[esi views ttl="1"]

دعوات الاحتفال بـ21 مايو تثير جدلاً.. نص وفيديو إعلان البيض للانفصال في ‏‏1994 ‏

أثارت دعوة بعض فصائل الحراك الجنوبي في اليمن إلى الاحتفال بـ21 مايو، ذكرى إعلان ‏نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض للانفصال في 21 مايو1994، الكثير من الجدل ‏والخلافات في الأوساط الحراكية.. ‏

وقد ذهبت قيادات رفيعة وناشطون في الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان البيض يرأسه، ‏ممن يعارضون هذه الدعوة، إلى إثارة النقاش حول وثيقة إعلان الانفصال في 94، مشيرين ‏إلى نقاط هامة تبين التناقض في ذلك البيان وكيف أنه يناقض نفسه. ‏

ولعل أبرز تلك الردود هي ما كتبه القيادي البارز في الاشتراكي محمد غالب أحمد، الذي أكد ‏أن ذلك "الاعلان قد حمل سبب ‏وفاته داخله"، مبيناً أن المادة الخامسة منه تنص على أن ‏‏((المادة5- يعتبر دستور الجمهورية اليمنية هو ‏دستور جمهورية اليمن الديموقراطية )).‏ وقال ‏إن ذلك يعني ان المادة الاولى وتلك الدولة قد دفنتا قانونيا ‏ودستوريا بنص المادة الخامسة من ‏الاعلان. وان مايقال انه قد تم اعلان فك الارتباط في ذلك ‏اليوم واصبح نهائيا ماهو الا مجرد ‏وهم ليس الا. حيث ان دستور الجمهورية اليمنية المشار ‏اليه في المادة الخامسة من الاعلان ‏ينص في مادته الاولى على مايلي: ((- الجمهورية اليمنية ‏دولة عربية اسلامية مستقلة ذلت ‏سيادة وهي وحدة لا تتجزء ولا يجوز التنازل عن أي جزء ‏منها)). اذا اين هو فك الارتباط ‏المزعوم؟".‏
وحذر أحمد من أن تداعيات ذلك، تزامنت مع "عودة نغمة الطغمة والزمرة لأول مره منذ ‏سنوات ‏طوال"‏‎.‎‏ وقال: "أشعر شخصيا بأن الحراك السلمي الجنوبي ليس له لا ‏ناقة ولا جمل في ‏أحياء مناسبة تحت هذا المسمى، كما يصبح الامر غريبا جدا أن تقحم ‏مكونات الحراك بهذه ‏الدعوة وهي في حالة فقدان الاجماع والتوافق لديها".‏

وبغض النظر عن التفاصيل، هل كان إعلان الانفصال بحد ذاته شرعياً؟.. على فرضية إنه ‏أخطأ أو أصاب في المادة الخامسة أو الأولى، يعيد نشوان نيوز نشر نص ذلك الإعلان بمناسبة ‏الجدل الدائر حوله، وقبل ذلك يجدر الإشارة إلى ما يلي: ‏
‏- في العام 1990 ألُغيت دولتان بشكل تام (وليس دولة)، وأعلن قيام دولة جديدة، وليس ‏هناك أي أساس قانوني للانفصال من جديد. ‏
‏- ينادي تيار البيض اليوم إلى اعادة دولة "الجنوب العربي" وهذا كيان لا وجود له على ظهر ‏الخليقة، ولا في الخارطة الدولة، فضلاً عن اتفاقية الوحدة، فهو يتحدث عن الاحتلال اليمني، ‏وفي نص هذا الانفصال يؤكد أنه سينفصل ويعمل من جديد من أجل الوحدة اليمنية. ‏

الكثير من الملاحظات يمكن استخلاصها من البيان التالي: ‏
‏ ‏على مدى عقود التاريخ الوطني المعاصر كانت الوحدة اليمنية هدفاً لتحقيق الأمن والاستقرار ‏والتقدم الاجتماعي وصون الكرامة الوطنية لشعبنا اليمني وبإرادة طوعيه مخلصة لنيل تلك ‏الغايات عملنا لقيام الوحدة في الثاني والعشرين من مايو 1990م بين دولتي اليمن ولترسيخها ‏في حياة المجتمع ومن أجل معالجة المشاكل العميقة التي كان يعيشها في كل المجالات , ‏وعملا بروح أهداف الثورة اليمنية وانسجاماً مع حركة التطورات العالمية المعاصرة اعتمدنا ‏الديمقراطية والإصلاح أساساً لإعادة صياغة النظام القديم لشطري البلاد وبناء الدولة اليمنية ‏الموحدة .‏

