رئيسية

محمد الجايفي: الفيدرالية تخلق كانتونات مناطقية وطائفية وعرقية وجهوية (حوار)‏

فجر القيادي البارز في المؤتمر الشعبي العام الأسبوع الماضي مفاجأة كبيرة عندما قدم استقالته من حزب ‏المؤتمر الشعبي العام، متهما الرئيس السابق علي عبدالله صالح (رئيس المؤتمر الشعبي العام) ‏بخيانة المؤتمر الشعبي وثوابته الوطنية وخيانة وحدة الوطن بسبب طرح المؤتمر رؤية تقسم ‏اليمن إلى أقاليم .‏

وفي هذا الحوار يتحدث الجائفي عن ‏تفاصيل وخلفيات استقالته الأخيرة ونتائجها، إلا أنه رفض رفضا قاطعا الحديث عنها، وفضل ‏الاكتفاء بما نشر من تصريح سابق وقال إنه يفضل الامتناع عن الحديث للإعلام في هذا ‏الملف.‏

أثناء إجراء الحوار معه في استراحة "موفمبيك" جاء إلينا شخصان من أعضاء المؤتمر ‏أحدهما الشيخ كهلان أبو شوارب. قال ضاحكا: ممنوع الاقتراب من هذا الشخص، وأضاف: ‏ألا يكفي قنبلة أمس التي أطلقتها علينا. أوضح الشخص الذي بجواره: لم تكن قنبلة بل صاروخ ‏‏"اسكود"..! لكن الجائفي أوضح لهما أن الحديث لم يتطرق إلى موضوع الاستقالة.. إلى ‏تفاصيل الحوار..‏

‏ ‏* نبدأ من مشهد الحوار الوطني، كيف تسير الأمور هنا في مكان إقامة مؤتمر الحوار؟
‏- المشهد يوحي على أن فرق العمل كلها بدأت الكثير من الأعمال، وبدأت تناقش القضايا ‏الموكلة إليها بآلية أنا أعتبرها آلية جيدة تلك التي وضعت في النظام الأساسي. كل الناس وكل ‏المكونات تطرح رأيها ورؤيتها حول كل قضية، تطرح في داخل الفريق -أي فريق- في منتهى ‏الحرية، ثم تحاول هذه الفرق أن تتوافق حول رؤية موحدة. حتى الآن لم أرَ أنه تم التوافق داخل ‏أي لجنة على أي رؤية. المكونات كلها قدمت رؤاها حول القضايا، لا زالت تبلور هذه الرؤى ‏لمحاولة الوصول إلى توافق حولها، لكنني لم أرَ أي توافق..‏

‏ * الآن الأحزاب والمكونات السياسية قدمت رؤاها وأكيد أن هناك خلافاً بين الرؤى، من ‏الذي سيوفق بين هذه الرؤى إلى رؤية موحدة، هل هو عمل الأمانة العامة للمؤتمر؟
‏- النظام الأساسي تضمن آلية للتوافق. هذه الآلية تقول: تحاول الأطراف نفسها أن تتوافق ‏حول ما يطرح داخل الفريق، وإن لم يتمكنوا من التوافق طوعيا يلجؤوا إلى آلية التصويت. في ‏البداية 90% لكي يتم التوافق. فإذا لم يتفقوا يأتي فريق اسمه فريق التوفيق، وهو مكون من 9 ‏ورؤساء اللجان التسع، يعني 18 شخصاً.. هؤلاء يأتون ويوفقون بين الفريق؛ فإن لم يتمكنوا ‏من التوفيق، يُعاد طرح الموضوع للتصويت، وهذه المرة المطلوب 75% وليس 90%، فإن ‏لم يتوافقوا فيرفع الموضوع إلى الجلسة العامة.‏

