض نفسها بقوة على السلطات اليمنية الجديدة بعد أن أظهرت أعمال العنف التي شابت الانتخابات في الجنوب منحى يزداد تشدداً لدى الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال أو بالفيدرالية .

وقتل عشرة أشخاص الثلاثاء، خصوصاً في عدن كبرى مدن الجنوب، خلال أعمال عنف وهجمات نفذها ناشطون انفصاليون متشددون ضد مراكز الاقتراع بهدف عرقلة العملية الانتخابية .

ودعا الحراك الجنوبي، الذي يطالب جناحه الوسطي بالفيدرالية وجناحه المتشدد بالاستقلال والعودة إلى دولة جنوب اليمن التي توحدت مع الشمال في ،1990 إلى مقاطعة الانتخابات التي خاضها عبدربه منصور هادي، وهو من الجنوب، مرشحاً توافقياً ووحيداً، ويرى الحراك أن الانتخابات تكرس “الاحتلال الشمالي” أو أنها بمثابة “استفتاء على الوحدة” .

وأكد سكان وشهود عيان أن الهجمات التي شهدها الجنوب خلال الانتخابات الثلاثاء يقف خلفها ناشطون من التيار المتشدد في الحراك الجنوبي، إلا أن مسؤولي هذا التيار أكدوا أن الحراك لا يريد استخدام العنف واتهموا مناصرين للرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح بالسعي إلى زعزعة استقرار الجنوب .

من جانبه، قال قاسم عسكر، زعيم المجلس الأعلى للحراك الجنوبي في الداخل لوكالة “فرانس برس” إن “هدف الشعب الجنوبي هو التحرر من الاحتلال” الشمالي، ويمثل المجلس التيار المتشدد في الحراك الجنوبي ويتزعمه في الخارج نائب الرئيس السابق علي سالم البيض .

ويعتبر جنوبيون كثر أن الوحدة التي تحققت في عام 1990 على أساس المساواة قد انتهت في 1994 عندما سحقت قوات علي عبدالله صالح محاولة انفصال جنوبية لفترة وجيزة .

ومنذ ذلك الوقت، يشتكي سكان في الجنوب من معاملتهم ك”مواطنين من الدرجة الثانية”، أما الحراك الجنوبي الذي انطلق في 2007 رافعاً مطالب معيشية واجتماعية تخص الموظفين والعسكريين، فقد تحول شيئاً فشيئاً إلى المطالبة بالاستقلال وازداد منحاه المتشدد .

وشارك ناشطون جنوبيون في الحركة الاحتجاجية المناهضة للرئيس صالح التي انطلقت قبل سنة، وقمع هؤلاء بشكل عنيف في ساحتهم في عدن، إلا أن السخط الجنوبي ازداد عندما تم التوصل إلى اتفاق سياسي لانتقال السلطة لا يعير اهتماماً للقضية الجنوبية بحسب الناشطين في الحراك، وينص الاتفاق على إطلاق حوار في المرحلة الانتقالية التي يقودها عبدربه منصور هادي، على أن يشمل الحوار القضية الجنوبية وقضية المتمردين الحوثيين في الشمال، إلا أن عسكر أكد أن الحراك لن يشارك في هذا الحوار .

وقال: “نحن مستعدون لمفاوضات من الند للند مع الشمال على أساس قرارات الأمم المتحدة” .

Back to top button