ومنذ اليوم الأول وخلال سنوات الوحدة , بذلت المحاولات المتواصلة والجهود الوطنية ‏الخيرة والحوارات المستمرة ولكن شيئاً من ذلك لم يتحقق في الواقع , وعلى العكس وبأفعال ‏منسقة ولإفشال عمليات التحول الديمقراطي وتكريس النظام الديكتاتوري العسكري , وبسيطرة ‏أجهزة الجمهورية العربية اليمنية أعيق تنفيذ اتفاقيات الوحدة , وجرى تخريب الحياة السياسية ‏بأكملها , وتدهورت معيشة الناس وأمنهم واستقرارهم وانهار نظام الإدارة بالكامل , وتفشت ‏مظاهر المحسوبية والفساد وتحولت ملكية وموارد مؤسسات الدولة إلى أيدي العناصر المتنفذة ‏في النظام مما أدى إلى تراكم العجز في الميزانية العامة ومعها نسبة التضخم وارتفاع الأسعار ‏‏, وتدنى إلى الحضيض مستوى الخدمات الاجتماعية للشعب.‏

وبصورة موازية ارتفعت أعمال القمع والإرهاب السياسي في البلاد وطالت قادة الدولة ‏وكوادرها من ممثلي الحزب الاشتراكي اليمني والشخصيات الوطنية المعارضة وتم بصورة ‏منتظمة تخريب المؤسسات العسكرية والمدنية التي جاء بها الحزب الاشتراكي إلى دولة ‏الوحدة وأصبحت جزءاً منها وتلك الواقعة في جنوب البلاد بصورة خاصة , وتعطيل ‏صلاحيات واختصاصات كل كوادرها وممثليها في قيادات وهيئات الدولة وأوقفت بصورة ‏تامة كل عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المحافظات الجنوبية على وجه الخصوص ‏‏, وبذلك فقدت الدولة وظائفها وأصبحت عاجزة عن تأدية مهامها الدستورية على صعيد الوطن ‏كله.‏

ومن أجل إيقاف ذلك التدهور المريع في حياة الدولة والمجتمع بذل الحزب الاشتراكي ومعه ‏كل الوطنيين الخيرين كل الجهود والمحاولات من خلال الحوار المتواصل مع رئيس الدولة ‏وقيادات المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وتوقيع العديد من الاتفاقيات معهم ‏لمعالجة مشاكل البلاد , ومبادرة الحزب الدعوة لقيام الائتلاف الحكومي حرصاً على الوحدة ‏الوطنية واشراك ممثلي مختلف القوى السياسية في السلطة وتوسيع الحوار السياسي لتحقيق ‏الوفاق الوطني وتوقيع وثيقة العهد والاتفاق , واعتماد شرعية الإجماع الوطني , إلا أنًّ تلك ‏المحاولات جمعيها باءت بالفشل بسبب الإصرار المتعمد والتخريب المنتظم لتلك الجهود من ‏قبل رئيس الدولة وبطانته الفردية المتنفذة والتي تصاعدت بصورة مذهلة بتوسيع نطاق البطش ‏والعمليات العسكرية الإرهابية والتي طالت كذلك كل رعايا الدول الأجنبية وسفاراتها بهدف ‏الضغط عليها وابتزاز مواقفها , والتلويح بتعريض مصالحها للخطر , والإمعان بدعم التيارات ‏الأصولية المتطرفة , وتوسيع نفوذها في مؤسسات الدولة المختلفة , ورعاية البلاد الخارجية ‏بنوع من المخادعة وعدم المصداقية والمتاجرة الرخيصة .‏