‏* برأيك ما هي أبرز القضايا الملحة التي تأتي ضمن مقدمة الاهتمامات في الحوار؟
‏- أعتقد أن كل مواضيع الحوار في الفرق التسع، كلها مواضيع هامة. أعتقد يأتي في مقدمتها ‏القضية الجنوبية، وقضية صعدة، وقضية بناء الدولة، وقضية العدالة الانتقالية.. هذه الأربعة ‏المحاور تأتي في المقدمة.‏

‏* القضية الجنوبية باعتبارها قضية أساسية برأيك إلى أين تسير في ظل تعقيداتها المختلفة؟
‏- التعقيد فيها يتبين من خلال مواقف الأطراف السياسية حولها، هذه المواقف متباعدة كثيرا؛ ‏لأن هناك من يطرح فك الارتباط والعودة إلى ما قبل 22 مايو عام 90م، هناك من يطرح ‏الفيدرالية كحل ، وهناك من يطرح الحكم المحلي كامل الصلاحيات، وهناك من يطرح معالجة ‏الأخطاء ورفع المظالم باعتبار أن القضية الجنوبية هي قضية حقوقية ولكنها حولت بفعل ‏القوى السياسية إلى مشكلة سياسية. وعلى كل حال أنا أعتقد أن القضية الجنوبية تتضمن شقين: ‏الشق الأول جانب مطلبي وحقوقي، ما يتعلق بالحقوق والمظالم الموجودة، الشق الآخر: شق ‏سياسي بحاجة إلى أن نستعيد ثقتنا جميعاً بالوحدة. الوحدة لم تكن سببا في أي مشكلة ولكن ‏السبب هي السياسات التي اتخذت والأشخاص الذين قاموا بتنفيذ تلك السياسات، فلا نحمل ‏أخطاء هؤلاء وأخطاء السياسات على الوحدة. الوحدة قيمة إنسانية وقيمة وطنية وأخلاقية ‏عظمى.‏

‏* لو نبدأ من جذور القضية، الآن المكونات قدمت رؤاها في جذور قضية الجنوب، هناك ‏خلافات: البعض يعود بها إلى 67م، وبعضهم إلى 62م، والبعض الآخر يرى أن الجذور تعود ‏إلى ما قبل 94م.. أنت برأيك إلى أين تعود جذور القضية الجنوبية؟
‏- جذور القضية الجنوبية أعتقد أنها تعود إلى القرن التاسع عشر عندما جاء البريطانيون ‏واحتلوا عدن، من هنا نشأت القضية الجنوبية لأنهم سلخوا جزءاً كبيراً من اليمن عن الدولة ‏المركزية. ولا شك هناك من يطرح أن الجذور تعود إلى 67، ويستذكر ما حدث من صراعات ‏بين جبهة التحرير والجبهة القومية ثم ما حدث داخل الجبهة القومية نفسها من صراعات ‏دامية، ثم ما حدث بين الشطر الجنوبي والشمالي سابقا من الحروب، ثم ما حدث بعد عام 90م ‏من خلافات ثم حرب 94م وما نتج عنها من آثار... وأعتقد أن الجذور تعود إلى كل تلك ‏المحطات.‏

‏* هناك من يطرح أن العودة بالقضية إلى ما قبل 67م خطأ، باعتبار أننا نناقش القضية ‏الجنوبية المرتبطة ببعض الممارسات من قبل الشمال، أي ما بعد 90م؟
‏- أولا لا يوجد هوية جنوبية ولا هوية شمالية ولا هوية شرقية ولا هوية غربية، هي هوية ‏وطنية يمنية. إنما إذا عدنا بالذاكرة إلى ما قبل 67 نجد أن الجنوب كان 25 سلطنة وإمارة ‏ومشيخة، كان هناك الهوية الشبوانية والهوية الفضلية واليافعية وووو.. كانت هذه الهويات ‏موجودة ما قبل 67 م، جاء الحزب الاشتراكي مشكورا بنزعة وطنية وحدوية عظيمة وحد كل ‏هذه الإمارات في إطار الجنوب تحت مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والحزب ‏الاشتراكي قام بهذا بسيف الوحدة وبمنطق الوحدة، باعتبار أن كلها أراضي يمنية.‏

