أكدت جماعة ما يعرف ب"أنصار الشريعة" المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن انسحاب عناصرها من مدينتي زنجبار وجعار في محافظة أبين اللتين أعلن الجيش اليوم استعادتهما بعد عام من سقوطهما بيد المسلحين المفترضين للقاعدة..
وقال مصدر إعلامي للقاعدة في بيان حصل "نشوان نيوز" على نسخة منه، إن "أنصار الشريعة صباح اليوم الثلاثاء انسحبوا من إمارة وقار (جعار) ومدينة زنجبار".. زاعماً أن هذا الانسحاب "جاء حقنا لدماء المسلمين خاصة في إمارة وقار".. خوفا عليها القصف.. وقال إنهم انسحبوا من جعار قبل أن تصل إليها القوات الحكومية نافيا أن يكون الانسحاب من المدينة بعد معارك عنيفة مع تلك القوات.
يأتي هذا بعد أن أعلنت وزارة الدفاع رسمياً تحرير مدينتي زنجبار وجعار في محافظة أبين من عناصر القاعدة، بعد ما يقرب من عام على سقوط أبين بيد هذه العناصر، ومواجهات عنيفة قتل فيها المئات من الجنود والمسلحين..
وقال مصدر مسؤول بوزارة الدفاع إنه تمكن "أبناء قواتنا المسلحة والأمن واللجان الشعبية اليوم الثلاثاء الـ12 من يونيو 2012م من تطهير مدينتي زنجبار وجعار وقصر خنفر ومنطقة الرهوة من عناصر الإرهاب، وفتحوا طريق عدن أبين أمام المواطنين".
واكد المصدر أن الجيش بمساندة اللجان الشعبية نفذوا عمليات نوعية وضربات موجعة خلال الساعات الماضية شارك فيها صقور الجور والقوات البحرية وأجبروا عناصر الإرهاب على .. بعد أن تكبدوا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد مخلفين وراءهم عشرات القتلى والجرحى وكميات كبيرة من الأسلحة والعتاد والذخائر.
وأشار المصدر إلى أن المئات من تلك عناصر القاعدة فروا من زنجبار وجعار وشقرة وضرب الطيران 10 قوارب كانت تقل عددا منهم فارين عن طريق البحر باتجاه محافظة شبوة، كما ضرب الطيران طقمين قرب زنجبار يقلان عددا من الإرهابيين أثناء فرارهم منها ما أدى إلى تدمير الطقمين ومقتل من كانوا عليهما من الإرهابيين".
وقال المصدر إن "فرقا هندسية بدأت بعملية واسعة في المدينتين والمناطق المحيطة بهما بحثا عن الألغام التي زرعها الإرهابيون لتفجيرها، مشيرا إلى أن إلى رجال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية يواصلون مطاردة فلول العناصر الإرهابية للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة جراء ما ارتكبوه من جرائم بحق الوطن والمواطنين".
ودعا المصدر المواطنين "في محافظتي حضرموت وشبوة وغيرها من المحافظات إلى منع العناصر الإرهابية الفارة من محافظة أبين من التواجد في مناطقهم والتصدي لهم والإبلاغ عنهم".
وسقطت زنجبار ومعظم مدن محافظة أبين بيد المسلحين المفترضين لتنظيم القاعدة أو ما يسمى ب"أنصار الشريعة" بتاريخ 27/5/2011 بطريقة مفاجئة، حيث قام النظام السابق بسحب الأجهزة الأمنية والعسكرية الموالية له من المدينة، فيما رفضت بعض الوحدات العسكرية الانسحاب وقاومت المسلحين واستمرت المواجهات بشكل متقطع طوال العام الماضي.. واشتدت الشهرين الماضين، عندما بدأ الجيش حملة عسكرية واسعة بمشاركة ما يقرب من 10 ألوية عسكرية لاستعادة المدينة.. وبمساندة لجان شعبية من المواطنين، كان لها دور حاسم في القضاء على القاعدة في الثلاث المدن الرئيسية لأبين، وهي زنجبار وجعار ولودر.
وتتجه الأنظار إلى منطقة شقرة آخر معاقل القاعدة في أبين، بالإضافة منطقة عزان في محافظة شبوة.. وتؤكد الكثير من المصادر أن أنصار القاعدة يفرون باتجاه شقرة وشبوة.