[esi views ttl="1"]
رئيسية

وفاة أكبر مسؤول نفطي بحكومة القذافي غرقا في فيينا تثير الشكوك

صدمت الوفاة الغامضة لاكبر مسؤول نفطي بحكومة معمر القذافي في فيينا اصدقاءه وزملاءه الذين يقولون انهم يشتبهون في ان أعداءه ربما لاحقوا وقتلوا الرجل الذي كان يعلم أكثر من أي شخص اخر بشأن مليارات الدكتاتور الراحل.

وعثر على جثة غانم الذي رأس حكومة القذافي لبعض الوقت وأدار قطاع النفط لسنوات أيضا بكامل ملابسه طافية في نهر الدانوب صباح يوم الاحد على بعد بضع مئات من الامتار من منزله.

وتقول الشرطة انه مات غرقا وربما سقط في النهر بعد اصابته بنوبة قلبية عقب ممارسة رياضة المشي. وتشير التقارير الاولية لتشريح الجثة إلى انه لا توجد علامة على حدوث عمل اجرامي.

ويقول بعض أصدقائه انه لم يكن يجيد السباحة وانهم نبهوه إلى ان يتوخى الحذر من أعداء في منفاه بالنمسا.

وكان غانم (69 عاما) أحد أقوى الرجال في ليبيا في عهد القذافي وكان فعليا يسيطر على خيوط ثروة حكومة وعائلة القذافي إلى ان انشق وانضم إلى صفوف المعارضة في مايو ايار الماضي مع اقتراب المعارضين من طرابلس.

وكان قراره بالانضمام إلى المعارضة نقطة تحول في الانتفاضة التي اطاحت بالقذافي في نهاية الامر. وامسك معارضون في نهاية الامر بالزعيم الليبي وقتلوه.

وانتقل غانم للاقامة في المنفى بفيينا مقر منظمة اوبك حيث يقيم اثنان من بناته مع اسرتيهما. وكان الزعماء الجدد في ليبيا يربطون بينه وبين حكم القذافي واستبعد العودة إلى وطنه.

ومن المفترض أنه كان له اعداء بين معارضي القذافي بسبب السنوات التي قضاها في مركز السلطة مثلما كان له أعداء بين اصدقاء الزعيم الراحل واقاربه بسبب قراره بالانشقاق عنه.

وكان من المفترض أيضا أنه على دراية ليس لها مثيل بصفقات نفطية تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات.

وشكك الاصدقاء في الرواية الرسمية بشأن موته.

وقال وزير نفط سابق بدولة اخرى عضو في اوبك بقي صديقا مقربا من غانم "أعتقد ان هذا سخف. لا يذهب المرء إلى نهر الدانوب ويصاب بنوبة قلبية ويسقط في النهر."

وعثر على جثة غانم الساعة 8.40 صباحا (0640 بتوقيت جرينتش) يوم الاحد طافية قرب منطقة للترفيه على جانبيها حانات ومطاعم حيث يتجمع الناس في الصيف للجلوس في الشمس وتناول الجعة.

وتقول الشرطة انه كان موجودا في الماء منذ الفجر تقريبا.

ولا يوجد حاجز بامتداد حافة الماء ولم تكن تلك المرة الاولى التي يعثر فيها على جثة طافية هناك.

وقال موسى ريمبيتيكو الذي يدير مطعما يونانيا هناك منذ 14 عاما "لم نكن نعلم من هو. اعتقدنا انه رجل تناول كثيرا من الخمر وسقط في الماء. هذا حدث منذ بضع سنوات."

وقال اتلان يالفاك مدير مطعم فيش تاور انه وصل لفتح المطعم صباح الاحد ووجد الشرطة تقف حول الجثة التي كانت ممدة على الرصيف حيث تم انتشالها. وأضاف "كان الامر مرعبا للغاية".

ويصف من عرفوا غانم المسؤول الليبي السابق عموما بأنه شخصية مرحة. ويقول بعض أصدقائه ان شخصيته الخارجية كانت تخفي عقلا حذرا وكان يشعر بالقلق دائما بشأن التهديدات لسلامته لكنه كان مصمما على ان يعيش حياة عادية في منفاه بالنمسا.

وقال الوزير السابق في اوبك الذي طلب عدم نشر اسمه "نظرا للمكان الذي كان فيه .. نعم أعتقد انني كنت سأشعر بالقلق. بدون شك كنت سأشعر بقلق بالغ. في الحقيقة اعتقد انه قال في بعض الاوقات انه كان يشعر انه مراقب. لكن ربما كان هذا من صنع خياله .. من يدري."

وتابع يقول "اعتاد ان يتجول في انحاء فيينا بالترام أو في حافلة. لم يكن مختبئا ولم يكن لديه سائق يرافقه في النهار والليل .. لا شيء من هذا القبيل... أراد ان يحيا حياة عادية."

وقال عصام الجلبي الذي كان يدير قطاع النفط في العراق في الثمانينات وشيد في الاونة الاخيرة هيئة استشارية مع غانم في فيينا ان اصدقاءه نصحوه بأن يتوخى الحذر.

وقال انهم دأبوا على نصحه بالتزام الحذر وتجنب الظهور بشكل ملفت. واضاف ان المشكلة هي انه أغضب النظام السابق لانه انشق وان القيادة الجديدة في ليبيا لم تقبله لانه شارك في ابرام عقود غامضة.

ومثل اخرين لم يقتنع الجلبي بالرواية الرسمية. وقال لرويترز "لا يمكن ان يكون سقط هكذا بساطة (في الماء). أعتقد اننا لم نسمع نهاية القصة بعد."

وأضاف "من دفعه يعرف أنه لا يجيد السباحة."

وكانت هناك تلميحات إلى أن غانم كان يعاني من مشاكل صحية. وقالت نهال جونيوارديني وهي صديقة لغانم منذ تخرجه من مدرسة في بوسطن وتقيم في واشنطن ان غانم ابلغ ضيفا مساء السبت انه لا يشعر انه على مايرام وغادر مبكرا يوم الاحد لممارسة المشي ولم يعد.

وأضافت لرويترز انه قبل ذلك بايام ابلغ صديقا بأنه اجرى في الاونة الاخيرة سلسلة فحوص طبية وانه يشعر بالقلق بشأن النتائج.

وحتى الان لم تصدر تصريحات علينة تذكر من العائلة. وقال لؤي غانم ابن شقيق شكري غانم لرويترز انه سيتم تشريح الجثة يوم الاربعاء وان العائلة تأمل في اعادة الجثمان إلى ليبيا يوم الخميس. وقال رجل رد على الهاتف في منزل غانم ان العائلة لا تريد ان تتحدث بشأن الحادث.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)

من مايكل شيلدز واليكس لولر

زر الذهاب إلى الأعلى