‏* هل كان هناك رغبة اشتراكية بالدخول في الوحدة مع الشمال؟
‏- نعم، الحزب الاشتراكي شريك أساسي في وحدة 90، والبيض هو الرجل الوحدوي الأول ‏لكنه في فترة لاحقة كفر بالوحدة، لسبب أو لآخر لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع.. وكنت ‏أتمنى أن لا يتبع الحسنة بالسيئة.‏

‏* الآن هناك دعوات مرتفعة جدا، تدعو إلى الدولة الاتحادية ومسألة الفيدرالية والأقاليم، وأنت ‏انتقدت من ينادون بتلك الدعوات؟
‏- كما قلت لك لا يجب أن نحمل وحدة 22 الاندماجية المشاكل، الوحدة قيمة إنسانية عظيمة.‏

‏* لكنها فشلت؟
‏- لم تفشل، فشل القائمون على الوحدة. ولا نحمل فشلهم على القيمة الإنسانية العظيمة.. الآن ‏المسلمين عندما يرتكبوا أخطاء وهم مسلمين هل نُحمل الإسلام هذه الأخطاء وإلا نُحمل من ‏يرتكبها؟!‏
‏ وأنا أنظر إلى الوحدة من هذا المنظار وأقول أن إعادة النظر في وحدة 22 مايو سيكون ‏أكبر خطأ ترتكبه القوى السياسية. لن يكون ذلك حلا ولكن سيكون بداية المشكلة الحقيقة لليمن ‏وإعادة اليمن إلى مرحلة التمزق والصراعات والحروب والدماء.. وكمسلمة تاريخية أن اليمن ‏تاريخيا لم تستقر عبر تاريخها الطويل إلا في ظل وحدة الشعب.‏

‏* لكن الوحدة تمزقت وأصبح الشطر الجنوبي غير راغب بالوحدة، وبالتالي لا بد من حلول ‏معالجاتية من أجل إعادة ترسيخ الوحدة.. أغلب مكونات الجنوب يريدون الانفصال، كيف ‏يمكن إرضاء هؤلاء؟
‏- إذا أردت أن ترضي من يرفع صوته اليوم للانفصال فيجب أن تعطيهم الانفصال؟! هؤلاء ‏يطالبون بالانفصال ويريدونه. هناك تيار انفصالي، الحراك الانفصالي، وفيه حراك أقل وطأة لا ‏يريد الانفصال. لكن أنا أعتقد حتى لو قدمت الفيدرالية ممن يقول أنها من باب التهدئة؛ أقول ‏أنها لن تحل المشكلة وستظل المشكلة قائمة.‏

‏* لكن ألا ترى أن التوجه الواضح أمامنا أننا قادمون على فيدرالية ولو طال الحوار؟
‏- أنا أعتبر أن الفيدرالية فيروس أتى من الخارج، وهو الآن يطرح في العراق وفي مصر ‏وفي السعودية وفي الكويت وفي اليمن وفي ليبيا. لماذا هذه البلدان كلها وشعوبها وقواها ‏السياسية رفضت وقاومت هذا الفيروس؟ لأن عندهم مناعة وطنية أقوى مننا، لكن يبدو أن هذا ‏الفيروس سيفتك باليمن.‏

‏* من خلال الرؤى التي قدمتها الأحزاب السياسية تبين أن الأغلبية الآن قدمت الرؤية ‏الاتحادية، حتى حزب المؤتمر الشعبي العام؟
‏- هناك أناس كثير يبحثون عن الموضة، وهذه المرة موضة سياسية.. وكما ترى إذا بدأ ‏شخص ما في تغيير حلاقته للحيته وأعجبت الناس فستجد الكثير من الناس يقلدونه، وهكذا..‏

