arpo28

عزان اليمنية.. عودة للحياة بعد صمت المدافع

بينما تبدو الحياة وهي تعود تدريجيا لطبيعتها بمدينة عزان التي تمثل المركز الاقتصادي والتجاري لمديرية ميفعة بمحافظة شبوة، حيث شوهدت العديد من المحال التجارية خلال هذا الأسبوع تفتح أبوابها، إلا أن المخاوف لا تزال تراود سكانها من إمكانية تجدد الحرب.

صمتت مدافع الحرب في مدينة عزان أبرز معاقل تنظيم القاعدة في محافظة شبوة جنوبي اليمن، لكن آثارها لا تزال تفعل فعلها في حياة سند الجريري الذي يعاني من اضطرابات نفسية، فضلا عن مئات الأسر التي تضررت حياتها من جراء تلك الحرب.

ويعيش سند العائد من النزوح بصحبة آخرين من سكان المدينة -الذين كانوا نزحوا هربا من المواجهات بين الجيش وعناصر القاعدة- حياة كئيبة مليئة بالخوف والقلق والانعزالية، فالرجل يقطن حاليا في حجرة من بقايا منزل مثخن بجراح الحرب تحيط به أبنية عديدة تحمل آثار القصف والغارات الجوية.

ويشير شقيقه يونس إلى أن سند يعاني من آثار صدمة نفسية وفقدان للوعي بين الحين والآخر منذ أن نجا من الموت بأعجوبة تحت وطأة القصف المدفعي حين كان برفقته يحرسان منزلهما بعد إخلائه من الأطفال والنساء إلى مخيمات النزوح في المكلا قبل اندلاع المواجهات.

وقال في حديث للجزيرة نت إن سند تمكن بمساعدته بعد أن أغمي عليه من شدة الهلع والخوف من الفرار واللحاق بالعائلة إلى مخيمات النزوح، ولا يزال يعاني من صدمة نفسية، بينما تعرض منزلهما لتهدم أجزاء واسعة منه واحتراق جميع ما فيه من أثاث ومحتويات.

هدوء حذر
وأكد يونس أن سكان المدينة النازحين -سواء منهم من قد عادوا إلى مناطقهم المنكوبة أو من ما زالوا في مناطق النزوح يرفضون العودة خوفا من تجدد المواجهات- لم يحظوا جميعا بأي مساعدات أو تعويضات لاستعادة حياتهم الطبيعية وبناء ما دمرته الحرب.

وبينما تبدو الحياة وهي تعود تدريجيا إلى طبيعتها في مدينة عزان التي تمثل المركز الاقتصادي والتجاري لمديرية ميفعة بمحافظة شبوة، حيث شوهدت العديد من المحال التجارية خلال هذا الأسبوع تفتح أبوابها، إلا أن المخاوف لا تزال تراود سكانها من إمكانية تجدد الحرب.

وتأتي هذه المخاوف في حين لا تزال قوات الجيش اليمني تفرض حصارا من جميع الاتجاهات على مداخل بلدة الحوطة المتاخمة لمدينة عزان، حيث تقول السلطات الأمنية إن العشرات من مسلحي تنظيم القاعدة -الذين فروا خلال المواجهات- ما زالوا يتحصنون داخلها.

الاشتباكات المتقطعة
وتعد عزان المعقل الثاني لتنظيم "أنصار الشريعة" -أحد فروع تنظيم "القاعدة"- بعد مديرية المحفد في أبين التي أعلن الجيش تحريرها قبل نحو ثلاثة أسابيع.

ويشير المواطن عبد الواحد صالح -أحد سكان عزان- إلى أن عناصر القاعدة كانوا يتعاملون معهم بطريقة طبيعية خلال فترة سيطرتهم على المدينة الممتدة منذ عام 2011 حيث كانوا يرغّبون الناس حينها بالانضمام إليهم من خلال أسلوبهم في فرض الأمن وتوفير بعض الخدمات البسيطة في المدينة.

وقال في حديث للجزيرة نت إن "الوضع الأمني بمدينة عزان أصبح شبه مستقر بعد توقف المواجهات وانسحاب مسلحي القاعدة منها، لكن الخوف من تجدد المعارك لا يزال قائما في ظل استمرار سماع صوت الاشتباكات المتقطعة بين الحين والآخر خاصة خلال الليل في بعض المناطق المجاورة".

وتبذل السلطات اليمنية -في هذه الأثناء- جهودا حثيثة لإعادة نازحي عزان وجول الريدة بشبوة وإعادة الخدمات الأساسية لتلك المناطق التي تضررت بسبب المواجهات المسلحة بين الجيش ومسلحي تنظيم القاعدة.

مدينة منكوبة
وقال أمين عام المجلس المحلي بمديرية ميفعة ورئيس لجنة الحصر لأضرار الحرب يسلم باجنوب إن لجنة الحصر سجلت حتى الآن 170 أسرة متضررة في مناطق محدودة لا تتعدى مساحتها عشرين كيلومترا منذ بداية عملها قبل أيام ولا تزال أمامها مناطق واسعة لاستكمال الحصر وصولا إلى عزان.

وأضاف للجزيرة نت أن "هناك نكبة حقيقية حصلت، ومديرية ميفعة تعد مدينة منكوبة، وقد شاهدنا بعض المواطنين يبكون أمامنا ونحن نقوم بحصر الأضرار في ممتلكاتهم سواء منهم من تهدمت منازلهم وممتلكاتهم أو من فقدوا ثرواتهم الحيوانية ومزارع النحل".

وأكد أن عدد النازحين الذين تم حصرهم وتسليم كشوفاتهم إلى السلطة المحلية بلغ نحو 12 ألف أسرة، وأنه لم تعد منهم حتى الآن إلا القلة القليلة لكون معظم الخدمات كخدمتي الكهرباء والمياه ما زالت مقطوعة بسبب تضررها من جراء الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى