فجر القيادي البارز في المؤتمر الشعبي العام الأسبوع الماضي مفاجأة كبيرة عندما قدم استقالته من حزب المؤتمر الشعبي العام، متهما الرئيس السابق علي عبدالله صالح (رئيس المؤتمر الشعبي العام) بخيانة المؤتمر الشعبي وثوابته الوطنية وخيانة وحدة الوطن بسبب طرح المؤتمر رؤية تقسم اليمن إلى أقاليم .
وفي هذا الحوار يتحدث الجائفي عن تفاصيل وخلفيات استقالته الأخيرة ونتائجها، إلا أنه رفض رفضا قاطعا الحديث عنها، وفضل الاكتفاء بما نشر من تصريح سابق وقال إنه يفضل الامتناع عن الحديث للإعلام في هذا الملف.
أثناء إجراء الحوار معه في استراحة "موفمبيك" جاء إلينا شخصان من أعضاء المؤتمر أحدهما الشيخ كهلان أبو شوارب. قال ضاحكا: ممنوع الاقتراب من هذا الشخص، وأضاف: ألا يكفي قنبلة أمس التي أطلقتها علينا. أوضح الشخص الذي بجواره: لم تكن قنبلة بل صاروخ "اسكود"..! لكن الجائفي أوضح لهما أن الحديث لم يتطرق إلى موضوع الاستقالة.. إلى تفاصيل الحوار..
* نبدأ من مشهد الحوار الوطني، كيف تسير الأمور هنا في مكان إقامة مؤتمر الحوار؟
- المشهد يوحي على أن فرق العمل كلها بدأت الكثير من الأعمال، وبدأت تناقش القضايا الموكلة إليها بآلية أنا أعتبرها آلية جيدة تلك التي وضعت في النظام الأساسي. كل الناس وكل المكونات تطرح رأيها ورؤيتها حول كل قضية، تطرح في داخل الفريق -أي فريق- في منتهى الحرية، ثم تحاول هذه الفرق أن تتوافق حول رؤية موحدة. حتى الآن لم أرَ أنه تم التوافق داخل أي لجنة على أي رؤية. المكونات كلها قدمت رؤاها حول القضايا، لا زالت تبلور هذه الرؤى لمحاولة الوصول إلى توافق حولها، لكنني لم أرَ أي توافق..
* الآن الأحزاب والمكونات السياسية قدمت رؤاها وأكيد أن هناك خلافاً بين الرؤى، من الذي سيوفق بين هذه الرؤى إلى رؤية موحدة، هل هو عمل الأمانة العامة للمؤتمر؟
- النظام الأساسي تضمن آلية للتوافق. هذه الآلية تقول: تحاول الأطراف نفسها أن تتوافق حول ما يطرح داخل الفريق، وإن لم يتمكنوا من التوافق طوعيا يلجؤوا إلى آلية التصويت. في البداية 90% لكي يتم التوافق. فإذا لم يتفقوا يأتي فريق اسمه فريق التوفيق، وهو مكون من 9 ورؤساء اللجان التسع، يعني 18 شخصاً.. هؤلاء يأتون ويوفقون بين الفريق؛ فإن لم يتمكنوا من التوفيق، يُعاد طرح الموضوع للتصويت، وهذه المرة المطلوب 75% وليس 90%، فإن لم يتوافقوا فيرفع الموضوع إلى الجلسة العامة.
* برأيك ما هي أبرز القضايا الملحة التي تأتي ضمن مقدمة الاهتمامات في الحوار؟
- أعتقد أن كل مواضيع الحوار في الفرق التسع، كلها مواضيع هامة. أعتقد يأتي في مقدمتها القضية الجنوبية، وقضية صعدة، وقضية بناء الدولة، وقضية العدالة الانتقالية.. هذه الأربعة المحاور تأتي في المقدمة.
