arpo28

سياسيون ومفكرون يدعون لاستلهام حركة 13 يونيو التصحيحية لبناء دولة مدنية

أحيا التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري الذكرى الـ39 لحركة 13يونيو في ندوة أقامها صباح اليوم في مقر لجنته المركزية، تناولت مشروع حركة 13 يونيو بقيادة الشهيد إبراهيم الحمدي وضرورة محاكاتها كمشروع قابل للتطبيق و نموذج ينظر له الآن من قبل كل القوى الوطنية.

وفي الندوة التي حضرها عدد كبير من السياسيين والمفكرين ومحبي الشهيد الحمدي وعدد من أقاربه اجمع المتحدثون على أن حركة 13 يونيو لم تكن حركة متعلقة بالجيش بل تجاوزت ذلك إلى تحقيق أهداف اجتماعية واقتصادية وسياسية وعلى مختلف المجالات، فكانت مشروع حضاري من اجل بناء دولة تقوم على أساس احترام النظام والقانون والمواطنة المتساوية.

وفي الندوة التي عقدت تحت شعار (بناء الدولة بين تجربة حركة 13 يونيو وقضايا مؤتمر الحوار الوطني) تحدث الأمين العام للتنظيم الناصري سلطان العتواني عن تجربته الشخصية لفترة حركة يونيو في عمل لجان التصحيح في وزارة العدل آنذاك وقال : أصدرت اللجنة قرارا بمنع احد وكلاء الشريعة من دخول الوزارة وذهب ليقابل الحمدي واستطاع أن يحصل منه على أمر للعودة فذهب وكيل الوزارة لشرح الموضوع للحمدي فوجه برفض أي أمر يصدر منه إذا خالف القانون والصلاحيات الممنوحة للجان.

وأضاف العتواني: في عهد الحمدي كانت تنشأ الوزارات بموجب قانون أما اليوم لا توجد وزارة تعمل بقانون بل بلوائح فقط وهذا دليل على مشروع الحمدي في بناء مؤسسات الدولة بالقانون.

من جانبه تحدث اللواء حاتم أبو حاتم عن الحركة كذكرى خالدة في تاريخ اليمن بل والأمة العربية ومن اشد أيام اليمن بياضا، وعدها أبو حاتم ثالث أعظم يوم في تاريخ اليمن بعد 26 سبتمبر و14 أكتوبر وتبعها 22 مايو.

وأضاف اللواء حاتم : كان الشهيد الحمدي من ابرز قيادات الجيش في هذه الوقت وكان وضع الجيش قد ساء وخاصة بعد إحداث أغسطس ذات النفس المناطقي وقد ساء الوضع من خلال تحكم مراكز القوى والتخلف حتى وصل الأمر بالبردوني أن يقول " إذا ولد للشيخ ابن يوجدوا مديرية له" وزاد الفساد وساءت أحوال الناس المعيشية ، لذا قرر الشهيد وزملائه القيام بالحركة دون أن تراق قطرة دم واحدة.

وسرد أبو حاتم ما أنجزته الحركة في إطار الجيش وأبرزها كما يقول اللواء أبو حاتم كان في 27 ابريل صدرت القرارات التصحيحية في الجيش ولأول مرة يتوحد الجيش ويتبع القيادة العامة وتم التخلص من كل القوى الوهمية ، لكن بعد اغتيال الحمدي تم تصفية القوات لصالح أسرة وقبيلة واحدة من اجل بناء إمبراطورية فرد بتعاون كل قوى التخلف والرجعية .

بدوره تحدث الدكتور محمد الظاهري عن ذكريات الطفولة والصبا أبان فترة حكم الشهيد إبراهيم الحمدي وقال:" عشنا ثورة توقعات كنا ونحن أطفال ننتظر الطائرات في المناسبات الوطنية لتوزع لنا الحلويات ، اليوم الطائرات الأمريكية توزع لنا الموت وطائراتنا تسقط أما بفعل فاعل أو بخلل فني أو أخلاقي.

وعن حركة 13يونيو اعتبر الظاهري أن أبرز مكامن القوة فيها كانت بالقيادة الملهمة والكاريزمية الشهيد إبراهيم الحمدي ، وبضيف : وأنا أتأمل حركة 13يونيو بعمرها القصير الذي لم يتجاوز 3 سنوات و3 أشهر و 28 يوما أنجزت ما لم يستطع النظام السابق خلال 33 سنة عمله.

من جانبه رأى الأستاذ عبدالباري طاهر وجود تشابه كبير بين تاريخ ما قبل 13يونيو وما يحدث اليوم ،وقال طاهر في مداخلته في الندوة " اللحظة تتكرر لكن بشكل بشع ومأساوي ، الآن إرادة الشعب اليمني تتجه نحو بناء الدولة والقوى التي إعاقتها من 62 حتى اليوم ما زالت هي العائق الوحيد.

ويضيف عبدالباري " كارثة هذه البلاد هو غياب الدولة ، الحمدي لم يكن الطرف الأقوى في الصراع آنذاك بل كان الطرف الأقل مقدرة لكن الاستجابة لقضية وطنية وبذكاء سياسي استطاع أن يصبح الشخصية المحورية والأهم في تاريخ اليمن.

وعن الجوانب الإنسانية للرئيس الشهيد تحدث ابتسام الحمدي ابنه شقيق الحمدي بالقول " الحمدي شخصية لا تكرر وفلتة من فلتات الزمن فقد كان عالم ومثقف ومتدين جمع الكثير في شخصيته ولا أحب الحديث عن الحمدي كشخص بل أحب إن أتحدث عن الحمدي من خلال اليمن.

محمد الحمدي الشقيق الأكبر للشهيد الحمدي كان له مداخلة في الندوة سرد فيها العديد من القصص الإنسانية التي كشفت عن الجانب الإنساني في شخصية قائد حركة 13يونيو وتطرق إلى حادثة سؤاله للشهيد حول قلق أسرة الحمدي على حياته ولماذا لا يحتاط لنفسه فرد الشهيد ذلك بحجة تأثير ذلك على الاستثمار والاقتصاد يقول محمد الحمدي : سالت إبراهيم ما علاقة حمايتك بذلك ؟ فرد علي : حين يأتي مستثمر ويرى رئيس الدولة يتجول بمرافقين فقط يتيقن من وجود استقرار في البلاد "

كما أثريت الندوة التي نظمتها الدائرة الثقافية في الأمانة العامة للتنظيم والقطاع الطلابي لفرع الأمانة بالعديد من المداخلات التي أبرزت المشروع الوطني العظيم الذي حملته حركة 13يونيو من اجل بناء دولة مدنية باتت اليوم مرتكز الحوار الوطني وأمل الشعب في إنهاء معاناته الممتدة لخمسين عاما.

ودعا المشاركون في الندوة لاستلهام حركة 13 يونيو التصحيحية لبناء دولة مدينة حديثة والخروج باليمن من دوامة الأزمات ومشاريع التفتيت التي يحاول البعض تقديمها كحلول ناجعة.

زر الذهاب إلى الأعلى