اقتحم مسلحون مجهولون مقر قناة "العاصمة" واختطفوا رئيس مجلس إدارتها ومالكها جمعة الأسطى ومديرها العام نبيل الشيباني وعدداً من الصحفيين العاملين فيها، ونقلوهم إلى جهة مجهولة.
وأكد عدد من العاملين بالقناة الناجين من عملية الاختطاف والاقتحام أن المسلحين قاموا بتهديدهم وشتمهم وطلبوا من البعض منهم التوقف عن العمل بالقناة ومغادرة العاصمة طرابلس. كما قال شهود إن المقتحمين حاولوا إشعال النار في مقر القناة.
وانتقد وزير الإعلام يوسف الشريف الهجوم ووصفه بالعمل الإجرامي، داعياً الليبيين إلى الخروج للشارع لحماية الشرعية التي اختاروها وانتخبوها بإرادتهم. وقال إن خطوات وإجراءات ستتخذ من قبل الحكومة وليس من وزارة الإعلام، غير أنه لم يكشف عن ماهية هذه الإجراءات.
بدورها, اعتبرت لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الهجوم انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان وحرية التعبير، داعية وبشكل عاجل إلى فك الحصار على القناة وإطلاق طاقمها وأن تقوم وزارة الداخلية بتحمل مسؤولياتها الكاملة والتدخل الفوري لفك الحصار وإطلاق المحتجزين.
وكان رئيس الحكومة علي زيدان أعلن قبل يومين عن تشكيل قوة مشتركة من الجيش والأمن لاقتحام كافة المقرات التي تتمركز فيها الكتائب غير الشرعية، مؤكداً أن هذا الاقتحام سيبدأ خلال أيام.
يُشار إلى أن العاصمة وعددا من المدن الأخرى تعيش على واقع انفلات أمني كبير حيث شهدت الأيام الماضية مواجهات مسلحة في مجمع مليتة للغاز مما أدى إلى توقف ضخ الغاز إلى أوروبا وخاصة إيطاليا، ومواجهات مسلحة قبلية بمدينة مزدة ومحاولة لاغتيال رئيس البرلمان محمد المقريف، حين أمطرت السيارة المصفحة التي كان يستقلها الثلاثاء الماضي بوابل من الرصاص غير أنه لم يصب أحد بأذى.
كما هدد متظاهرون في طرابلس قبل يومين باقتحام كافة المقار التي تتمركز بها التشكيلات المسلحة التي لا تنضوي تحت شرعية الدولة ما لم تغادرها وتسلم أسلحتها قبل يوم 25 من الشهر الجاري.
من جهته دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا طارق متري الليبيين لتفادي العنف في التعاطي مع المسائل السياسية، وأن يعتمدوا الوسائل السلمية في إيصال مطالبهم وأن يحافظوا على مؤسسات دولتهم ويساهموا في بنائها وتحصينها.