* القضية الجنوبية باعتبارها قضية أساسية برأيك إلى أين تسير في ظل تعقيداتها المختلفة؟
- التعقيد فيها يتبين من خلال مواقف الأطراف السياسية حولها، هذه المواقف متباعدة كثيرا؛ لأن هناك من يطرح فك الارتباط والعودة إلى ما قبل 22 مايو عام 90م، هناك من يطرح الفيدرالية كحل ، وهناك من يطرح الحكم المحلي كامل الصلاحيات، وهناك من يطرح معالجة الأخطاء ورفع المظالم باعتبار أن القضية الجنوبية هي قضية حقوقية ولكنها حولت بفعل القوى السياسية إلى مشكلة سياسية. وعلى كل حال أنا أعتقد أن القضية الجنوبية تتضمن شقين: الشق الأول جانب مطلبي وحقوقي، ما يتعلق بالحقوق والمظالم الموجودة، الشق الآخر: شق سياسي بحاجة إلى أن نستعيد ثقتنا جميعاً بالوحدة. الوحدة لم تكن سببا في أي مشكلة ولكن السبب هي السياسات التي اتخذت والأشخاص الذين قاموا بتنفيذ تلك السياسات، فلا نحمل أخطاء هؤلاء وأخطاء السياسات على الوحدة. الوحدة قيمة إنسانية وقيمة وطنية وأخلاقية عظمى.
* لو نبدأ من جذور القضية، الآن المكونات قدمت رؤاها في جذور قضية الجنوب، هناك خلافات: البعض يعود بها إلى 67م، وبعضهم إلى 62م، والبعض الآخر يرى أن الجذور تعود إلى ما قبل 94م.. أنت برأيك إلى أين تعود جذور القضية الجنوبية؟
- جذور القضية الجنوبية أعتقد أنها تعود إلى القرن التاسع عشر عندما جاء البريطانيون واحتلوا عدن، من هنا نشأت القضية الجنوبية لأنهم سلخوا جزءاً كبيراً من اليمن عن الدولة المركزية. ولا شك هناك من يطرح أن الجذور تعود إلى 67، ويستذكر ما حدث من صراعات بين جبهة التحرير والجبهة القومية ثم ما حدث داخل الجبهة القومية نفسها من صراعات دامية، ثم ما حدث بين الشطر الجنوبي والشمالي سابقا من الحروب، ثم ما حدث بعد عام 90م من خلافات ثم حرب 94م وما نتج عنها من آثار... وأعتقد أن الجذور تعود إلى كل تلك المحطات.
* هناك من يطرح أن العودة بالقضية إلى ما قبل 67م خطأ، باعتبار أننا نناقش القضية الجنوبية المرتبطة ببعض الممارسات من قبل الشمال، أي ما بعد 90م؟
- أولا لا يوجد هوية جنوبية ولا هوية شمالية ولا هوية شرقية ولا هوية غربية، هي هوية وطنية يمنية. إنما إذا عدنا بالذاكرة إلى ما قبل 67 نجد أن الجنوب كان 25 سلطنة وإمارة ومشيخة، كان هناك الهوية الشبوانية والهوية الفضلية واليافعية وووو.. كانت هذه الهويات موجودة ما قبل 67 م، جاء الحزب الاشتراكي مشكورا بنزعة وطنية وحدوية عظيمة وحد كل هذه الإمارات في إطار الجنوب تحت مسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والحزب الاشتراكي قام بهذا بسيف الوحدة وبمنطق الوحدة، باعتبار أن كلها أراضي يمنية.
* هل كان هناك رغبة اشتراكية بالدخول في الوحدة مع الشمال؟
- نعم، الحزب الاشتراكي شريك أساسي في وحدة 90، والبيض هو الرجل الوحدوي الأول لكنه في فترة لاحقة كفر بالوحدة، لسبب أو لآخر لا أريد أن أخوض في هذا الموضوع.. وكنت أتمنى أن لا يتبع الحسنة بالسيئة.
* الآن هناك دعوات مرتفعة جدا، تدعو إلى الدولة الاتحادية ومسألة الفيدرالية والأقاليم، وأنت انتقدت من ينادون بتلك الدعوات؟
- كما قلت لك لا يجب أن نحمل وحدة 22 الاندماجية المشاكل، الوحدة قيمة إنسانية عظيمة.
* لكنها فشلت؟
- لم تفشل، فشل القائمون على الوحدة. ولا نحمل فشلهم على القيمة الإنسانية العظيمة.. الآن المسلمين عندما يرتكبوا أخطاء وهم مسلمين هل نُحمل الإسلام هذه الأخطاء وإلا نُحمل من يرتكبها؟!
وأنا أنظر إلى الوحدة من هذا المنظار وأقول أن إعادة النظر في وحدة 22 مايو سيكون أكبر خطأ ترتكبه القوى السياسية. لن يكون ذلك حلا ولكن سيكون بداية المشكلة الحقيقة لليمن وإعادة اليمن إلى مرحلة التمزق والصراعات والحروب والدماء.. وكمسلمة تاريخية أن اليمن تاريخيا لم تستقر عبر تاريخها الطويل إلا في ظل وحدة الشعب.
