حذر رئيس الوزراء العراقي الموالي لإيران نوري المالكي أمس من أن انتصار معارضي الرئيس السوري بشار الأسد سيفجر حروبا طائفية في بلاده ولبنان ومن شأنه أن يخلق ملاذا جديدا لتنظيم القاعدة سيزعزع استقرار المنطقة، وكرر المالكي موقفه بأن التدخل العسكري الخارجي ليس حلا للأزمة في سوريا.
وأضاف المالكي في تصريحات لوكالة «أسوشييتد برس» قائلا: «إذا لم يتفق العالم على دعم حل سلمي عبر الحوار.. فأنا لا أرى ضوءا في نهاية النفق». وتابع: «إذا خرجت المعارضة منتصرة ستكون هناك حرب أهلية في لبنان وانقسامات في الأردن وحرب أهلية في العراق».
من ناحية ثانية لمح المالكي إلى أن هناك تأثيرات خارجية على المظاهرات في المحافظات السنية في العراق، في إشارة إلى تركيا ودول خليجية، معتبرا أن ما يجري في العراق مرتبط بما يجري في المنطقة وأنه أيضا مرتبط بنتائج (الربيع العربي) وبعض السياسات الطائفية في المنطقة. وتابع: «صبرنا سيستمر لأننا نعتقد بأن هناك أناسا في هذه المحافظات يتحلون بالوطنية ويرفضون الطائفية ويؤمنون بوحدة البلاد ويستنكرون الأصوات التي تنطق بمفردات طائفية».
وإذا كان المالكي قد لمح في تصريحاته إلى تركيا وقطر فإن وزير النقل في حكومته المقرب منه هادي العامري، زعيم منظمة بدر، أشار إليهما صراحة في تصريحات لوكالة «رويترز» أمس بوصفه الدعم الذي تقدمه تركيا وقطر إلى المعارضة السورية بمثابة إعلان حرب على العراق، قائلا إن العراق سوف يعاني من تداعيات النزاع الطائفي في هذا البلد المجاور. وأضاف العامري: «أن تركيا وقطر تجهضان كل الجهود الرامية إلى حل النزاع سلميا في سوريا». وتابع العامري القول: «إن تقديم المال والسلاح لتنظيم القاعدة في سوريا من قبل قطر وتركيا هو إعلان عمل عسكري ضد العراق لأن تلك الأسلحة ستصل إلى صدور العراقيين بالتأكيد». من ناحية ثانية، انتقد العامري تشكيل الميليشيات في العراق قائلا: «إن استخدام الميليشيات مرة أخرى خطأ كبير فإذا شكلنا نحن (الشيعة) ميليشيا وشكل (السنة) ميليشيا سيضيع العراق».
من جهته اعتبر مسؤول رفيع المستوى ومقرب من المالكي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أو هويته إن «التدخل التركي - القطري مرفوض ومدان وسبق للعراق أن عبر عن رأيه بوضوح في هذا الشأن»، مستدركا: «إلا أن ما صدر عن الوزير العامري مقاربة تمثل رأيه الشخصي بشأن ما إذا كان ذلك يعد بمثابة إعلان حرب أم لا».
لكن شاكر الدراجي، النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، بدا صريحا أكثر في تأييده لما ذهب إليه العامري، إذ قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التدخل التركي - القطري في الشأن السوري سابقة خطيرة بكل المقاييس والأهم أنه تدخل ممنهج وهو الأخطر فيه فضلا عن أنه يؤثر على دول الجوار السوري ومنها العراق كونه أقرب البلدان المجاورة لسوريا ويتمتع معها بعلاقات طويلة ومختلفة».
وأضاف الدراجي أن «التدخل في الشأن السوري ونظرا لحساسية العلاقة بين البلدين يبدو وكأنه تدخل في الشأن العراقي إن لم يرق فعلا إلى إعلان حرب». وأوضح الدراجي أن «التدخل التركي - القطري لن يتوقف عند الحدود السورية بل يمتد إلى دول الجوار وبالتالي فإنه باتت له علاقة بما يجري في العراق حاليا على صعيد التظاهرات وهو ما نلاحظه من شتى أشكال الدعم المادي والمعنوي».