أعلن نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل الثلاثاء في موسكو أن سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس بشار الأسد في إطار مفاوضات مع المعارضة.
وقال المسؤول السوري في مؤتمر صحافي عقده في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "خلال عملية المفاوضات يمكن دراسة كل المسائل، ونحن مستعدون حتى لدراسة هذه المسألة".
لكنه اعتبر أن فكرة "الاستقالة كشرط لإجراء حوار تعني أن من المستحيل البدء بهذا الحوار".
في الأثناء أشعلت المخاوف من لجوء النظام السوري إلى استخدام السلاح الكيمياوي في حال استشعر قرب نهايته جدلا دوليا حادا، وذلك في الوقت الذي تتعاظم فيه المخاوف الإقليمية من مساع خفية لنظام دمشق لتصدير أزمته إلى دول الجوار وفي مقدمتها لبنان.
ويتزامن كل ذلك مع تطورات هامة على الأرض تكرس فقد نظام السوري السيطرة على مناطق شاسعة بالبلاد، فيما تعجز قوّاته عن حسم معارك المدن الاستراتيجية وفي مقدمها حلب ودمشق.
وفي نقد نادر لنظام دمشق أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء أن جهود النظام السوري لوضع حد لأعمال العنف الدائرة في البلاد منذ 17 شهرا غير كافية.
وقال امام نائب رئيس الوزراء السوري المكلف شؤون الاقتصاد قدري جميل الذي يزور موسكو "بحسب ما نشهده في سوريا يبدو في الوقت الراهن ان التدابير المتخذة غير كافية لكننا مقتنعون بانه ما من سبيل اخر سوى الاستمرار في هذا النهج".
غير أن موسكو حذرت من جهة ثانية الغرب من القيام بعمل منفرد في سوريا بعد يوم من تهديد الرئيس الأمريكي باراك اوباما "بعواقب وخيمة" إذا استخدم الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيمياوية أو بيولوجية أو حتى حركها بشكل ينطوي على تهديد.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف متحدثا بعد مقابلة مع داي بينغ قو مستشار الدولة الصيني إن موسكو وبكين متفقتان على الحاجة إلى "الالتزام بصرامة بمعايير القانون الدولي والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بانتهاكها."
وتعارض روسيا والصين أي تدخل عسكري في سوريا طوال 17 شهرا من اراقة الدماء واستخدمتا حق النقض ضد ثلاثة قرارات لمجلس الامن التابع للامم المتحدة أيدتها دول غربية وعربية لزيادة الضغط على دمشق لوقف اعمال العنف التي أسفرت عن سقوط 18 ألف قتيل.
ولم تبد الولايات المتحدة وحلفاؤها رغبة تذكر في التدخل العسكري في سوريا على عكس الحملة التي شنها العام الماضي حلف شمال الأطلسي والتي ساعدت على الإطاحة بمعمر القذافي في ليبيا.
لكن أوباما استخدم الاثنين أشد لهجة على الإطلاق في تحذير الأسد من تجاوز "الخط الأحمر" حتى لو كان ذلك بمجرد نقل اسلحة غير تقليدية بشكل ينطوي على تهديد.
ويظل استخدام القوة ضد النظام السوري إلى حد الآن في طور التهديد، وهو ما تطالب المعارضة السورية بتجاوزه حماية للشعب السوري.
وطالب رئيس "المجلس الوطني السوري" المعارض عبد الباسط الثلاثاء المجتمع الدولي بالتدخل في سوريا بشكل عاجل، خارج نطاق الأمم المتحدة.
ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن سيدا مطالبته خلال جولة قام بها برفقة سلفه برهان غليون في مخيم كيلس للاجئين السوريين بإعلان منطقة حظر جوي. وقال "نريد ممرات آمنة تصل إلى قلب سوريا، نريد دعما لوجستيا فوريا من تركيا عبر تلك الممرات الآمنة".
إقليميا تتعاظم المخاوف من انتقال شرارة الأزمة السورية إلى لبنان.
ورأى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الثلاثاء أن أطرافا خارجية، لم يسمها، تعمل على توريط لبنان في الصراع الذي يجري حوله.
وقال ميقاتي، في بيان بعد ظهر الثلاثاء، إنه "طالما حذرنا من ضرورة عدم الانزلاق في النيران المشتعلة حول لبنان ولكن من الواضح أن هناك أطرافا عديدة ترغب في توريط لبنان في هذا الصراع".
وكان ميقاتي يشير إلى الاشتباكات التي اندلعت في مدينة طرابلس بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن منذ مساء الاثنين، والتي أسفرت عن سقوط قتيلين و36 جريحا بينهم 10 عناصر من الجيش اللبناني، بعد تجدد هذه الاشتباكات ظهر الثلاثاء.
ميدانيا أعلن الجيش السوري الحر انه يسيطر على حوالي ثلثي مدينة حلب في شمال البلاد حيث تستمر الاشتباكات منذ اكثر من شهر.
واكد رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "الجيش السوري الحر يسيطر على اكثر من 60 في المئة من مدينة حلب".
وعدد العكيدي اكثر من ثلاثين حيا يسيطر عليها المقاتلون المعارضون ابرزها سيف الدولة وبستان القصر والمشهد وانصاري، وهنانو والصاخور، وبستان الباشا، والشيخ سعيد والفردوس، والكلاسة.
اما حي صلاح الدين في جنوب غرب المدينة، فيسيطر عليه الجيش الحر بنسبة خمسين في المئة، بحسب العكيدي الذي اشار ايضا إلى ان حي التلل في الوسط هو ايضا تحت سيطرة الجيش الحر."العرب أونلاين ووكالات".