arpo28

المواجهات تُحوّل عمران اليمنيّة إلى "مدينة أشباح"

هناك تعطّل كل شيء. ووجد الكثير من المواطنين أنفسهم أمام خيار وحيد هو النزوح.

اضطر البعض إلى مغادرة المدينة سيراً على الأقدام، فيما لا يزال آخرون من دون مأوى.

[b]نزوح.. وخوف[/b]

يقول أحد سكان محافظة عمران خالد الكرباتي إن "الحياة تعطلت تماماً. انقطعت الكهرباء والمياه، وحتى المشتقات النفطية. كل شيء توقف. أقفلت محال المواد الغذائية الصغيرة لأن القصف لم يستثن شيئاً".

ويضيف "دفعتنا هذه الظروف إلى النزوح إلى صنعاء، حيث استأجرتُ منزلاً صغيراً في شارع مأرب شمالي العاصمة لعائلتي. فيما توجه بعض جيراني للسكن عند أقاربهم".

ويوضح أن "الخوف من الأيام المقبلة أجبر الأسر على ترك منازلها ومدينتها. حتى إن بعض الناس نزحوا سيراً على الأقدام بسبب عدم توفر وسائل نقل نتيجة المواجهات وانعدام المحروقات".

وبطبيعة الحال، قضت المواجهات على آمال التجار، الذين عادة ما ينتظرون شهر رمضان لتعويض خسائر العام. واضطر كثيرون إلى اقفال محالهم، في وقت لزم من بقي من المواطنين بيوتهم بسبب الخوف. وإضافة إلى ذلك، شهدت السلع ارتفاعاً في الأسعار بسبب ضعف اقبال الناس على الشراء.

ويقول الحاج محمد علي، الذي يملك محل خياطة في السوق المركزي في المحافظة: "جاء رمضان مع بدء المواجهات، ما أدى إلى ضعف اقدام الزبائن على شراء ثياب العيد". ويشكو تاجر الخضر صادق الوتاري الأمر عينه، لافتاً إلى أنه "عجز عن الاستفادة من اقبال الناس على شراء الخضر في هذا الشهر، الأمر الذي كان يدرّ عليه أرباحاً جيدة".

[b]مأساة[/b]

وتجدر الإشارة إلى أن عدد النازحين من عمران إلى مناطق أخرى داخل المحافظة وخارجها بلغ 106265 ألف نازح منذ عام 2011، بحسب إحصائية مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وأعرب منسق الشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان دير كلاو، عن "انزعاجه إزاء التصعيد الأخير في المحافظة، ما أدى إلى نزوح آلاف الأسر، ومقتل أكثر من 200 مدني، بينهم نساء وأطفال". كذلك، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن "أكثر من 20 ألف شخص نزحوا من عمران بين أكتوبر/تشرين الأول 2013 ومايو/أيار 2014".

وكانت جمعية "الهلال الأحمر اليمني" قالت إن "هناك عشرات الجثث التي لا تزال مرمية في الشوارع، فيما لا تتوفر سيارات إسعاف ‏لنقلها، ‏أو حتى أماكن في المستشفيات لاستيعابها".

وقال رئيس فرع "الهلال الأحمر" في المحافظة عبده مرزم إن "الوضع الإنساني للنازحين مأسوي. هناك نقص في الخيام والمواد الغذائية ومياه الشرب". فيما أوضح مصدر طبي رفض الكشف عن اسمه إن "الحوثيين سرقوا سيارتي اسعاف تابعتين للمستشفى العام الحكومي، كانت احداهما تحمل 30 اسطوانة أوكسجين في منطقة بيت الضلعي في مديرية عيال سريح، ما أدى إلى زيادة معاناة الجرحى".

ويضيف أنه "تم إطلاق النار بشكل كثيف على المستشفى العام في المحافظة الاثنين الماضي، ما دفع الكادر الطبي والصحي إلى مغادرة المستشفى والتخلف عن تقديم الخدمات الطبية للمرضى".

وفي وقت سابق، احتجز الحوثيون أربع قاطرات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، كانت محملة بمواد غذائية لمساعدة النازحين من أبناء عمران".

ويقول رئيس منظمة وثاق العاملة في مجال حقوق الإنسان نجيب السعدي، إنه "تم أسر مئات المدنيين وأخذهم إلى جهات غير معروفة"، مستغرباً "عدم قيام منظمات المجتمع المدني بواجبها حيال هذه الانتهاكات".

زر الذهاب إلى الأعلى