كشفت مصادر يمنية أنّ الحوثيين، الذين يسيطرون على محافظة صعدة اليمنية في شمال البلد والمناطق المحيطة بها، يستخدمون العصبية الهاشمية للتمدد في اتجاه مناطق اخرى، بما في ذلك الجنوب.
وقالت هذه المصادر ان الحوثيين، الذين يحظون منذ ما يزيد على عشر سنوات بدعم إيراني مباشر، لم يعودوا في وارد الاكتفاء بالسيطرة على المحافظات الشمالية بما فيها عمران وحجة والجوف وحتى صنعاء نفسها التي صار لديهم وجود كبير فيها، باتت لديهم طموحات من نوع آخر.
وأشارت إلى أن الحوثيين يستخدمون الدعم الإيراني المباشر من أجل وضع يدهم نهائيا على محافظة صعدة والمحافظات القريبة منها، أي حجة والجوف وعمران، وأنهم استطاعوا اختراق المحافظات الوسطى والجنوبية.
وذكرت ذات المصادر أن عملية اختراق المحافظات الوسطى تتم عن طريق إقامة علاقات مع شيوخ القبائل في تلك المناطق التي يسود فيها المذهب الشافعي، وأن هذا الاختراق يتم بواسطة مساعدات مالية وأخرى ذات طابع اجتماعي.
وتحقّق الاختراق الحوثي للمناطق الشافعية على الرغم من انتمائهم أساسا إلى المذهب الزيدي، وهو أقرب المذاهب الشيعية إلى المذهب السنّي، من جهة، وعلى الرغم من أنهم بدأوا ينادون بالمذهب الشيعي الاثني عشري منذ تحوّلهم إلى مناصرين للنظام الإيراني ورافعين لشعاراته من جهة أخرى. ومن بين هذه الشعارات "الموت لأميركا، الموت لاسرائيل، اللعنة على اليهود"، وهي شعارات لا علاقة لها أصلا بتلك التي يرفعها الزيود في صعدة والذين يعتبرون انفسهم، أو على الأقلّ العائلات الكبيرة من بينهم، من المنتمين إلى الهاشميين.
وقالت المصادر نفسها انّ الحوثيين استغلوا الإجحاف الذي يشعر به الهاشميون في شمال اليمن من أجل التمدد في اتجاه صنعاء ثم إلى الجنوب، خصوصا في اتجاه محافظة حضرموت حيث يعتبر علي سالم البيض نفسه هاشميا.
ويتزعم البيض الذي عيّن نفسه رئيسا لدولة الانفصال في العام 1994، اتجاها يدعو إلى "فك الارتباط" بين شمال اليمن وجنوبه، اي عودة اليمن دولتين مستقلتين كما كانت عليه الحال قبل الوحدة التي تحققت في 22 ايار- مايو من العام 1990 .
ومعروف أنّ الوحدة تحققت بمبادرة من البيض نفسه الذي كان وقتذاك الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم جنوب اليمن أو ما كان يسمّى "جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية".
وقالت المصادر اليمنية إنّ الإيرانيين يلعبون حاليا أوراقا عدة في اليمن؛ فهم يسيطرون على الحوثيين في الشمال وقد استطاعوا بواسطة هؤلاء اختراق مناطق الوسط بفضل الامكانات التي وفّروها لهم كما تمكنوا من اختراق الجنوب مستخدمين العصبية الهاشمية.