أرشيف محلي

أكثر من 19 قتيلاً والعائدون إلى ابين يواجهون الالغام وغياب الخدمات

قتل 19 شخصاً على الأقل جراء الالغام والاشتباكات المتواصلة بين قوات الجيش وبقايا عناصر القاعدة في جنوبي اليمن فيما يواجه المواطنون العائدون إلى منازلهم في محافظة ابين غياب الامن والخدمات الاساسية وخطر الالغام التي خلفها المتطرفون.

وقالت وكالة فرانس برس إن جنديين قتلا وثمانية من مسلحي تنظيم القاعدة في اشتباكات في مدينة شقرة الساحلية، وهي آخر معقل للقاعدة في ابين، بينما لقي تسعة مدنيين مصرعهم في انفجار الغام في زنجبار عاصمة المحافظة نفسها، حسبما أفادت مصادر محلية وكالة فرانس برس صباح الخميس .

وقال مصدر محلي في شقرة ان اشتباكات بالاسلحة الرشاشة تجددت ليل الاربعاء الخميس بين مقاتلي القاعدة والجيش المدعوم بلجان شعبية في جبل العرقوب المطل على شقرة ما اسفر عن مقتل جنديين وثمانية من مسلحي القاعدة. وجرح احد عشر جنديا.

وفي مدينة زنجبار الذي يسيطر عليها الجيش بعد انسحاب اعضاء القاعدة منها أدى انفجار لغم أرضي الاربعاء إلى مقتل سبعة مدنيين في وسط المدينة، وفقا لمسؤول محلي يدعى محسن صالح.

واكد المصدر نفسه ان لغما آخر انفجر امس في منطقة الكود جنوب المدينة ما ادى إلى مصرع مدنيين، مشيرا إلى ان الالغام التي زرعتها القاعدة لاستهداف قوات الجيش لم تنزع بعد رغم سيطرة الأخير على المدينة.

من جهته قال احد السكان الموجودين حاليا في زنجبار ويدعى السالمي عوض صالح باوزير "لا يمكن ان نعود إلى منازلنا في ظل هذا الدمار والخراب في مدينتنا فضلا عن انقطاع والماء والكهرباء".

واضاف "انا حاليا بجوار منزلي المدمر القريب من مبنى البنك المركزي ومؤسسة التأمينات والمعاشات والمياة وهذه البماني كلها تم تسويتها بالأرض".

واشار إلى انه يسمع بين الحين والآخر دوي انفجار الغام مزروعة في الارض وبجوار المباني الحكومية، مطالبا السلطات بتوفير احتجاجات السكان ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم.

إلى ذلك، عثر سكان محليون على اربع جثث لأشخاص مجهولي الهوية في منزل كانت تستخدمه القاعدة قبل انسحابها، وهو منزل نائب مدير امن زنجبار طبقا لضابط ميداني.

وأكد الضابط ان "الاشخاص الاربعة تم ذبحهم بخنجر وبطريقة وحشية ثم وضعهم في حفرة في داخل سور منزل".

وذكر سكان محليون في مدينة جعار المجاورة بانهم تمكنوا من اطلاق سراح قرابة 20 شخصا كانوا في معتقل سري لتنظيم القاعدة في المدينة.

واوضح السكان أن المطلق سراحهم بينهم أئمة مساجد وتم اعتقالهم بسبب مواقفهم المعارضة لنشاط التنظيم ونبذهم للأرهاب.

من جانبه قال غسان شيخ الامين العام للسلطة المحلية في مدينة زنجبار "اليوم وصلت على المدينة مع اسرتي وفوجئت بهذا الدمار الكلي لزنجبار نتيجة الحرب".

واضاف ان "مئات من السكان دخلوا لتفقد منازلهم وجاؤوا وهي مدمرة واخرى متضررة لكنهم لن يستطيعوا العيش فيها حاليا بسبب عدم وجود خدمات من جهة وانتشار كبير للالغام الأرضية في الاحياء من جهة ثانية".

وتابع ان "الجيش لم يحرك اليوم ساكنا ازاء الالغام المنتشرة في معظم احياء المدينة وأكتفى بنزع الالغام من الشوارع الرئيسية التي تستخدمها قواته ومعداته".

وقدر ان 90 بالمئة من شوارع المدينة ملغمة.

ودعا غسان شيخ الحكومة اليمنية إلى "سرعة التحرك لمعالجة نكبة زنجبار واعادة بنائها بعد مغادرة القاعدة منها".

وبدوره قال نائف الجبالي احد اعيان زنجبار ان معظم السكان الذين عادوا إلى زنجبار الاربعاء وصباح اليوم الخميس "غادروها مرة اخرى بسبب عدم وجود الخدمات الأساسية ووجود خوف شديد نتيجة وجود متفجرات من مخلفات الحرب".

واعلن الجيش اليمني الثلاثاء استعادة السيطرة على زنجبار عاصمة محافظة ابين الجنوبية وعلى مدينة جعار المجاورة بعد شهر من اطلاق حملة كبيرة لتحرير المحافظة من تنظيم القاعدة.

ويشكل انسحاب مسلحي القاعدة من المدينتين وضواحيهما تحت وطأة المعارك انجازا كبيرا للادارة اليمنية الجديدة برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وكانت القاعدة استفادت من ضعف سيطرة الدولة والاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني السابق لفرض سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب اليمن.

وشنت القوات اليمنية حملة شاملة في 12 ايار/مايو بهدف استعادة بلدات ومدن ابين التي وقعت في ايدي القاعدة خلال العام الماضي.

ومنذ بدء الحملة، قتل 534 شخصا طبقا لاحصاءات وكالة فرانس برس المستمدة من مصادر مختلفة. ومن هؤلاء 402 من مقاتلي القاعدة و78 جنديا و26 مسلحا تابعين للجيش و28 مدنيا.

زر الذهاب إلى الأعلى