بدأ الرئيس اليمني الجديد عبدربّه منصور هادي أول أيام عمله في دار رئاسة الجمهورية باستلام رسالة تهنئة مكتوبة من الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف .. لكن القصر الذي يعرف تفاصيله والعاملين فيه جيدا منذ ان تقلد منصب نائب الرئيس طوال 15 عاما لم يصبح بعد مقر إقامته اليومية لأسباب لم يتم الإفصاح عنها.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية ان هادي استقبل سفير جمهورية روسيا الاتحادية سيرغي كوزلوف الذي سلمه رسالة خطية من الرئيس مدفيديف، تضمنت التهاني الحارة من القيادة الروسية ب «فوزه الكبير» في الانتخابات الرئاسية المبكرة وفقا للتسوية السياسية التاريخية المنطلقة من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وقرار مجلس الأمن رقم 2014، واجتماع القوى السياسية في الساحة اليمنية بمساندة محلية وإقليمية ودولية وذلك من أجل الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة اليمن.
وبحسب الوكالة، تضمنت الرسالة الخطية تأكيدا على أن روسيا الاتحادية تقف إلى جانب اليمن ب «حزم حتى يتمكن من الخروج الكامل من الأزمة وتحقيق الأهداف المرسومة خلال المرحلة الانتقالية وأن هادي ثمن تثميناً عالياً موقف روسيا الاتحادية الداعم لليمن»، لافتاً إلى أن العلاقات بين البلدين تاريخية ومتينة منذ أمد بعيد، مؤكداً على «أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وبما يحقق الأهداف المرجوة».
وهذا اللقاء هو الأول للرئيس اليمني بعد ان تسلم دار الرسالة من سلفه علي عبدالله صالح وأعقب ذلك بثلاثة لقاءات استقبال بروتوكولية مع مبعوث الامين العام للامم المتحدة جمال بن عمر والامين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. عبداللطيف الزياني.
وقال مصدر رئاسي ان الرئيس هادي لم ينتقل وعائلته للاقامة في دار الرئاسة.. في حين انتقل الرئيس السابق صالح للاقامة في منزل يمتلكه في الضاحية الجنوبية لصنعاء، لكن الاجراءات الامنية التي كان الرئيس السابق قد فرضها على المنطقة المحيطة بدار الرئاسة كانت لاتزال كما هي ماثلة للعيان.
وهادي كان يتردد بصفة دائمة على دار الرئاسة طوال فترة حكم صالح لكنه لم يكن يمتلك مكتبا فيه، واقيم له مكتب مجاور لمكتب الرئيس السابق في مجمع الدفاع المعروف ب «العرضي» وظل يمارس فيه مهام ادارة الدولة بعد اصابة صالح في محاولة الاغتيال التي تعرض لها في مطلع يونيو الماضي قبل ان يقرر ادارة شؤون الدولة من منزله.
وكان الرئيس اليمني الجديد تلقى نصائح من اجهزة استخبارات صديقة بان يقلل من حركته بعد ان نقلت اليه السلطة بموجب المبادرة الخليجية في نوفمبر الماضي، ولهذا تحول منزله إلى مزار للاطراف المتصارعة بسبب وقوعه في شارع الستين وبالقرب من منطقة التماس التي تفصل بيبن نفوذ قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس السابق العميد أحمد علي صالح وقوات الفرقة الاولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر الذي انضم للمطالبين بسقوط النظام.
صالح في المشهد
في الأثناء، لايزال الرئيس السابق يرفض الاختفاء عن المشهد السياسي، إذ ذكر الموقع الرسمي لحزبه انه استمر ولليوم الثالث في استقبال حشود جماهيرية يتقدمها قيادات وقواعد وأنصار المؤتمر الشعبي العام وعلماء ومثقفون وأدباء وفنانون وقيادات عسكرية وشخصيات عامة وقطاع نسائي عريض.
وأضاف الموقع أن صالح اضطر «إثر التدفق الجماهيري إلى منزله اضطر رئيس الجمهورية السابق إلى الانتقال إلى جامع الصالح الذي اكتظ بالمهنئين له بسلامة العودة والإنجاز التاريخي الذي اذهل العالم بتسليم السلطة بطريقة حضارية غير مسبوقة في تاريخ اليمن والمنطقة العربية».
التفاف
نقل عن علي صالح قوله في كلمة له أمام جموع الجماهير المحتشدة شكره «الالتفاف الشعبي حول توجهات وسياسات المؤتمر الشعبي العام الحزب الذي غلب مصلحة الوطن وحافظ على دماء اليمنيين وارواحهم، وقدم التنازلات، وعرض المبادرات، حتى يجنب اليمن الحرب الاهلية ويصون دماء اليمنيين».
وقال إنه والمؤتمر وقياداته «يثقون بالضمير الشعبي ويثمنون ويقدرون عاليا هذا الوفاء الدائم للانجاز السياسي الذي يناضلون للحفاظ عليه».