‏* هل المسألة مسألة تقليد؟
‏- تقليد وموضة، لكن هذه المرة الموضة قاتلة، مسايرة هذه الموضة سم قاتل.‏

‏* أين تكمن مشكلتها من أجل التحذير منها؛ حتى الرئيس هادي تحدث عن فكرة وجود خمسة ‏أقاليم، وكأن هذا هو التوجه العام للدولة القادمة؟
‏- أنا لم أسمع حتى الآن عبدربه يقول هذا الكلام.‏

‏* تحدث بهذا أكثر من مرة ومنشور بوسائل الإعلام؟
‏- أنا أعتقد أن عبدربه سيكون حصيفاً ولن يسمح أن تتمزق اليمن في ظل رئاسته. عبدربه ‏منصور سيدخل التاريخ إما لأنه حافظ على الوحدة أو لأنه كان سببا في تمزيق الوحدة. وكما ‏قلت لك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تكن إمعة. قالوا ما الإمعة؟ قال: إذا أحسن الناس ‏أحسنت، وإذا أساؤوا أسأت. ولكن كن إذا أحسن الناس أحسنت معهم وإذا أساؤوا أحسن ‏كذلك).. فأنا أقول أن من ينادي بالفيدرالية لا يدرك بخطرها على الوحدة الوطنية، نحن دولة ‏ضعيفة وبناؤنا الاقتصادي ضعيف وهش، وبنيتنا الاجتماعية هشة. هناك مؤامرة على وحدتنا ‏من أطراف كثيرة في الإقليم، لن تتركنا لحالنا ونحن في دولة اندماجية، كيف لو توجد إرادات ‏متعددة في داخل البلد الواحد؟ أنت عندما تجزئ القرار السياسي الموحد إلى قرارات سياسية ‏في كل منطقة وفي كل إقليم وفي كل وحدة إدارية، وتوكل القرار السيادي إلى هؤلاء..‏

‏* لكن التقسيم هذا يسمح بتقسيم الثروة والمشاركة في الحكم من مختلف أطياف الشعب ‏ومناطقه؟
‏- هذا موضوع آخر، قضية تقسيم الثروة والشراكة، أنا مع هذا المبدأ.‏

‏* لأن المركزية فشلت؟
‏- أنا أريد وأدعو وأتبنى أن نصلح كل عيوب المركزية خلال الفترة الماضية. لكن هذا ‏شيء.. وأنك تذهب بالأمور إلى الفيدرالية وأنك تذهب بسلطات الدولة كلها، وتذهب إلى خلق ‏كنتونات مناطقية وطائفية وعرقية وجهوية، هذا خطر جسيم على اليمن.‏

‏* كيف يمكن الوقوف ضد هذه الدعوات خصوصا وأن الأغلب يدعون لها؟
‏- حتى لو أجمع كل هؤلاء على الكفر أنا لن أكفر معهم بالوحدة. الوحدة قيمة إنسانية دينية ‏أخلاقية مقدسة.‏

‏* نأتي إلى الحلول، من وجهة نظرك ما هي الحلول الناجعة للقضية الجنوبية؟
‏- إذا كان العالم أجمع والإقليم أجمعوا على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.‏

‏* حتى المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن؟
‏- نعم، هل هؤلاء أغبياء ولا يرون كما نرى؟! هم أكثر منا فهما وهم يشاهدون المشهد من ‏خارج، يشاهدونه بكل تفاصيله وبكل تضاريسه، بينما نحن من الداخل ربما ننظر بزاوية من ‏الزوايا. هؤلاء قالوا الوحدة حقكم حافظوا عليها وأمنكم واستقراركم مربوط بها، لم يقولوا أن ‏هذه الوحدة لم تعد صالحة ابحثوا لكم عن شكل آخر من أشكال الدولة.‏

‏* لكن في نفس الوقت هم الذين قالوا ابحثوا عن الدولة الاتحادية، وإلا من أين أتت هذه ‏الرؤى أصلا؟
‏- لا لا، يا أخي لا يجب أن نقوّل الآخرين ما لم يقولوا، أقرأ المبادرة الخليجية.‏