* لكن الوحدة تمزقت وأصبح الشطر الجنوبي غير راغب بالوحدة، وبالتالي لا بد من حلول معالجاتية من أجل إعادة ترسيخ الوحدة.. أغلب مكونات الجنوب يريدون الانفصال، كيف يمكن إرضاء هؤلاء؟
- إذا أردت أن ترضي من يرفع صوته اليوم للانفصال فيجب أن تعطيهم الانفصال؟! هؤلاء يطالبون بالانفصال ويريدونه. هناك تيار انفصالي، الحراك الانفصالي، وفيه حراك أقل وطأة لا يريد الانفصال. لكن أنا أعتقد حتى لو قدمت الفيدرالية ممن يقول أنها من باب التهدئة؛ أقول أنها لن تحل المشكلة وستظل المشكلة قائمة.
* لكن ألا ترى أن التوجه الواضح أمامنا أننا قادمون على فيدرالية ولو طال الحوار؟
- أنا أعتبر أن الفيدرالية فيروس أتى من الخارج، وهو الآن يطرح في العراق وفي مصر وفي السعودية وفي الكويت وفي اليمن وفي ليبيا. لماذا هذه البلدان كلها وشعوبها وقواها السياسية رفضت وقاومت هذا الفيروس؟ لأن عندهم مناعة وطنية أقوى مننا، لكن يبدو أن هذا الفيروس سيفتك باليمن.
* من خلال الرؤى التي قدمتها الأحزاب السياسية تبين أن الأغلبية الآن قدمت الرؤية الاتحادية، حتى حزب المؤتمر الشعبي العام؟
- هناك أناس كثير يبحثون عن الموضة، وهذه المرة موضة سياسية.. وكما ترى إذا بدأ شخص ما في تغيير حلاقته للحيته وأعجبت الناس فستجد الكثير من الناس يقلدونه، وهكذا..
* هل المسألة مسألة تقليد؟
- تقليد وموضة، لكن هذه المرة الموضة قاتلة، مسايرة هذه الموضة سم قاتل.
* أين تكمن مشكلتها من أجل التحذير منها؛ حتى الرئيس هادي تحدث عن فكرة وجود خمسة أقاليم، وكأن هذا هو التوجه العام للدولة القادمة؟
- أنا لم أسمع حتى الآن عبدربه يقول هذا الكلام.
* تحدث بهذا أكثر من مرة ومنشور بوسائل الإعلام؟
- أنا أعتقد أن عبدربه سيكون حصيفاً ولن يسمح أن تتمزق اليمن في ظل رئاسته. عبدربه منصور سيدخل التاريخ إما لأنه حافظ على الوحدة أو لأنه كان سببا في تمزيق الوحدة. وكما قلت لك النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تكن إمعة. قالوا ما الإمعة؟ قال: إذا أحسن الناس أحسنت، وإذا أساؤوا أسأت. ولكن كن إذا أحسن الناس أحسنت معهم وإذا أساؤوا أحسن كذلك).. فأنا أقول أن من ينادي بالفيدرالية لا يدرك بخطرها على الوحدة الوطنية، نحن دولة ضعيفة وبناؤنا الاقتصادي ضعيف وهش، وبنيتنا الاجتماعية هشة. هناك مؤامرة على وحدتنا من أطراف كثيرة في الإقليم، لن تتركنا لحالنا ونحن في دولة اندماجية، كيف لو توجد إرادات متعددة في داخل البلد الواحد؟ أنت عندما تجزئ القرار السياسي الموحد إلى قرارات سياسية في كل منطقة وفي كل إقليم وفي كل وحدة إدارية، وتوكل القرار السيادي إلى هؤلاء..
* لكن التقسيم هذا يسمح بتقسيم الثروة والمشاركة في الحكم من مختلف أطياف الشعب ومناطقه؟
- هذا موضوع آخر، قضية تقسيم الثروة والشراكة، أنا مع هذا المبدأ.
* لأن المركزية فشلت؟
- أنا أريد وأدعو وأتبنى أن نصلح كل عيوب المركزية خلال الفترة الماضية. لكن هذا شيء.. وأنك تذهب بالأمور إلى الفيدرالية وأنك تذهب بسلطات الدولة كلها، وتذهب إلى خلق كنتونات مناطقية وطائفية وعرقية وجهوية، هذا خطر جسيم على اليمن.
