من الأرشيف

محمد غالب أحمد يحذر من جولات عنف في أوساط الحراك ويقول إن إعلان الانفصال في 94 ‏ينفي نفسه ‏

حذر القيادي البارز في الحزب الاشتراكي اليمني محمد غالب أحمد من أن ما يجري من ‏خلافات في صفوف فصائل الحراك في جنوبي اليمن ، بمثابة " بدايات وتهيئه لجولات عنف ‏في الشارع الجنوبي"، منتقدا الدعوة إلى إحياء 21 مايو. ‏

وقال غالب في مقالة صحفية نشرتها صحيفة المصدر إن تلك البدايات "بدأت في الضالع قبل ‏اسبوعين بفرض انقسام على شباب الحراك الاوفياء إلى مسيرتين في يوم الاسير الجنوبي، ‏الاولى: تهتف باسم شخص (كقائد للجنوب) والثانية: تهتف لشخص آخر (كقائد للجنوب أيضا) ‏ومطاردة بالشوارع والاسلحة على الاكتاف". وتكرر المشهد يوم الاربعاء الاول من مايو ولكن ‏هذه المرة باستخدام السلاح وسقوط جرحى بسبب دعوة للعصيان المدني في أحد اسواق المدينة ‏من قبل مجلس أعلى للحراك بالضالع ورفضاً لها من قبل مجلس آعلى آخر للحراك في الضالع ‏أيضا".‏

وحول ما جرى في "منصة وساحة العروض بخور مكسر يوم 27 ابريل الماضي من ‏ممارسات واعتداءات واتهامات متبادلة خطيرة وطعنات نجلاء في قلب التصالح والتسامح ‏فذلك امر معروف للقاصي والداني وقد امتدت تداعياته وردود افعاله إلى محافظات أخرى ‏بشكل حاد يوم الخميس 2 مايو الجاري مع عودة نغمة الطغمة والزمرة لأول مره منذ سنوات ‏طوال. وفيما يختص بالقلق من خلق اجواء غير طبيعية يتم التهيئه لها فأن ذلك يأتي بسبب ‏الدعوة المفاجئه للزحف والاحتفال بإعلان 21 مايو 1994م تحت مسمى: أحياء ذكرى فك ‏الارتباط".‏

