يعلق الكثير من اليمنيين الآمال على أولى خطوات الرئيس اليمني عبدرّبه منصور هادي لتفكيك الامبراطورية العسكرية التي بناها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، حيث أصدر هادي قرارات بضم ودمج اكثر من 12 من ألوية الجيش من قوات الحرس الجمهوري والفرقة الأولى المدرعة إلى المناطق العسكرية بهدف إنهاء حالة الانقسام وسيطرة أقارب وأنصار الرئيس السابق على تلك الوحدات ، ما لقي ترحيباً من اللواء علي محسن الأحمر وقوى الثورة، وصمتاً من قبل نجل الرئيس اليمني السابق العميد أحمد علي صالح.
ونصت عدة قرارات أصدرها الرئيس هادي وبثتها وكالة الأنباء الرسمية، على ضم عدد من ألوية قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس السابق وعدد من ألوية الفرقة الأولى المدرعة التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر الذي انشق عن النظام إلى المنطقة العسكرية الجنوبية والوسطى.
دفعة أولى
وقال مصدر رئاسي ل «البيان» إن هذه القرارات تشكل الدفعة الأولى من قرارات لاحقة سيتم بموجبها اعادة توزيع ألوية الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرعة على بقية المناطق العسكرية، وإنهاء حالة الانقسام التي كانت قائمة في الجيش وتعدد هياكله، حيث كان لكل قسم هيكله الخاص دون أن تكون لوزارة الدفاع سلطة فعلية على تلك القوات.
ومن شأن هذه القرارات ان تضعف من قوة ونفوذ نجل الرئيس اليمني السابق وخصمه اللواء الاحمر، كما ستساعد على إنهاء حالة الانقسام في قوات الجيش والمستمرة منذ مارس عام 2011م.
وكان الرئيس هادي أصدر أيضا قراراً بعزل توفيق صالح نجل شقيق الرئيس السابق من رئاسة مجلس ادارة الشركة الوطنية للتبغ وتعيين وزير السياحة السابق نبيل الفقيه بدلا عنه، كما عزل محضار السقاف رئيس مجلس ادارة بنك التسليف الزراعي (كاك بنك) وهو من انصار الرئيس السابق وعين بدلا عنه منصر القعيطي، كما عين محمد العامري رئيسا لمجلس ادارة البنك الاهلي اليمني، بدلا عن الرئيس السابق احمد الفضلي .
ترحيب واسع
وقوبلت قرارات الرئيس هادي بدمج وضم الوحدات العسكرية الموزعة بين اقارب الرئيس السابق ومناوئيه بترحيب من مختلف المكونات الشبابية والسياسية، ودعته إلى الاسراع في استكمال عملية دمج بقية الوحدات وإبعاد أقارب الرئيس السابق عن قيادة تلك الوحدات.
وفي حين سارع اللواء الاحمر إلى توزيع بيان أعلن فيه تأييده لقرار الرئيس هادي، وقال: «إننا إذ نؤيد مثل هذه القرارات الوطنية الشجاعة التي تخدم الوطن وتعيد اللحمة للوحدات والمناطق العسكرية وتحقق الانضباط وتهيئ الظروف المناسبة لإعادة هيكلة الجيش والقوات المسلحة بما يخدم مصلحة الوطن»، كان الصمت لسان حال نجل الرئيس الأسبق العميد أحمد علي صالح، الذي لم يصدر عنه أي تعليق، بالتزامن مع ترحيب المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، الذي يرأسه رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه بالقرارات الجمهورية.
ودعا المجلس إلى استمرار مثل هذه القرارات التي وصفها بالجريئة والشجاعة لتحقيق التغيير المنشود الذي دفع من اجله شباب الوطن أغلى التضحيات، كما طالب في بيان صحافي رئيس الجمهورية الاستجابة لنبض جماهير الشعب اليمني التي منحته أصواتها وثقتها والتي يستمد مشروعيته منها في ممارسته لمهامه السيادية وقراراته ودعته لاتخاذ قرارات استبعاد العناصر المعيقة للتغير في المؤسستين العسكرية والمدنية.
ومن جهته، اعتبر مصدر في الأمانة العامة للحزب الاشتراكي هذه القرارات خطوة عملية وجوهرية على طريق هيكلة الجيش واستعادة الدولة من الأيادي المغتصبة، وأهاب بكافة القوى السياسية العمل سوية من أجل تسريع عملية نقل السلطة والوقوف إلى جانب الرئيس هادي، ومساندته في اتخاذ المزيد من الخطوات العملية وفقاً لمبادرة التسوية الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وبما يخدم المصلحة العليا للوطن.
ترحيب شبابي
وفي السياق، اعتبر المجلس الثوري لقوي الثورة الشبابية السلمية بمحافظة حضرموت ما صدر من قرارات رئاسية في الجانبين العسكري والمالي خطوة في الاتجاه الصحيح وتلبية لمطالب ثورة الشباب السلمية الشعبية خصوصاً ما يتعلق منها بإعادة هيكلة الجيش والأمن على أسس وطنية ومهنية.