* كيف يمكن الوقوف ضد هذه الدعوات خصوصا وأن الأغلب يدعون لها؟
- حتى لو أجمع كل هؤلاء على الكفر أنا لن أكفر معهم بالوحدة. الوحدة قيمة إنسانية دينية أخلاقية مقدسة.
* نأتي إلى الحلول، من وجهة نظرك ما هي الحلول الناجعة للقضية الجنوبية؟
- إذا كان العالم أجمع والإقليم أجمعوا على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.
* حتى المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن؟
- نعم، هل هؤلاء أغبياء ولا يرون كما نرى؟! هم أكثر منا فهما وهم يشاهدون المشهد من خارج، يشاهدونه بكل تفاصيله وبكل تضاريسه، بينما نحن من الداخل ربما ننظر بزاوية من الزوايا. هؤلاء قالوا الوحدة حقكم حافظوا عليها وأمنكم واستقراركم مربوط بها، لم يقولوا أن هذه الوحدة لم تعد صالحة ابحثوا لكم عن شكل آخر من أشكال الدولة.
* لكن في نفس الوقت هم الذين قالوا ابحثوا عن الدولة الاتحادية، وإلا من أين أتت هذه الرؤى أصلا؟
- لا لا، يا أخي لا يجب أن نقوّل الآخرين ما لم يقولوا، أقرأ المبادرة الخليجية.
* أنت قلت أن فيروس الفيدرالية جاء من الخارج؟
- من دوائر استخباراتية، دوائر تتآمر على العالم العربي، دوائر ماسونية تريد أن تفتت الأمة العربية والإسلامية إلى طوائف وعرقيات إلى جهات؛ من أجل أن تكون إسرائيل هي الدولة المسيطرة في المنطقة. أنا لا أقول أن العالم هو الأمم المتحدة، العالم الذي أقصده ممثل بالخليج العربي. اقرأ المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية لن تجد إلا ثابتاً واحداً أصر عليه العالم وهو: الحفاظ على وحدة اليمن. نأتي نحن اليوم ونقول أن الوحدة لم تعد صالحة..! سيكون هذا أكبر خطأ تاريخي ترتكبه النخب السياسية، وأنا أحملهم مسؤولية الحفاظ اليمن.
* سريعا، نأتي إلى الحلول؟
- أنا مع أي حلول تحت سقف المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن. وأنا أقول إذا خرج المتحاورون والحوار بحلول خارج إطار المبادرة فهذا بداية الخراب والدمار والتمزق، لكن إذا ما التزم المتحاورون على ما وقعوا عليه في المبادرة الخليجية يجب أن يحصروا قضيتهم داخل إطار المبادرة تحت سقف الوحدة.. وأنا ضد أي حوار خارج سقف الوحدة.
* كنت قبل فترة انتقدت اللجنة الفنية للحوار واتهمتها بالتلاعب في جدول أعمال المؤتمر، أين يكمن التلاعب؟
- أولا: ظهر بدلا من أن يكون الحوار كما نص عليه في الآلية التنفيذية في المبادرة الخليجية بين أطراف أو مكونات سياسية، وهي المكونات الثمانية التي نص عليها بالنص في الآلية التنفيذية، تحول إلى ما بين الشمال والجنوب. وبدل أن يكون التمثيل للمشاركة في الحوار على أساس هذه الثمانية المكونات تحول إلى شمال وجنوب.
* أخذوها من باب إقناع بعض قوى الحراك الجنوبي لكي تدخل في الحوار وبعدين على القوى أن تتحاور وتخرج إلى حل يرضي الجميع؟
- وهذا لم يؤدِّ إلى النتيجة المرجوة. لم يأتِ الحراك الممثل بعلي سالم وعلي ناصر وحيدر العطاس ومسدوس وآخرين، وهؤلاء هم الذين رفعوا راية الحراك الانفصالي من البداية، لم يأتوا ولن يأتوا.
