أثار إعلان اليمن أن أول أيام شهر رمضان، هو اليوم السبت، خلافاً لسائر الدول العربية التي تصوم الأحد، جدلاً واسعاً، ورأى كثر أن هذا الإعلان قد جرى وفقاً لحسابات سياسية لا علاقة لها برؤية الهلال.
ونقلت وكالة "خبر"، التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، تصريحاً لرئيس "لجنة الأهلّة" في محافظة الحديدة غربي البلاد، الشيخ محمد علي مرعي، مفاده أن رؤية هلال رمضان تعذّرت بسبب الغيوم، وإنما يمكن أن يكون الإعلان الحكومي قد جرى على أساس ثبوت رؤيته في (شواطئ) مدن المخا أو عدن أو حضرموت.
وتساءل الكاتب السياسي، عبد الفتاح البتول: "على أي أساس أعلنت دار الافتاء دخول شهر رمضان، السبت، مع أن رؤية الهلال ليلة الجمعة، ثم إن دار الافتاء لم تذكر في بيانها أين ومَن شهد برؤية الهلال كما هي العادة؟ وهو ما يثير الشك".
وزاد من الجدل، إعلان جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، أن السبت هو أول أيام الصوم، وهي المرة الأولى التي يتوافق فيها إعلان الحكومة مع إعلان الجماعة، ما اعتبره البعض "صوماً سياسياً لمجرد مخالفة السعودية".
ووجه زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، "كلمة للأمة العربية والإسلامية"، دعا فيها إلى "التمسك بالقرآن وعدم الانزلاق إلى الحروب الطائفية". وأثارت هذه الدعوة تهكّم كثيرين يتهمون الحوثي وجماعته بالفتنة في اليمن.
الرئيس اليمني: خطاب هادئ
في هذه الأثناء، وجه الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، خطاباً إلى الشعب لمناسبة حلول رمضان، لمّح فيه إلى فشل مخطط انقلابي كان سيحدث عن طريق "احتجاجات الإطارات" التي شهدتها صنعاء الشهر الجاري، وأعقبها اقتحام قوات الحرس الرئاسي لقناة "اليمن اليوم"، المملوكة للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال هادي، مخاطباً اليمنيين: "إنني لا أُخفيكم، بل أُصدقكم القول إنه على الرغم ممّا أنجزناه وحققناه من نتائج إيجابية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي تمخضت عنه وثيقة تاريخية مهمة، وما توصلنا إليه لحد الآن في العملية السياسية الانتقالية المستندة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، فإننا ما زلنا نواجه مخططات ومحاولات كبيرة تستهدف إجهاض هذه العملية، وما أسفرت عنه من نتائج كانت وما زالت محل تقدير ودعم وإعجاب العالم".
وأضاف هادي: "لعلّكم تتذكرون ما حدث يوم الأربعاء، في الحادي عشر من يونيو/ حزيران (الجاري)، في العاصمة صنعاء، باعتباره حلقة جديدة من حلقات مخطط إجهاض العملية السياسية السلمية الانتقالية وضرب التجربة اليمنية المتميّزة في انتهاج خيار الحوار ونبذ العنف وقعقعة السلاح، بهدف إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء والعودة إلى المربع الأول، بل إلى نقطة الصفر"، في إشارة إلى الاحتجاجات واسعة النطاق على خلفية الانقطاع المزمن في الكهرباء وفي المشتقات النفطية. وكان هادي قد اتهم صالح بالوقوف ورائها، وعلى أثرها جرى إغلاق قناة "اليمن اليوم" التي تتبع للأخير.
وقال هادي في كلمته: "لقد رصدنا في ذلك اليوم فقط 282 نقطة إحراق محددة داخل صنعاء، وفي كل نقطة جمعت عشرات إطارات السيارات، تم توزيعها بدقة في نقاط بعينها، بينما تم إفراغ العاصمة من المشتقات النفطية عن عمد، وكانت عشرات القاطرات قد حُوصِرت وتم احتجازها قبل ذلك بأيام، وهي قادمة من الحديدة ومأرب إلى صنعاء محملة بالمشتقات النفطية".