وقال غالب: برأيي الشخصي كما هو رأي كثير من القانونيين بأن ذلك الاعلان قد حمل سبب ‏وفاته داخله على النحو الاتي:‏
أولاً: لقد جاء نص المادة الاولى من ذلك الاعلان كما يلي ((المادة 1- نعلن عن قيام دولة ‏مستقلة ذات سيادة تسمى جمهورية اليمن الديموقراطية وهي جزء من الامة العربية ‏والاسلامية)).‏
ثانياً: تنص المادة الثانية من الاعلان كما يلي)) المادة 2- تظل الوحدة اليمنية هدفا اساسيا ‏تسعى الدولة بفضل التحالفات الوطنية الواسعة وتعزيز الوحدة الوطنية إلى اعادة الوحدة ‏اليمنية: على اسس ديموقراطية وسلمية)).‏
تنص المادة الخامسة: من الاعلان كما يلي ((المادة5- يعتبر دستور الجمهورية اليمنية هو ‏دستور جمهورية اليمن الديموقراطية )).‏
تنص المادة السادسة كما يلي ((المادة 6- تعتبر وثيقة العهد والاتفاق اساس قيام وبناء الدولة ‏اليمنية الديموقراطية ونظامها السياسي والاقتصادي)).‏
وبالعودة فقط إلى المادة الخامسة من اعلان 21 مايو 1994م التي تعتمد دستور الجمهورية ‏اليمنية كدستور للدولة المعلنة فأن ذلك يعني ان المادة الاولى وتلك الدولة قد دفنتا قانونيا ‏ودستوريا بنص المادة الخامسة من الاعلان. وان مايقال انه قد تم اعلان فك الارتباط في ذلك ‏اليوم واصبح نهائيا ماهو الا مجرد وهم ليس الا. حيث ان دستور الجمهورية اليمنية المشار ‏اليه في المادة الخامسة من الاعلان ينص في مادته الاولى على مايلي: ((- الجمهورية اليمنية ‏دولة عربية اسلامية مستقلة ذلت سيادة وهي وحدة لا تتجزء ولا يجوز التنازل عن أي جزء ‏منها)). اذا اين هو فك الارتباط المزعوم؟
ثالثاً: ان المادة السادسة من الاعلان المذكور تعتبر وثيقة العهد والاتفاق اساس قيام وبناء ‏الدولة اليمنية الديموقراطية ونظامها السياسي والاقتصادي. وهذا يؤكد مجددا عدم وجود شيء ‏اسمه: اعلان فك الارتباط، كون تلك الوثيقة اعلنت وتم التوقيع عليها في عمان كوثيقة خاصة ‏بالجمهورية اليمنية فقط دون سواها.‏
رابعا: ان هذه الدعوة المفاجئة للاحتفال بذكرى 21 مايو 1994م تتزامن مع الانقسامات التي ‏زرعت قسرا وسط مكونات الحراك السلمي وهي من خارجه كما هو معروف. مما يثير القلق ‏بأن يؤدي ذلك إلى تعميق تلك الانقسامات ولا سمح الله قد تسيل ولو قطرة دم واحده لأي من ‏نشطاء الحراك البواسل على ذمة رغبات عاطفية انانيه مغامرة تصيب القضية والحراك ‏بمقتل.‏
خامساً: اما اذا كان الغرض من هذه الدعوة هو التذكير بأن اعلان 21 مايو 94م قد جاء ‏بسبب اعلان الحرب الظالمة في 27 ابريل 94م من ميدان السبعين فذلك امر لا يحتاج إلى ‏أثبات حيث أن من أعلن الحرب وبدءا بها يتحمل كل تبعاتها، علما بأن اعلان 21 مايو جاء ‏والقوات التي اجتاحت الجنوب على ابواب عدن. ولكن السؤال هو: لماذا جاءت هذه الدعوة ‏المفاجئة للاحتفال بتلك الذكرى بعد صمت القبور دام 19 عام؟ اما السؤال الثاني فهو: لماذا لا ‏يلتقي الاخ علي سالم البيض في اجتماع أو لقاء قبل 21 مايو الجاري بفترة كافية مع الاخوة ‏التالية اسمائهم وجميعهم موجودين في الخارج:‏
‏1- عبد الرحمن الجفري
‏2- سالم صالح محمد
‏3- سليمان ناصر محمد مسعود
‏4- أنيس حسن يحيى
‏5- شعفل عمر علي
‏6- حيدر أبو بكر العطاس
‏7- صالح عبيد أحمد
‏8- عبدالله عبد المجيد الاصنج
‏9- هيثم قاسم طاهر
‏10- محسن محمد ابوبكر بن فريد
‏11- يحيى محمد الجفري

وهم في مقدمة التشكيلة المعلنة في 21 مايو 1994م على النحو الاتي: نائب رئيس – ‏عضوي هيئة رئاسة – رئيس ونائب رئيس جمعية وطنية- رئيس وزراء- نائب رئيس وزراء ‏ووزير نقل- وزير خارجية – وزير دفاع – وزير تخطيط – وزير تجارة".‏

‏ ومع ثقتي التامة بأن هؤلاء الاخوة قد نسوا تماما وبوقت مبكر تلك المناصب، وأصبحت ‏لديهم هموم وطنية أكبر وأرفع وأسمى منها، لكن من المهم ان يسمع الناس رأيهم فيما يختص ‏بيوم 21 مايو 2013م وبالدعوة للزحف في مثل هذه الظروف المتوترة.‏

وفي حالة عدم انعقاد هذا اللقاء فأنني أشعر شخصيا بأن الحراك السلمي الجنوبي ليس له لا ‏ناقة ولا جمل في أحياء مناسبة تحت هذا المسمى، كما يصبح الامر غريبا جدا أن تقحم ‏مكونات الحراك بهذه الدعوة وهي في حالة فقدان الاجماع والتوافق لديها.‏

وختم بالقول: اشعر بالقلق لما يجري من تمزيق للحراك الجنوبي: الثورة السلمية الاولى في ‏الوطن العربي والشرق الاوسط. ومبعث هذا الحزن والقلق في أن يزداد الحراك تمزقا فوق ‏تمزقه وان تسال دماء بريئة ويتواصل ضرب التصالح والتسامح كأهم منجز للثورة السلمية ‏الجنوبية، كل ذلك بسبب اللهث وراء فرض الزعامات وقناعات خارجه عن أجندة الحراك ‏السلمي الباسل وقضية الجنوب العادلة بل وتتناقض كلية مع التضحيات الجسيمة للشهداء ‏والجرحى والمعتقلين وأهدافهم السامية النبيلة.‏

زر الذهاب إلى الأعلى