ومنذ بداية هذا العام اتسعت عمليات التمهيد لإدخال البلاد في أتون حرب أهلية مدمرة , ‏والتي توجت بإقدام رئيس الدولة شخصياً بإعلان الحرب على الجميع في خطابه الشهير بميدان ‏السبعين في السابع والعشرين من أبريل ( نيسان ) الماضي , والذي دعى فيه إلى إقامة المحاكم ‏الميدانية لكل معارضيه من الحزب الاشتراكي ولجنة الحوار الوطني وكل القوى السياسية ‏اليمنية , وهو الخطاب الذي أعقبه بساعات قليلة الهجوم الواسع على اللواء الثالث في عمران ‏من الوحدات الجنوبية التي انتقلت إلى الشمال عند قيام الوحدة , تلاه الهجوم على لواء ‏باصهيب في محافظة ذمار الشمالية , وقبلها كان قد جرى تصفية اللواء الخامس في حرف ‏سفيان .‏

وفي الرابع من مايو ( أيار ) الجاري بدأت حرب الإبادة الشاملة على كل المحافظات ‏الجنوبية والشرقية التي كانت تتكون منها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الدولة الشريكة ‏بإقامة دولة الوحدة , تبعها إعلان حالة الطوارئ في البلاد , وإقالة كبار المسؤولين من القياديين ‏الجنوبيين في رئاسة الدولة والحكومة .‏

ومع ما شكلته هذه الحرب وتلك الإجراءات والقرارات من خرق كامل للدستور وللشرعية ‏فإن القيادة في صنعاء تواصل هذه الحرب بعناد جنوني وضرب الأهداف المدنية وتدمير القرى ‏و منازل المواطنين وقتل النساء والأطفال ونهب الممتلكات وهتك الأعراض وترفض بصورة ‏متغطرسة نداءات القوى السياسية والاجتماعية اليمنية وقادة الدول العربية والأجنبية بوقف ‏إطلاق النار والعودة للحوار وبذلك تتحمل أسرة بيت الأحمر وحلفائها المسؤولية الية بإحراق ‏أواصر الأخوة ومقومات الوحدة وفرض الانفصال على الواقع استكمالاً لإعاقتها السابقة في ‏إنجاز وحدة البلاد التي ضلت مشطرة فعلاً رغم إعلان وحدتها حيث بقي النظام الإداري ‏والقضائي والعملة والجيش والموانئ وشركات الطيران مجزأة كما كانت عليه قبل الوحدة ولم ‏تكن الوحدة قائمة إلا بصيغة العلم والنشيد الوطني ليس إلا .‏

وفي سلوك قادة صنعاء ضلت عقليات الماضي وإرث التخلف هي السائدة وطغت على ‏ممارستهم سياسة الانتقام والإلحاق والاحتواء ونزعات التصفية الدموية والاستئثار بالسلطة ‏وفي الواقع يعتمد حكام صنعاء على فلسفة بالية وعقيمة للحكم تقوم على منظومة متكاملة من ‏مبادئ إدارة السلطة وضمنها اعتبار قيام مؤسسات للدولة انتقاصاً من سلطة الرئيس القوة ‏العسكرية أساساً للسيطرة والقمع الدموي والإفساد أسلوبا لكبح المعارضة واحتوائها والفتن بين ‏القبائل وسيلة من أشغالهم والتخلف طريقة لفرض التبعية وتكريس التقسيم الاجتماعي المتخلف ‏لمراتب تشكل كل منها أعلى من الآخر بين الفخيذة والقبيلة والطائفة والإقليم فيما يرسخ الحق ‏إلى سلطة مناطقية متخلفة مما أفقد الناس حق المواطنة المتساوية وفي هذا السلم المراتبي وجد ‏أبناء المناطق الجنوبية والشرقية أنفسهم مواطنين من الدرجة الرابعة .‏

