هدد أبو علي الحاكم الذي يوصف ب "الرجل الثاني " بجماعة الحوثي بصعدة شمالي اليمن عدداً من قيادات الإصلاح بالمحافظة بالتصفية الجسدية وتوعدهم بقطع ألسنتهم، فضلاً عن وصفهم بأنهم " سفهاء ".
وجاء تهديد القيادي الحوثي الذي تقول مصادر مطلعة إنه الحاكم الفعلي لصعدة، في اجتماع عقد اليوم الأربعاء بمنزل محافظ صعده فارس مناع، بحضور قيادات من المشترك، لمناقشة حادثة الاعتداء على مقر القطاع الطلابي للإصلاح الأحد من قبل عناصر مسلحة تابعة للحوثي.
وهاجم الحاكم ممثلي الإصلاح فور وصولهم قاعة الاجتماع متوعداً إياهم بقطع ألسنتهم وتكسير رؤوسهم ووصفهم بأنهم عبارة عن مجموعة من السفهاء والكذابين . وواصل هجومه على الإصلاح بألفاظ غير مهذبه دون أن يردعه أحد.
وقبل أن يخرج ممثلي الإصلاح من قاعة الاجتماع قال لهم الحاكم: إن نشرتم هذا الكلام في وسائل الإعلام فأسقطع ألسنتكم ولو كان خلفكم خمسين قناة .
وفضل ممثلي الإصلاح في الاجتماع عدم الرد عليه واكتفوا بسؤال رئيس المشترك أمين المؤيد عما إذا كان يسمح بالتهجم عليهم في الاجتماع.
وشارك في الاجتماع كل من رئيس فرع الناصري والرئيس الدوري للمشترك أمين المؤيد وسكرتير الاشتراكي محمد ضيف الله، وأبو علي الحاكم بدون أي صفة وشخص آخر يدعى محمد سليته بوصفه ممثلا لمكتب الأوقاف الذي فرض عليه فرضاً رغم انه ليس مدير المكتب.
وكانت عناصر مسلحة تتبع الحوثي قد داهمت مقر التجمع اليمني للإصلاح بصعدة واستولت عليه بالقوة يوم الاحد الماضي ممتنعة عن الخروج منه أو السماح بالعاملين فيه بالدخول.
وفي اتصال هاتفي معه، قال أمين المؤيد رئيس المشترك أن من قام بالاعتداء على مقر الإصلاح هم أشخاص تابعون لمكتب الأوقاف(الذي يقع فيه مقر الإصلاح)، غير أن مدير البحث الجنائي شاهد بنفسه لدى حضوره إلى المقر بعد تلقيه بلاغا من الإصلاح وجود عناصر حوثيه بداخله بعد اقتحامه والعبث بمحتوياته.
ونفى مدير مكتب الأوقاف عبدالسلام القيسي أن يكون له علاقه باقتحام مقر الإصلاح أو أن يكون هو من وجه بذلك، كما اعترف بذلك لمدير البحث الذي ذهب إليه للتأكد من صلته بالحادث من عدمها.
وإذ اعترف المؤيد ضمنا في تصريح لموقع " الصحوة نت "، بان أبو الحاكم هدد بقطع الألسنة، لكنه قال انه قصد من يكذبون على من سمّاهم " أنصار الله "، وهي التسمية الجديدة التي يطلقها الحوثيون على أنفسهم مؤخرا.
وقال المؤيد انه سعى إلى حل قضية مقر الإصلاح وديا، غير انه تفاجأ بما حصل من اعتداء على المقر.
وفي رده على سؤال بشأن موقفهم من الانتهاكات التي يقوم بها الحوثي بحق الإصلاح والمواطنين بصعدة، ولماذا لم يصدروا بيانات كمشترك بشأنها، اكتفى بالقول انه تولى مهمته منذ قرابة شهر رغم أن هناك حوادث كثيره وقعت خلال هذه الفتره ولم يصدر المشترك أي بيان.
وكانت الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح دانت بشدة قيام مجاميع مسلحة حوثية باقتحام مقر القطاع الطلابي للإصلاح في صعدة والعبث بمحتوياته والتمركز فيه، واصفة ذلك بالعمل المشين "الذي يؤكد تنامي حالة الضيق والعداء لدى تلك العناصر ومن يقف وراءها للعمل السياسي المدني وإمعانها في الركون على السلاح واعتماد نهج العنف لتسويق مشروعها المتعثر في محافظة صعدة الأبية".
كما اعتبرت أمانة الإصلاح في بلاغ صحفي، اقتحام مقر قطاع طلاب الإصلاح في صعدة تصرف أهوج لا يعد انتهاكا صارخا لحق سياسي دستوري فحسب بل يتجاوز ذلك إلى كونه استهداف للنظام السياسي برمته والقائم على التعددية الحزبية والسياسية ويكشف دون مواربة عن رغبة جامحة للعودة بالبلاد إلى العهود الشمولية التي ثار عليها شعبنا وقدم تضحيات غالية من أجل الخلاص من طغيان الفرد واستبداد العائلة وسطوة الفساد وغياب القانون.
ودعت أمانة الاصلاح قيادة جماعة الحوثي إلى سرعة سحب مسلحيها من المقر وإعادة ما نهب منه و إلى الاعتذار عن جريمة اقتحام واجهة سياسية طللابية مدنية، مؤكدة بأن مثلك تلك الأعمال المنفلتة لن تجر الإصلاح إلا إلى مزيد من التمسك بنهجه السلمي و إلى مواصلة نضاله السياسي المدني، وهي المهمة التي قالت إن الإصلاح يتصدر لها اليوم في عموم اليمن وفي محافظة صعدة الصامدة بشكل خاص متجاوزاً المذهب والقبيلة ومعبراً عن حالة اصرار على التمسك بمشروع الدولة المنشودة.
وحيث الأمانة العامة في هذا السياق كافة أعضاء الإصلاح وأنصاره ومحبيه لتمسكهم الحاسم بنهج النضال السلمي، مقدرة عاليا الوعي الحضاري للإصلاحيين وهم يمثلون مع إخوانهم في بقية القوى الوطنية رافعة العمل الوطني السلمي المدني في مواجهة مشاريع العنف والتآمر والتخريب.
وأكدت في السياق ذاته بأن حالة الإرباك التي يسعى لها أعداء العملية السياسية في اليمن لن يكتب لها النجاح وأن شعبنا ماض في إنجاز حلمه الكبير وهو يسير الآن بخطوات واثقة لرسم ملامح مستقبله عبر مؤتمر الحوار الوطني باعتباره جسر العبور الآمن لليمنيين نحو الدولة اليمنية المدنية الحديثة.