يأتي إعلان تنظيم القاعدة في اليمن عن مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الفاشل الذي استهدف الأمير محمد بن نايف منذ أيام ليؤكد حالة الفوضى الأمنية التي يعيشها اليمن. ويؤكد حاجته إلى إعادة ترتيب الأوراق والتعاون الجاد مع دول الجوار والدول المتطورة في الشأن الأمني من أجل السيطرة على الوضع الداخلي، فمن غير المنطقي أن يُترك تنظيم القاعدة يتحرك ويخطط من اليمن ويطلق عناصره من أراضيه إلى الجوار ليفجروا ويغتالوا ويخلّوا بالحالة الأمنية فيها.
ومن المفترض أن يبحث مسؤولو اليمن عن حلّ لهذا الخلل الأمني الذي إن لم يضبط فسيبقى يؤثر على الداخل وعلى الخارج أيضا. فما حدث من قبل وما يمكن أن يحدث في أي لحظة من إرهاب بحق المجتمعات الآمنة يدعو إلى عدم التهاون وعدم التأخير، لأن أرواح الناس ليست مسألة رخيصة.. فالتنظيم التخريبي يصدّر من غسل عقولهم من الشباب ليمارس عبثه بمختلف الوسائل والطرق المخادعة..
ومن الواضح أنه يخطط ليهزّ أمن السعودية قبل غيرها، والمؤلم لكل مسلم أنه يستغل دين الإسلام السمح ليقتل ويفجر، وهذا يؤكد على الدور الهام الملقى في المرحلة الحالية على عاتق علماء الدين ليتحدثوا بوضوح عن بعد تنظيم القاعدة ومن ينتمون إليه عن الإسلام الحقيقي الذي أنزله الله ليكون خيرا وسلاما للبشرية.
على العلماء أن يبادروا قبل أن يطلب ذلك منهم، وعليهم أن يسموا الأمور بدقة وبدون مواربة أو تعويم، فالخطأ الواضح لا يحتمل إلا الوضوح، والإرهاب ليس له سوى الإنكار وفضح فاعليه.. أما الجرائم المرتكبة باسم الدين فلا بد من إدانتها وإعلان براءة الإسلام والمسلمين منها.
ولعلّ كلمة سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز أمس بأن "الجهد الأمني والأسلوب الذي تتبعه الدولة في الإصلاح لن يتغير بأي حدث... حدوث هذا الأمر لن يغير من هذا الاتجاه شيئا بل سيبقى مستمرا في فتح الباب للتائبين أن يعودوا وأن يقولوا بما لديهم للمسؤولين." تؤكد أن السعودية لن تتزحزح عن منهجها المرتكز على الإسلام الحق الحضاري السمح.. ويأتي توقع سموه لوقوع المزيد من الهجمات بقوله "نحن في هذه البلاد مستهدفون..
ويجب ألا نقول انتهينا من هؤلاء، الأمور قد تتغير وقد تزيد أكثر لا أقصد من حيث الكم ولكن من حيث النوع وهو الأخطر." ليكون نداء واعيا لكل مواطن مخلص بأن يضع يده في يد الدولة ويكون عونا لها في سبيل توطيد الأمن، فأمن الدولة هو أمن لكل مواطنيها.. وتعاون الجميع سيحبط كل مخطط يهدف إلى زعزعة هذا الكيان العظيم.
31 اغسطس الاثنين