واستناداً إلى كل تلك المعاناة والامتهان والتمزيق الفعلي للمجتمع والوطن وانطلاقاً من ‏المسؤوليات الدستورية في الدفاع عن حقوق المواطنين في الدوائر الانتخابية التي منحت ‏أصواتها لنا يعلن نواب الشعب في الكتلة البرلمانية للمحافظات الجنوبية والشرقية وممثلون ‏للأحزاب السياسية والقوى والشخصيات الاجتماعية وبروح وثيقة العهد والاتفاق المقرة من ‏قبل الإجماع الوطني قيام جمهورية اليمن الديمقراطية على الأسس والمبادئ التالية :‏
المادة 1 – نعلن عن قيام دولة مستقلة ذات سيادة تسمى جمهورية اليمن الديمقراطية ‏وعاصمتها عدن وهي جزء من الأمة العربية والإسلامية .‏
المادة 2 – تضل الوحدة اليمنية هدفاً أساسياً تسعى الدولة بفضل التحالفات الوطنية الواسعة ‏وتعزيز الوحدة الوطنية إلى إعادة الوحدة اليمنية على أسس ديمقراطية وسليمة .‏
المادة 3- الإسلام دين الدولة والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع .‏
المادة 4 - يقوم النظام السياسي على أساس التعددية السياسية والحزبية .‏
المادة 5 - يعتبر دستور الجمهورية اليمنية هو دستور دولة جمهورية اليمن الديمقراطية .‏
المادة 6- تعتبر وثيقة العهد والاتفاق أساس قيام وبناء الدولة اليمنية الديمقراطية ونظامها ‏السياسي والاقتصادي .‏
المادة 7- الالتزام بمواثيق الجامعة العربية والأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ‏وقواعد القانون الدولي المعترف بها وكذا الالتزام بكافة الاتفاقيات والمعاهدات الإقليمية ‏والدولية والحفاظ ورعاية مصالح كل الدول والشركات العاملة في نطاق الدولة .‏
المادة 8- الالتزام بسياسة حسن الجوار وتعزيز أواصر الأخوة والصداقة مع كافة الدول ‏الشقيقة والصديقة وبخاصة الدول المجاورة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .‏
المادة 9- قيام نظام الدولة على أساس اللامركزية الإدارية في اعتبارها أساس تنظيم العلاقات ‏الديمقراطية بين مكونات الدولة .‏
المادة 10 – حماية الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان وحرية الرأي والعمل والصحافة ‏وفقاً لأسس الديمقراطية ومنطلقاتها السلمية .‏
المادة 11- إن السياسة الاقتصادية تقوم على أساس حرية النشاط الاقتصادي وآلية السوق ‏الحر وبما يؤمن الرعاية والموازنة بين جميع المصالح .‏

المادة 12- إجراء انتخابات عامة نيابية ومحلية خلال عام من إعلان هذه الوثيقة وذلك على ‏أساس التعددية السياسية والحرية .‏

المادة 13- تشكل جمعية مؤقتة للإنقاذ الوطني " 111 " عضواً وذلك على النحو التالي :‏
أ- أعضاء مجلس النواب الممثلون للدوائر الانتخابية في المحافظات الجنوبية والشرقية .‏
ب- ممثلون عن الأحزاب والتنظيمات السياسية .‏
ج- شخصيات وطنية واجتماعية ودينية .‏

المادة 14- تتولى الجمعية المؤقتة المهام التالية :‏
أ- اختيار رئيس للجمعية .‏
ب- اختيار رئيس وأعضاء مجلس الرئاسة ليقوم بمهام رئاسة الدولة .‏
ج- اختيار حكومة مؤقتة .‏
د- إعداد الدستور الدائم لجمهورية اليمن الديمقراطية وفقاً لوثيقة العهد والاتفاق.‏
ه- إعداد قانون الحكم المحلي .‏
و-إعداد قانون الانتخابات .‏
ز- الإعداد لأجراء الانتخابات النيابية والمحلية وفقاً لما جاء في المادة 12 من الوثيقة .‏
ح- القيام بكافة المهام والتشريعية إلى حين انتخاب مجلس النواب الجديد .‏

وبناء على ذلك تدعو جمهورية اليمن الديمقراطية كافة الدول الشقيقة والصديقة بالاعتراف ‏بدولتها وذلك وفقاً للتشريعات الدولية وكلنا ثقة وأمل بان هذه الدول ستقدر موقف هذه الدولة ‏وقيادتها التي اتسمت دوماً بالحكمة والتعقل والتروي والتمسك بالديمقراطية والحريات العامة ‏وحقوق الإنسان .‏
وبالتوفيق في 21 مايو 1994‏

زر الذهاب إلى الأعلى