قتل 6 مسلحين على الأقل من عناصر القاعدة في مواجهات بزنجبار اليوم الاثنين ، حيث يواصل حملته العسكرية ضد عناصر ما يعرف ب"أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة في محافظة أبين جنوبي اليمن ، في الوقت الذي استعاد فيه السيطرة على بلدات ريفية هامة..
ورافق وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد ومعه محافظ أبين جمال العاقل الوحدات العسكرية والأمنية واللجان الشعبية التي تقوم بعملية التمشيط والمطاردة لمسلحي القاعدة باتجاه شقرة زنجبار.. مشيداً بالأدوار "البطولية التي يؤدونها وبالانتصارات المتلاحقة التي يستعيدون بها هيبة القوات المسلحة وينتصرون لإرادة الشعب".
وأشاد وزير الدفاع في كلمته إلى المقاتلين بما وصفه "الدور الكبير والمتميز للإعلام الرسمي والحزبي والأهلي في تغطية الاعمال القتالية للقوات المسلحة واللجان الشعبية شاكراً لكل الاعلاميين جهودهم وموضوعيتهم وانحيازهم إلى جانب الشعب والوطن ومؤسسته الدفاعية".
وكانت وزارة الدفاع أكدت أمس السبت سيطرة قوات الجيش على سلسلة جبال "رهوة العرقوب"، القريبة من مدينة شقرة الساحلية بمحافظة أبين، حيث تدور معارك عنيفة بين مسلحي القاعدة وقوات الجيش التي قصفت أمس معاقل للمسلحين في مدينة جعار، ما أدى إلى مقتل تسعة منهم وإصابة آخرين، وذلك بعد هجوم شنه هؤلاء على وحدات عسكرية في ضواحي المدينة، أدى إلى مقتل جنديين وإصابة أربعة آخرين .
ونقلت صحيفة "الخليج" الاماراتية عن عسكريين القول إن وحدات الجيش التي كانت قد أرسلت من صنعاء إلى منطقتي شقرة والعرقوب قبل أيام قليلة خاضت مواجهات متقطعة مع مسلحي التنظيم في هذه المناطق قبل أن تفرض سيطرة كاملة على مرتفعات جبلية تطل على مدينة شقرة، والتي كانت خلال الأيام الماضية مسرحاً لمواجهات كر وفر بين الجيش والمسلحين، مشيرين إلى أن هذه القوات "تستعد حالياً لاقتحام المدينة وتطهيرها من الإرهابيين".
وقال وجهاء وسكان إن قوات عسكرية مدعومة بالسلاح الثقيل من "لواء لبوزة" تمركزت أمس بالقرب من منطقة أحور الواقعة إلى الشرق من مدينة شقرة الساحلية، للأطباق على مسلحي التنظيم وقطع الإمداد عنهم ومنعهم من الهرب، بالتزامن مع تحريك قوات أخرى من منطقة بلحاف الساحلية باتجاه شقرة .
وتحرز قوات الجيش تقدماً في جبهات القتال المحيطة بمدينتي زنجبار وجعار، في حين لا تزال تواجه صعوبات في اقتحام مدينة جعار التي توصف بأنها المعقل الرئيس للتنظيم الأصولي، ويتوقع أن تشهد معارك ضارية في حال قرر الجيش اقتحامها نتيجة نشر التنظيم أكثر مسلحيه وترسانته الحربية في هذه المدينة ذات التضاريس الجبلية .
وقال قائد عسكري في جبهة "العند - الحرور" المطلة على مدينة جعار لـ"الخليج" إن قوات الجيش توجه ضربات مركزة وموجعة لمعاقل التنظيم في ظل حرص شديد على التقليل من آثار المعارك على المدنيين القاطنين في المدينة، وخصوصاً بعدما قرر كثير منهم البقاء رغم دعوة الجيش لهم بعدم التواجد في المناطق التي يتمركز فيها المسلحون .
ووفقاً لصحيفة "الخليج، فإنه ومع دخول عملية "الحسم" التي يشنها الجيش على معاقل القاعدة في أبين أسبوعها الخامس تحدثت مصادر محلية عن مشاورات بين الحكومة وقيادات التنظيم الأصولي المتمركزة في مدينة جعار تستهدف إقناع المسلحين بالاستسلام وإلقاء السلاح ومغادرة مدن المحافظة مقابل وقف الجيش عملياته العسكرية وضمانات بعدم ملاحقة قادة التنظيم اليمنيين، مشيرة إلى أن أمير القاعدة في أبين جلال بلعيد الذي يسمي نفسه "حمزة الزنجباري"، رحب بالفكرة، مشترطاً أن تتولى الحكومة تطبيق الشريعة الإسلامية في هذه المحافظة وإقالة الفاسدين من مناصبهم في السلطة المحلية .
لكن مصادر محلية نفت أن تكون الحكومة اليمنية عازمة على إدارة حوار مع المسلحين وخصوصاً بعد رفض الرئيس عبدربه منصور هادي طلباً للقاعدة نقله عدد من علماء الدين إليه في وقت سابق، إلى جانب تأكيده على الحسم العسكري لحل المشكلة الأمنية في هذه المحافظة المضطربة .