أعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، يوم الجمعة، أن الوضع في شمال اليمن بحاجة إلى مسار سياسي يجعل "الهدن الحالية مستدامة"، في إشارة إلى اتفاقات التهدئة الموقعة بين الجيش وجماعة أنصار الله (الحوثيين)، والتي تتعرض إلى الخروقات بشكل مستمر.
وأوضح بن عمر، في بيان صحافي، عقب تقديمه تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي بعد زيارته الـ30 لليمن منذ بدء مهمته في عام 2011، أنه أحاط المجلس بالتطورات الأخيرة، "وتحديداً الاشتباكات ومحاولات وقف إطلاق النار في عمران" التي تشهد معارك بين الجيش وأنصار الله.
واعتبر أن الوضع يحتاج إلى "خطة سلام عبر مفاوضات مباشرة مبنية على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي تدعو إلى نزع واستعادة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من الأطراف كافة والجماعات والأحزاب والأفراد التي نُهبت أو تم الاستيلاء عليها، وهي ملك للدولة على المستوى الوطني وفي وقت زمني محدّد وموحّد".
وتجنّب بن عمر وصف المعارك في عمران بأنها مواجهة بين الجيش والحوثيين، واصفاً بأنها مواجهة بين الأخيرين وجماعات أخرى. وهو الوصف الذي تروجه الجماعة عن المواجهات الدائرة في المحافظة التي تدخل فيها الطيران الحربي أكثر من مرة. ويتهم الحوثيون مجموعة في الجيش، وتحديداً اللواء 301 مدرع، بقيادة حميد القشيبي، بأنه محسوب على المستشار الرئاسي، علي محسن الأحمر وحزب الاصلاح وبأنه يتسبب في تفجر المعارك.
في هذه الأثناء، أكد بن عمر، بأن أعضاء في مجلس الأمن أبدوا "خلال النقاش قلقهم من أنّ بعض المعرقلين (للتسوية السياسية) يواصلون التحريض ويسبّبون اضطرابات في محاولة لتشتيت الأنظار عن المهمة الرئيسة، أي تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والخطوات المتبقية من العملية الانتقالية".
إلى ذلك، لفت بن عمر، إلى انتباه المجلس إلى الوضع الاقتصادي وإلى أزمة مالية كبيرة يمكن أن تؤثر على قدرة الحكومة على توفير موازنة الدولة في السنة المقبلة، معتبراً أنه "لا مفر من الإصلاح الاقتصادي، وأنّ تأجيل الخيارات الصعبة لن يسهّل الأمور"، حسب البيان.