* هل يؤثر عدم حضور هؤلاء على مجريات الحوار ونتائجه؟
- لا أستطيع أن أقول أن المؤتمر سينجح. لو استطاع أصحاب المنطق الذي تحدثت عنه أن يستقطبوا الآخرين، كنت سأقر لهم بالنجاح. لو استقطبوا كل الأطراف إلى الحوار ولم يشذ عنها أحد، أقول لك صح أنهم كانوا أكثر نفاذا في بصيرتهم مني. لكنهم لم يستطيعوا. لا زال الحراك الانفصالي قائماً، ولا زالت رموزه في الخارج ويرفضون الحوار ويرفضون نتائجه مسبقا. إذاً ماذا فعلنا، إذا كنا سنستمع لكل من يرفع صوته ضد الوحدة؟!
* كيف نصنع مع هؤلاء وطالما تم دعوتهم ورفضوا الدخول؟ ماذا يمكن أن نعمل؟
- نتمسك بوحدتنا ونضع حلولا جذرية تحت سقف الوحدة. أيضا نخفف من المركزية ، نصدر تفويضات مالية إلى المحافظات، نعمل لا مركزية مالية وإدارية وتنفيذية، ننصف المظلومين، نرفع كل المظالم، نلبي كل الحقوق المشروعة.
* كيف تُقيم تجربة الرئيس هادي خلال الفترة السابقة؟
- عبدربه منصور أتمنى له التوفيق والنجاح في عمله، وأتمنى أن لا يسمح لأحد أن يمزق اليمن، وأن لا ينسب هذا الفعل الإجرامي بتمزيق اليمن إليه وتحت مظلته.. أنا أتمنى أن يظل عبدربه منصور حاكما لليمن حتى يموت. وأنا أعتقد أن حل القضية الجنوبية 50 % من وجهة نظري أن الشعب اليمني صوت لعبدربه منصور وهو أحد أبناء الجنوب، وأوصل باسندوة إلى رئاسة الوزراء.
* لكن عبدربه غير معترف به من قبل قوى الانفصال؟
- لا يوجد أحد يمثل الجنوب، هؤلاء يريدون أن يقولوا نحن الجنوب والجنوب نحن. هذه نظرة أنانية؛ فعبد ربه من أنباء المحافظات الجنوبية وهو يمني، وهو على رأس السلطة وبقناعتنا جميعا.. لكي نقول لإخوتنا في الجنوب أن هذا منكم فليعالج إذا لم يستطع من سبقه حل مشاكل الجنوب، ولينصفكم إذا كان لكم مظلومية. وأنا أشد عليه..
* هل تشعر أنه بدأ ينصف الجنوب؟
- والله لقد علقنا المسؤولية في رقبته ومنحناه كل الصلاحيات. وهو أول رئيس يتمتع بصلاحيات لم يسبق لها مثيل لرئيس في اليمن، بدعم إقليمي ودعم دولي، فما الذي يمنعه من وضع حلول؟
* لكن واقعيا هل بدأ على الأقل بوضع الحلول؟
- أعتقد أنه قد بدأ وعليه أن يواصل ويكمل المشوار.
* هل أنت مع فكرة التمديد له خلال فترة قادمة؟
إن لم يكن التمديد، فليكن إعادة انتخابه من جديد. أنا مع إعادة انتخابه من جديد، بشرط أن لا يكون لأحد -سواء عبد ربه أو غيره- أي خيارات أخرى خارج سقف الوحدة.
* كنت من ضمن الذين انضموا للثورة، برأيك هل تغير الوضع بعد 11 فبراير 2011م ؟
- أنا عندما بدأت هذه الاحتجاجات ضد النظام السابق كان عندي هم واحد وهو: أن لا تدفع الوحدة ثمن تلك الاحتجاجات. وقد حدث ما كنت أخشاه، أثمرت هذه الاحتجاجات وحصل سطو واغتيال لآمال الشباب وتضحياتهم واختزلت في قضيتي الجنوب وصعدة، وهناك من يطرح قضية تهامية وحضرمية! مع أن الشباب عندما خرجوا لم يخرجوا ليحطموا وحدة البلد، خرجوا يطالبون بالتغيير نحو الأفضل، لكن أرى الآن من يريد أن يحول التغيير إلى إضرار بالوطن.
* أخيرا، ما الذي تخشاه في الحوار الوطني؟
- أخشى ما أخشاه أن تُخطئ النخب السياسية في تقديرها للموقف والأمور ومصلحة اليمن، إذا ما خرجوا بحلول خارج سقف الوحدة، وخارج سقف المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وخارج سقف قرارات مجلس الأمن، فهي الكارثة بعينها.