أكد مسؤول أميركي أن واشنطن أجرت محادثات سرية مباشرة مع طهران خلال الأشهر الماضية كان شأنها أن مهدت الطريق للتوصل إلى اتفاق بين الدول الست الكبرى '5+1' وإيران فجر الأحد بشأن البرنامج النووي الإيراني في جنيف، وكشفت وكالة أسوشيتد برس أبرز اللاعبين في تلك المحادثات.
ولكن المسؤول الأميركي وصف المحادثات التي كانت تجري بالتوازي أيضا مع مفاوضات إيران ومجموعة '5+1' بأنها ثنائية ومحدودة.
ودافع المسؤول الأميركي عن إجراء هذا النوع من المحادثات، وقال إنها مفيدة للعملية التفاوضية في جنيف، مؤكدا أن إسرائيل كانت على اطلاع دائم بالتفاصيل.
وأشار إلى أن واشنطن ظلت تعتبر '5+1' (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا) جهة التفاوض مع إيران سعيا للتوصل إلى اتفاق بشأن المسألة النووية الإيرانية.
ورغم أن ذلك المسؤول لم يحدد المشاركين في هذه المحادثات، فإنه أكد أنها جرت في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الثاني والشهر الحالي.
أبرز اللاعبين
وقد تحدثت وكالة أسوشيتد برس عمن وصفتهم بأبرز اللاعبين في المحادثات السرية التي جرت في سلطنة عُمان.
وقالت إن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أجاز اتصالات مباشرة بين مسؤول أميركي وآخر إيراني بعد إفراج السلطات الإيرانية عن أميركيين اثنين من السجون الإيرانية في سبتمبر/أيلول 2011.
وفي مارس/آذار رفع أوباما من مستوى المحادثات فبعث اثنين من كبار مساعديه بالشؤون الخارجية إلى سلطنة عُمان لإجراء محادثات مع إيران بشأن جميع القضايا، من بينها الملف النووي الإيراني والأزمة السورية، ثم تسارعت خطى المحادثات النووية عقب انتخاب الرئيس حسن روحاني في أغسطس/آب وإجراء اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي ونظيره الإيراني في الشهر الذي تلاه.
وممن شاركوا في المحادثات من الجانب الأميركي وليام بيرنز مساعد وزير الخارجية، وجيك سوليفان نائب مساعد الرئيس ومستشار الأمن القومي لنائب الرئيس، ووكيلة الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان.
ومن أبرز اللاعبين في هذا الملف على الجانب الإيراني، المرشد الأعلى علي خامنئي الذي أجاز الاتصالات عام 2011، ووافق على لقاءات سرية على مستويات عالية هذا العام.
وقد أصدر خامنئي فتوى تقضي بتحريم امتلاك السلاح النووي، ولكن الأميركيين وغيرهم طالبوا بإثبات ذلك.
أما الرئيس روحاني -الذي تعهد منذ انتخابه بتسوية الملف النووي وتحسين العلاقات مع الغرب- فقد بدأ بإرسال بعض مساعديه لإجراء محادثات سرية مع الأميركيين بعد أول خطاب رئاسي في أغسطس/آب.
وتشير الوكالة إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بدوره تعهد لدى توليه منصبه بتحسين العلاقات مع الغرب، فتقرب من اليهود، ونأى بنفسه عن تصريحات الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بشأن ما تسمى المحرقة اليهودية.
وكان سلطان عُمان قابوس بن سعيد -الذي كان أول رئيس دولة يزور روحاني- قد استضاف المحادثات السرية، وسهل دفع الكفالات لإطلاق سراح أميركية من السجون الإيرانية عام 2010 واثنين آخرين عام 2011 وفق أسوشيتد برس.