تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة الاعتداء على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إذ نَفذت اليوم الثلاثاء، اقتحامات لعدد من القرى والبلدات، واعتدت على العشرات، ما أدى إلى وقوع إصابات بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن اعتقال ثلاثة فلسطينيين.
في القدس المحتلة، أصيب العشرات من الفلسطينيين بينهم أطفال ونساء وعدد من حراس المسجد الأقصى، وموظفو الأوقاف الإسلامية، بعد اعتداء جنود الاحتلال عليهم بالضرب ورشهم بغاز الفلفل، وذلك بالقرب من باب الناظر، إحدى البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى.
وأشار مدير المسجد الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "جنود الاحتلال أغلقوا منذ ساعات الصباح الباكر أبواب المسجد، ومنعوا أطفالاً في مخيمات صيفية، وكذلك النساء من الدخول إلى باحات الأقصى، كما فرضوا قيوداً مشددّة على دخول الرجال، مشترطين تسليمهم بطاقاتهم الشخصية".
وأضاف "توتّرت الأجواء، بعد اعتداء شرطة الاحتلال على نساء رشتهن بغاز الفلفل، ثم اقتحام قوة خاصة من شرطة لساحات المسجد، والانتشار فيها بأعداد كبيرة، خصوصاً في المسارات التي يسلكها المستوطنون المتطرفون، إذ سمح للعشرات منهم الدخول إلى باحات الأقصى"، مؤكداً بأنه "بعد انتهاء الجولة الأولى من برنامج السياحة الأجنبية للأقصى، تمكن مائتان من المستوطنين وعشرات الضباط والجنود من اقتحام الأقصى".
وكانت شرطة الاحتلال اعتدت بوحشية على إحدى النساء المرابطات، أمس الاثنين، ومزّقت ثيابها وسحلتها، خلال تصدّي المرابطين لمجموعات متطرفة، حاولت إقامة طقوس دينية في ساحات الأقصى.
وحول مشاريع الاستيطان والاستيلاء الإسرائيلية، استولى عشرات المستوطنين، على أراضي في قرية عين جالود جنوبي نابلس، وأحاطوها بالسياج.
وأعلن مسؤول "ملف الاستيطان" في شمال الضفة الغربية، غسان دخلس، لـ"العربي الجديد"، أن "عشرات المستوطنين هاجموا أراضي تقدر مساحتها بـ15 دونماً، تعود ملكيتها إلى عائلة الحاج محمد، وقاموا بعمليات حفر وجرف فيها، كما طوقوها بالسياج لعزلها".
وفي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الناشط سعد أبو حسين، بعد مداهمة منزله وتفتيشه في وسط المدينة، بينما اعتقلت على حاجز عسكري قرب نابلس، الشاب عاصم كعكي من بلدة كفر راعي جنوبي غرب جنين، بالإضافة إلى اعتقال الشاب نجيب نصر بعد مداهمة منزله في وسط المدينة.
وفي السياق ذاته، شرعت قوات الاحتلال في عمليات دهم وتفتيش لعدد من منازل الفلسطينيين في مخيم جنين، واستجوبت ميدانياً عدداً من الشبان، بينما احتجزت محمود العويوي، على حاجز "الكونتينر" العسكري المقام شمال بيت لحم.
في غضون ذلك، نَصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية، على مدخل بلدة يَعبد في جنين، وقامت بتوقيف المركبات، وتفتيشها، والتدقيق في هويات الفلسطينيين، بعد مواجهات ليلية اندلعت بين قوات الاحتلال وشبان في البلدة، أدت إلى إصابة عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وكانت سلطات الاحتلال جرفت، اليوم الثلاثاء، قطعة أرض مساحتها 4 دونمات، في حي واد الجوز شمال البلدة القديمة من القدس. وكان صدر في السابق أمر بوقف العمل في الأرض، المملوكة لعائلتي صيام وأبو طاعة المقدسيتين، بذريعة أنها أملاك دولة.
بدوره، قال خبير الأراضي المعروف، خليل تفكجي أن "قراراً إسرائيلياً صدر في عام 1968 بمصادرة الأرض وامتلاكها، بدعوى أنها أراضي دولة رغم وجود أصحابها ومالكيها الأصليين من عائلتي صيام، وأبو طاعة، وقد صودرت في حينه في إطار قرار مصادرة شمل 3345 دونماً".
ويحدّ قطعة الأرض مبنى كان يفترض أن يكون بديلاً لمدرسة المأمونية في القدس المحتلة، إلا أن بلدية الاحتلال وبالاتفاق مع وزارة الداخلية الإسرائيلية حولته إلى مقرّ للأخيرة، بينما يُخطّط لبناء مركز شرطي على قطعة الأرض الواقعة في منطقة حيوية وحساسة من الناحيتين الاستراتيجية والأمنية، وسط محيط تقع فيه مقارّ أمنية وحكومية وتعليمية وفندقية إسرائيلية عدة.
كما يضمّ المربع مبان للجامعة العبرية، ومستشفى هداسا، ويجري العمل لبناء حي استيطاني في منطقة كرم المفتي، على أنقاض منزل مفتي فلسطين، الحاج أمين الحسيني، ويُخطط لبناء نحو 400 وحدة استيطانية، أي ضعف عدد الوحدات الاستيطانية في الحي الاستيطاني المقام في قلب حي رأس العمود شرق البلدة، والبالغة 132 وحدة استيطانية.