من الأرشيف

رؤية حزب الرشاد لقضية صعدة: الحوثيون حركة مسلحة تهدف لكيان سياسي خارج ‏الجمهورية اليمنية (النص)‏

قدم حزب الرشاد اليمني اليوم رؤيته حول قضية صعدة في شمالي اليمن وذلك أمام مؤتمر ‏الحوار الوطني، حيث أكد أن "جماعة الحوثي جماعة متمردة مسلحة بالأسلحة الخفيفة ‏والمتوسطة والثقيلة خارج إطار المشروعية القانونية تهدف إلى إقامة كيان سياسي مستقل عن ‏نظام الجمهورية اليمنية عبر وسائل سياسية وعسكرية قد جعلت من محافظة صعدة منطلقا ‏لحركتها ، وتهدف إلى تمديد نفوذها في جميع مناطق اليمن مستفيدة في ذلك من ضعف وجود ‏الدولة ومؤسساتها ومن الدعم الإقليمي المباشر واللوجستي".‏

وفيما يلي نشوان نيوز ينشر نص الرؤية قدمها ممثل الحزب في المؤتمر محمد عيضة شبيبة:‏

نص الرؤية جذور قضية صعدة

مختصر رؤية مقدمة من حزب الرشاد اليمني لمؤتمر الحوار الوطني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأزواجه ومن تبعهم بإحسان ‏إلى يوم الدين وبعد:-‏
فإن الله سبحانه وتعال بعث محمدا صلى الله علي وآله وسلم بالهدى ودين الحق وأمره بإقامة ‏العدل والقسط، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد.‏
وقد سار على هدى القرآن الكريم والسنة النبوية أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وفي ‏مقدمتهم الخلفاء الراشدون أئمة الدين الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون ، ثم تعاقبت القرون ‏المفضلة على الجادة يحرصون على الجماعة ويبتعدون عن الفرقة ويمتثلون قوله سبحانه ‏وتع إلى "الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا ‏تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم".‏
ولقد حذرنا القرآن الكريم من التفرقة وأمرنا بالاجتماع كما في قوله تع إلى " إن الذين فرقوا ‏دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء" ، وجاء عن رسول الله أنه قال " إنه من يعش منكم ‏بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا ‏عليها بالنواجد وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة".‏

جذور وأبعاد قضية صعدة:-‏
وحينما ننظر إلى قضية صعدة وأبعادهها وتداعياتها فإن الوصول إلى حقيقة المشكلة لايخرج ‏صعدة عن بقية مناطق اليمن فيما تعانيه من تهميش إلا أن السبب الرئيس الذي فاقم مشكلة ‏صعدة وميزها عن بقية محافظات الجمهورية بمزيد من المآسي هو:-‏

‏- قيام جماعة الحوثي بالتمرد المسلح على الدولة.‏
حينما توجهت الجماعة إلى الإعداد والعمل المسلح وبناء المتارس وحفر الخنادق وجمع ‏الأسلحة بمختلف أنواعها وتكريسها دخلت في صراع مسلح مع الدولة وحروب متلاحقة ذهب ‏ضحيتا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى من الجانبين.‏

‏- السيطرة على محافظة صعدة:‏
وبعد أن تدهورت الأوضاع الأمنية والاقتصادية وتوسعت دائرة المعارضة السياسية في ‏اليمن وكثرت الاضطرابات في البلاد قامت جماعة الحوثي قبل عام 2004م بإغلاق مناطق ‏جبال مران – مديرية حيدان وعزلها عن سيادة الدولة ونفوذها وفرضت على الناس الزكوات ‏وألزمتهم بأنواع من الضرائب والإتاوات وقامت بتوزيع وشراء الأسلحة وشكلت مجاميع ‏منظمة ومتعددة وأصبحت تتدخل في شؤون الدولة والمجتمع ممثلة خطرا حقيقيا وتهديدا للسلم ‏الاجتماعي والأمن.‏

وانطلقت الجماعة في العمل التعبوي والتحريضي وشيئا فشيئا توسع نشاطها في عموم صعدة ‏وانتشرت المليشيات التابعة لها في عموم المحافظة حتى سقطت المحافظة في يد الحوثيين ‏وقامت بفتح معسكرات التدريب وعملت على تصنيع الألغام والمتفجرات والقذائف والقنابل ‏محلية الصنع عبر دائرة الإنتاج اليومي مع مايتم استيراده من الأسلحة من مناطق أخرى.‏