‏* أنت قلت أن فيروس الفيدرالية جاء من الخارج؟
‏- من دوائر استخباراتية، دوائر تتآمر على العالم العربي، دوائر ماسونية تريد أن تفتت الأمة ‏العربية والإسلامية إلى طوائف وعرقيات إلى جهات؛ من أجل أن تكون إسرائيل هي الدولة ‏المسيطرة في المنطقة. أنا لا أقول أن العالم هو الأمم المتحدة، العالم الذي أقصده ممثل بالخليج ‏العربي. اقرأ المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية لن تجد إلا ثابتاً واحداً أصر عليه العالم وهو: ‏الحفاظ على وحدة اليمن. نأتي نحن اليوم ونقول أن الوحدة لم تعد صالحة..! سيكون هذا أكبر ‏خطأ تاريخي ترتكبه النخب السياسية، وأنا أحملهم مسؤولية الحفاظ اليمن.‏

‏* سريعا، نأتي إلى الحلول؟
‏- أنا مع أي حلول تحت سقف المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن. وأنا ‏أقول إذا خرج المتحاورون والحوار بحلول خارج إطار المبادرة فهذا بداية الخراب والدمار ‏والتمزق، لكن إذا ما التزم المتحاورون على ما وقعوا عليه في المبادرة الخليجية يجب أن ‏يحصروا قضيتهم داخل إطار المبادرة تحت سقف الوحدة.. وأنا ضد أي حوار خارج سقف ‏الوحدة.‏

‏* كنت قبل فترة انتقدت اللجنة الفنية للحوار واتهمتها بالتلاعب في جدول أعمال المؤتمر، ‏أين يكمن التلاعب؟
‏- أولا: ظهر بدلا من أن يكون الحوار كما نص عليه في الآلية التنفيذية في المبادرة الخليجية ‏بين أطراف أو مكونات سياسية، وهي المكونات الثمانية التي نص عليها بالنص في الآلية ‏التنفيذية، تحول إلى ما بين الشمال والجنوب. وبدل أن يكون التمثيل للمشاركة في الحوار على ‏أساس هذه الثمانية المكونات تحول إلى شمال وجنوب.‏

‏* أخذوها من باب إقناع بعض قوى الحراك الجنوبي لكي تدخل في الحوار وبعدين على ‏القوى أن تتحاور وتخرج إلى حل يرضي الجميع؟
‏- وهذا لم يؤدِّ إلى النتيجة المرجوة. لم يأتِ الحراك الممثل بعلي سالم وعلي ناصر وحيدر ‏العطاس ومسدوس وآخرين، وهؤلاء هم الذين رفعوا راية الحراك الانفصالي من البداية، لم ‏يأتوا ولن يأتوا.‏

‏* هل يؤثر عدم حضور هؤلاء على مجريات الحوار ونتائجه؟
‏- لا أستطيع أن أقول أن المؤتمر سينجح. لو استطاع أصحاب المنطق الذي تحدثت عنه أن ‏يستقطبوا الآخرين، كنت سأقر لهم بالنجاح. لو استقطبوا كل الأطراف إلى الحوار ولم يشذ ‏عنها أحد، أقول لك صح أنهم كانوا أكثر نفاذا في بصيرتهم مني. لكنهم لم يستطيعوا. لا زال ‏الحراك الانفصالي قائماً، ولا زالت رموزه في الخارج ويرفضون الحوار ويرفضون نتائجه ‏مسبقا. إذاً ماذا فعلنا، إذا كنا سنستمع لكل من يرفع صوته ضد الوحدة؟!‏

