نتهى كلاسيكو الأرض المنتظر بين ريال مدريد وبرشلونة على ملعب السانتياغو برنابيو بنتيجة كبيرة للغاية، إذ تفوق النادي الكتالوني 0-4، أمام أعين الجماهير المدريدية، والتي رفعت المناديل البيضاء في وجه اللاعبين والمدرب الإسباني رافائيل بينيتز، فيما شهد اللقاء عودة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى الملاعب من الإصابة، واستمر الصيام التهديفي للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو.
وبذلك رفع البرسا رصيده إلى 30 نقطة في المركز الأول، فيما تجمد رصيد الملكي عند حاجز الـ24 نقطة في المركز الثاني مؤقتاً.
[b]تفوق برشلوني في الوسط وتقدم مستحق[/b]
على وقع موسيقى حزينة ودقيقة صمت لأرواح ضحايا اعتداء فرنسا الإرهابي، انطلق كلاسيكو الأرض، بين الغريمين التقليديين. المباراة منذ البداية شهدت اندفاعاً من الطرفين، وبدت علامات التوتر على بعض اللاعبين، حيث افتتح البرازيلي نيمار أولى الفرص، ليرد بعد ذلك النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بعرضية خطيرة بعد مجهود فرديّ، خلّصها الحارس التشيلي كلاوديو برافو.
البرسا تقدم سريعاً في الدقيقة العاشرة، حين ضرب سرجيو روبرتو خط الدفاع، فوصلت الكرة إلى الأوروغوياني لويس سواريز، الذي سدد بوجه القدم في شباك الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس. البلاوغرانا سيّر الـ15 دقيقة الأولى كما يريد، حيث سيطر على الكرة وتناقلها بسلاسة في وسط الملعب، واستطاع تشكيل 4-4-2، أن يضع الخط الأمامي في أكثر من مواجهة مع حارس الميرنغي. وكاد نيمار أن يغالط نافاس من ركلة حرة، لكن الأخير كان في الموعد وأنقذ مرماه.
وشكل الريال أول فرصة خطيرة في الدقيقة 27، حين أطلق الكولومبي جيمس رودريغز كرة قوية وقف على مسارها برافو بمهارة، وحاول الريال بعد ذلك أن يقترب أكثر من تسجيل الهدف الأول قبل نهاية الشوط الأول بقليل، لكن الفرنسي كريم بنزيما لم يكن في الموعد، هذا الأمر استغله النادي الكتالوني، وتحديداً إنييستا الذي غمز تمريرة سحرية للنجم البرازيلي نيمار، والذي وضع الكرة بسهولة في الشباك، معلناً تقدم الزوار بهدفين نظيفين.
برشلونة كاد أن يقتل المباراة في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، حين اخترق نيمار الدفاعات البيضاء، ولعب كرة عرضية تابعها سواريز في المرمى، لكن البرازيلي مارسيلو أنقذ فريقه من على خط المرمى، حيث تابعها راكيتيتش إلا أن قدم المدافع الفرنسي فاران أنقذت الموقف للمرة الثانية على التوالي. فنياً نجح برشلونة في السيطرة على الكرة طيلة الدقائق الـ45، حيث تفوق خط الوسط بشكل واضح، في ظل تراجع للاعبي الريال، وكذلك تمكنت كتيبة المدرب لويس إنريكي من صناعة الفرص الخطيرة، فيما فشل أصحاب الدار في تقديم المطلوب بشكل كبير.
[b]برشلونة يسيطر ويزيد الغلة[/b]
انطلاقة الشوط الثاني كانت قوية من الميرنغي بعد رفع المناديل البيضاء، فتقدم مارسيلو وتخطى لاعبين من البرسا، لكن تسديدته جاورت الشباك الخارجية، وتصدى بعدها برافو لتسديدة يسارية خطيرة من رودريغز، تحولت إلى ركلة ركنية لم ينجم عنها أي تبدل في النتيجة، لكن نيمار كان له رأي آخر، حيث قرر قتل المباراة بشكل نهائي، حين مرر الكرة بكعب قدمه، إلى زميله إنييستا المندفع من الخلف، والذي أطلق تسديدة صاروخية زرعت في شباك نافاس.
وشهد اللقاء دخول النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد عودته من الإصابة، فحاول رونالدو تقليص الفارق حين انفرد بحارس المرمى برافو، لكن الأخير تصدى للكرة بكل ثقة، محافظاً على نظافة شباكه، ليونيل حاول صناعة الهدف الرابع لزميله سواريز، لكن راموس أنقذ الفرصة بكعب قدمه، ثم عاد نافاس والتقطها، ولم تنجح تبديلات بينتيز في تغيير النتيجة، حيث عاد سواريز لتأكيد تفوق برشلونة وجعل النتيجة تاريخية، حين واجه حارس الريال ولعب الكرة بكل سهولة في الشباك، ولدى خروج الرسام إنييستا من أرضية الميدان، أطلقت الصافرات بوجه ميسي بعد أن حمل شارة القيادة، فيما صفقت بعض الجماهير المدريدية لنجم المنتخب الإسباني إنييستا.
برشلونة كشف في هذا اللقاء ضعف الريال وأخطاء المدرب الإسباني بينيتز، حيث أقدم الأخير على البدء بتشكيل غير مناسب للكلاسيكو، فيما كثف إنريكي الأسماء في وسط الملعب. فالريال بدا مشتتاً على المستوى الفني، ولم يستطع مجاراة سرعة ومهارات لاعبي برشلونة، حيث كان "الريتم" في وسط الملعب بطئياً، ولم يستطع لوكا مودريتش وتوني كروس مقارعة إنييستا وبوسكيتس وراكيتيتش في ظل التفوق العددي، أما برشلونة فيحسب له الكثير من الأمور، حيث لعب بروح عالية، وكان جاهزاً على المستوى البدني، واستغل الفرص التي أتيحت له بشكل كبير.
https://www.youtube.com/watch?v=tQCKs2in-Iw