أكد الدكتور عامر الصبري رئيس هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية أن اليمن تشكل من الناحية الجيولوجية جزءاً من الدرع العربي النوبي الذي يعتبر من أهم الأحزمة المعدنية في العالم.
مشيراً إلى أن بلادنا تتميز بتنوع جيولوجي واعد بالخير والعطاء وغنية بالخامات المعدنية والصخور الصناعية والإنشائية التي يمكن استغلالها واستثمارها.
وأوضح خلال محاضرة علمية ألقاها حول "التعدين والتنمية المستدامة في اليمن" والتي نظمها أمس الأول المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل "منارات" أن الموارد المعدنية تشكل الدعامة الكبرى لمختلف أنواع الصناعات والاستعمالات البشرية التي لا حصر لها، وتعتمد عليها رفاهية الإنسان وحضارته في شتى مناحي الحياة. واستعرض الصبري الدراسات الجيولوجية والاستكشافية ودراسة الجدوى الاقتصادية التي أجرتها الهيئةعددمن الشركات التي عملت في بلادنا والتي أثبتت وجود ثروة معدنية مثل المعادن الفلزية كالذهب والزنك والرصاص والنحاس والنيكل والحديد والتيتانيوم، والمعادن الصناعية كالماجنيزيت والدولوميت والزيولايت الطبيعي والاسكوريا والبرليت والبيوميس والحجر الرملي النقي والفلدسبار والملح الصخري والجبس إضافة إلى أحجار البناء والزينة المتمثلة ب"التف والاجنمبرايت" وأماكن تواجدها..
مشيراً إلى أن هذه المعادن تتواجد بنسب اقتصادية ممتازة وهي تنتظر الاستثمار المحلي والأجنبي. وتطرق الدكتور عامر الصبري إلى النشاط التعديني في بلادنا والذي يقتصر على استخراج خامات المعادن والصخور الصناعية والإنشائية، كما شهد النشاط أيضاً وضع حجر أساس لأول منجم في اليمن في منطقة نهم، وقد أنجزت شركة "جبل صلب" المنفذة له حوالي % 50 من الأعمال الإنشائية المتعلقة بتطوير المنجم، كما شهدت بلادنا إنشاء 6 مصانع أسمنت حتى العام 2010 م والتي تعتمد على خامات أولية تم دراستها وتقييمها من قبل الهيئة، وكذلك الاستثمار في الأحجار الطبيعية.. مستعرضاً بعض معوقات الاستثمار في هذا النشاط.
وأضاف: إن موقع اليمن المتميز جغرافيا في الجهة الجنوبية الغربية من الجزيرة العربية وتحتل موقعاً استراتيجيا هاماً على باب المندب الذي يعتبر أحد أهم الممرات البحرية التجارية في العالم وامتلاكها لخط ساحلي يصل إلى 2500 كيلومتر، يؤهلها لجذب الاستثمارات المحلية والدولية في مجال التعدين.. مشيراً إلى أن الاستثمار في هذا المجال يسهم في التنمية المستدامة من خلال توفير العديد من فرص العمل وتدريب وتأهيل العمالة الوطنية وتطوير البنى التحتية وتغيير نمط الحياة الاجتماعية وكذلك تغطية السوق المحلية من الخامات والعمل على رفد خزينة الدولة بالرسوم والضرائب. حضر المحاضرة الخبير الدولي ومدير شركة كانتكس الكندية للتعدين باليمن محمد فرغلي وعدد من الباحثين والأكاديميين والاختصاصين.