قالت مصادر مطلعة في صنعاء أن جماعة الحوثي تمارس ضغوطا على الحكومة اليمنية للحصول على منصب مندوب المغتربين اليمنيين في الولايات المتحدة .
وأوضح مصدر حكومي يمني لـ"نشوان نيوز" أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران تقدمت عبر أطراف سياسية حليفة لها ومشاركة في حكومة الوفاق الوطني بطلب لإعادة تعيين القنصل اليمني السابق في ولاية ميتشيغن عبدالملك السادة وهو من المقربين للحركة، كمندوب للمغتربين اليمنيين في الولايات المتحدة أو تعيين مندوب آخر يرشحه الحوثيون.
ولفت المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى ان " مندوب المغتربين اليمنيين في أمريكا " هو منصب جديد اقترحه وزير المغتربين اليمني مجاهد القهالي الأمر الذي جلب تنافسا محموما بين أطراف سياسية أبرزها الحوثيون لشغل هذا المنصب المهم خصوصا ان هناك نحو ربع مليون مغترب يمني في الولايات المتحدة بينهم 50ألفا في ولاية ميتشيغن .
وفي الوقت الذي يرفع الحوثيون شعار "الموت لأمريكا ..الموت لاسرائيل " قال المصدر أن التفسير الوحيد للحرص الشديد الذي تبديه جماعة الحوثي تجاه منصب مندوب المغتربين اليمنيين في الولايات المتحدة هو تكوين لوبي يمني يفك ارتباطه باللوبي العربي هناك وبما يمكن من إدماجه في اللوبي الإيراني المعزز بالمهاجرين الشيعة من أصول عراقية ولبنانية ويمنية بغية تشكيل رقم صعب يمكن استخدامه كورقة ضغط في المناسبات السياسية والانتخابية الأمريكية وفي تسجيل موقف مناهض للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.
ونوه المصدر إلى أن وزير المغتربين حاول ترشيح المعارض اليمني المقيم في أمريكا منير الماوري للمنصب الجديد غير أن ذلك قوبل برفض من سياسيين حلفاء للحوثي داخل حزب المؤتمر الشعبي وبعض أحزاب المشترك, مشيرا إلى أن ذلك الرفض لتعيين الماوري المعروف بقربه من خصوم الحوثيين وفي مقدمتهم الاسلاميين تم التعبير عنه في حملة إعلامية هاجمت الوزير وسربت أنباء عن فصله من عضوية المكتب السياسي لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق.
وأوضح المصدر بأنه إضافة إلى مرشح الحوثيين ومرشح الوزير فقد امتدت دائرة الترشيحات لتشمل اسم مليونير يمني مقيم في متشيغن اسمه رصاص الغيثي اقترحه رئيس جهاز الأمن القومي كما ان طرفاً أمنياً آخر اراد ترشيح شخص مغمور اسمه رشيد النزيلي وطرف مؤتمري اقترح ترشيح الشيخ راجح محسن ابولحوم قنصلا فخريا في ولاية ميتشيغن ,الأمر الذي أوصل الموضوع إلى حل وسط يتمثل باتفاق الجميع على تكليف وزير المغتربين مجاهد القهالي بالقيام بزيارة الجالية اليمنية في أمريكا وتلمس الأوضاع ميدانيا لترشيح الشخص المناسب بعد التشاور مع قيادات الجالية وأيضا مع الأطراف السياسية اليمنية للاتفاق على المرشح المناسب.
وفي قراءة لتطورات الموضوع تحدث لـ"نشوان نيوز " الباحث خالد عبدالغني قائلا: إضافة إلى ذلك البعد السياسي للموضوع الذي يؤكده تهافت الحوثيين على المنصب فإن للمسألة بعد آخر حيث أن وزير المغتربين وفي إطار الخطة التي أعلن عنها لتعيين مندوبين في البلدان التي يوجد فيها مهاجرون وأيضا صرف بطاقات للمغتربين ثمن الواحدة منها 50 دولارا أمريكيا، لمساعدتهم على الاشتراك في التصويت في الانتخابات من أماكن إقامتهم في بلدان المهجر يعني ان الأمر سيدر مداخيل مالية كبيرة وهو ما يجعل الأطراف السياسية والحكومية تتصارع.