‏* كيف نصنع مع هؤلاء وطالما تم دعوتهم ورفضوا الدخول؟ ماذا يمكن أن نعمل؟
‏- نتمسك بوحدتنا ونضع حلولا جذرية تحت سقف الوحدة. أيضا نخفف من المركزية ، نصدر ‏تفويضات مالية إلى المحافظات، نعمل لا مركزية مالية وإدارية وتنفيذية، ننصف المظلومين، ‏نرفع كل المظالم، نلبي كل الحقوق المشروعة.‏

‏* كيف تُقيم تجربة الرئيس هادي خلال الفترة السابقة؟
‏- عبدربه منصور أتمنى له التوفيق والنجاح في عمله، وأتمنى أن لا يسمح لأحد أن يمزق ‏اليمن، وأن لا ينسب هذا الفعل الإجرامي بتمزيق اليمن إليه وتحت مظلته.. أنا أتمنى أن يظل ‏عبدربه منصور حاكما لليمن حتى يموت. وأنا أعتقد أن حل القضية الجنوبية 50 % من ‏وجهة نظري أن الشعب اليمني صوت لعبدربه منصور وهو أحد أبناء الجنوب، وأوصل ‏باسندوة إلى رئاسة الوزراء.‏

‏* لكن عبدربه غير معترف به من قبل قوى الانفصال؟
‏- لا يوجد أحد يمثل الجنوب، هؤلاء يريدون أن يقولوا نحن الجنوب والجنوب نحن. هذه ‏نظرة أنانية؛ فعبد ربه من أنباء المحافظات الجنوبية وهو يمني، وهو على رأس السلطة ‏وبقناعتنا جميعا.. لكي نقول لإخوتنا في الجنوب أن هذا منكم فليعالج إذا لم يستطع من سبقه ‏حل مشاكل الجنوب، ولينصفكم إذا كان لكم مظلومية. وأنا أشد عليه..‏

‏* هل تشعر أنه بدأ ينصف الجنوب؟
‏- والله لقد علقنا المسؤولية في رقبته ومنحناه كل الصلاحيات. وهو أول رئيس يتمتع ‏بصلاحيات لم يسبق لها مثيل لرئيس في اليمن، بدعم إقليمي ودعم دولي، فما الذي يمنعه من ‏وضع حلول؟

‏* لكن واقعيا هل بدأ على الأقل بوضع الحلول؟
‏- أعتقد أنه قد بدأ وعليه أن يواصل ويكمل المشوار.‏

‏* هل أنت مع فكرة التمديد له خلال فترة قادمة؟
إن لم يكن التمديد، فليكن إعادة انتخابه من جديد. أنا مع إعادة انتخابه من جديد، بشرط أن لا ‏يكون لأحد -سواء عبد ربه أو غيره- أي خيارات أخرى خارج سقف الوحدة.‏

‏* كنت من ضمن الذين انضموا للثورة، برأيك هل تغير الوضع بعد 11 فبراير 2011م ؟
‏- أنا عندما بدأت هذه الاحتجاجات ضد النظام السابق كان عندي هم واحد وهو: أن لا تدفع ‏الوحدة ثمن تلك الاحتجاجات. وقد حدث ما كنت أخشاه، أثمرت هذه الاحتجاجات وحصل سطو ‏واغتيال لآمال الشباب وتضحياتهم واختزلت في قضيتي الجنوب وصعدة، وهناك من يطرح ‏قضية تهامية وحضرمية! مع أن الشباب عندما خرجوا لم يخرجوا ليحطموا وحدة البلد، خرجوا ‏يطالبون بالتغيير نحو الأفضل، لكن أرى الآن من يريد أن يحول التغيير إلى إضرار بالوطن.‏

‏* أخيرا، ما الذي تخشاه في الحوار الوطني؟
‏- أخشى ما أخشاه أن تُخطئ النخب السياسية في تقديرها للموقف والأمور ومصلحة اليمن، ‏إذا ما خرجوا بحلول خارج سقف الوحدة، وخارج سقف المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ‏وخارج سقف قرارات مجلس الأمن، فهي الكارثة بعينها.‏

زر الذهاب إلى الأعلى