وبعد أن استتب الأمر لجماعة الحوثي في صعدة وخرجت المحافظة عن سيطرة الجمهورية ‏اليمنية تجاهلت الممارسات في الآتي:-‏
‏1. قامت بتهجير السلطة المحلية الشرعية ونصبت محافظ غير شرعي وغير قانوني يستمد ‏توجيهاته من عبدالملك الحوثي.‏
‏2. قامت بتعيين وكلاء للمحافظة ومدراء عموم المكاتب والمديريات ومسئولي المحافظة من ‏التابعين لعبد الملك الحوثي دون أن يكون لهم مستند قانوني أو تكليف أو قرار من الجهات ‏الحكومية المختصة.‏
‏3. تولت جماعة الحوثي تحصيل الأموال والفروضات المالية من الزكوات والواجبات ‏وفرضتها على المواطنين بالقوة والقسر لصالح الخزينة التابعة للجماعة.‏
‏4. أحدثت نقاط التفتيش المنتشرة ضد المواطنين والمدنيين.‏
‏5. مارست أنواعا من الأعمال القمعية والإرهابية ضد أبناء المحافظة ومن ذلك الاغتيالات ‏والاختطافات والتعذيب في سجونها الخاصة والقيام بالتهجير والتشريد.‏
‏6. ممارسة الاضطهاد الفكري لمخالفيها ومصادرة الآراء المخالفة لها وتهديد المواطنين في ‏صعدة بحجة وقوفهم مع النظام السابق تارة وبحجة المخالفة الفكرية تارة أخرى ، وقد هدمت ‏بعض مساجد المحافظة وأغلقت بعضها وحاصرت مركز دار الحديث بدماج الذي أسسه ‏العلامة مقبل بن هادي الوادعي –رحمه الله- وقتل فيه أكثر من 70 طالبا وأكثر من 100 ‏جريجا ، ومنعت عن المركز الغذاء والدواء وحليب الأطفال والأدوية الخاصة بمرض الضغط ‏والسكر وغيرها.‏
‏7. حظرت أي نشاط يخالف توجهاتها بما في ذلك أنشطة دعاة الزيدية وشبابها المخالفين لها ‏وكذا نشاط جماعة الدعوة والتبليغ وأنشطة الأحزاب السياسية حتى وصل الأمر إلى مداهمة ‏مقراتها ومصادرة محتوياتها.‏
‏8. هجرت عشرات الآلاف من المواطنين من أبناء صعدة وغيرها وأصبحوا فاقدين ‏لمزارعهم ومساكنهم متنقلين في محافظات اليمن المتعددة يعيشون أوضاعا إنسانية مأساوية.‏

وخلاصة الأمر:‏
فإن جماعة الحوثي جماعة متمردة مسلحة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة خارج إطار ‏المشروعية القانونية تهدف إلى إقامة كيان سياسي مستقل عن نظام الجمهورية اليمنية عبر ‏وسائل سياسية وعسكرية قد جعلت من محافظة صعدة منطلقا لحركتها ، وتهدف إلى تمديد ‏نفوذها في جميع مناطق اليمن مستفيدة في ذلك من ضعف وجود الدولة ومؤسساتها ومن الدعم ‏الإقليمي المباشر واللوجستي.‏
ونحن في الرشاد ندعو جماعة الحوثي إلى التعايش السلمي، وعدم فرض الآراء بالقوة، ونبذ ‏أسباب الكراهية والعنف وسلوك النهج السياسي المشروع في إطار سيادة الدولة والنظام ‏والقانون وتحت سقف الجمهورية اليمنية دون اللجوء إلى قوة السلاح وأعمال الإرهاب.‏
كما أننا ندعوهم إلى الرجوع إلى الحاضنة الوطنية وفك الارتباط والارتهان للأجندة ‏والمشاريع الخارجية.‏
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى وجنب اليمن كل سوء ومكروه.‏
صادر عن حزب الرشاد اليمني
السبت 17/6/1434ه
الموافق 27/4/2013م

بقية الرؤى:

الاشتراكي والناصري يقدمان رؤية مشتركة حول قضية صعدة: التاريخ وسياسيات النظام ‏السابق (النص)‏
رؤية المؤتمر الشعبي وحلفائه لقضية صعدة: تمرد حوثي مسلح دفع الدولة للقيام بواجبها (نص الرؤية)

زر الذهاب إلى الأعلى