أرشيف الرأي

اخي علي..

يُصرّ الأخ علي صالح البيض على اقتراف المنكر في القول والفعل، في ظل الأزمة التي يعيشها الشعب والوطن، جراء مثلث الالم والويل والثبور، ممثلا ً في تنظيم القاعدة والحراك الجنوبي والتمرد الحوثي..

وهو يهلع باتجاه استجداء الغوث - لا أدري لمن ؟! - من الدول الكبرى حيناً، ومن دولة فارس أحياناً.. وربما غدا من الصومال!!

ولو كان الأخ علي سياسياً شريفاً وحصيفاً لكفاه ماخرج به من خزي شخصي وعار سياسي من الأستديو الذي واجهه فيه الزميل الكبير الأستاذ حسن معوض في الحوار إياه، والذي يُعدُّ الفصل الختامي في سيرة البيض السياسية، مع احترامي الشديد لتاريخه النضالي وتقديري الكبير لدوره التاريخي في صنع منعطف متميز في مسار اليمن..

والمصيبة أن الأخ علي صالح البيض لايزال يتناسى جملة من الحقائق التي تُسفّه أطروحاته.. من بينها:

1- أن توقيعه على الاتفاق الذي تم بموجبه إعلان قيام دولة الوحدة، لم يكن هبة شخصية كريمة منحها للوطن أو للشعب إنما كان تفويضا ً جماهيرياً له - من مواطني ماكانت تسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية - باعتباره كان الشخص رقم »1» في هيكلة السلطة في تلك الدولة..

وبهذا يكون من العار عليه أن يتفوَّه بألفاظ تحتقر الجماهير، وتنزل بها إلى الدرك الأسفل من الازدراء والتحقير، من قبيل : »دولتي في الجنوب »!!.. أو من قبيل: »من واجبي أن أُعيد الناس إلى عدن مثلما أخذتهم إلى صنعاء»!!

2- أن الوحدة الاندماجية التي قامت بين شطري الوطن اليمني يوم 22 مايو 1990م لم تكن عملية توحيد بين ناديين رياضيين أو شركتين تجاريتين أو تعاونيتين سمكيتين، بحيث يتم - في حال فشلها بأي شكل من الأشكال - اللجوء إلى تصفية أصولها واقتسام أموالها والتصرف بمواردها، بالتراضي أو التحكيم..

فدستور دولة الوحدة، ومن قبله اتفاق الوحدة ذاته، ومن بعدهما كامل المنظومة التشريعية والقانونية النافذة في البلاد، خَلَتْ جميعها من إمكانية تصفية الدولة الموحدة في حال اختلف طرفاها أو احتربا، وبالتالي بإمكان كل منهما أن يعود إلى حدود دولته الشطرية السابقة !!

3- إن التاريخ الوطني اليمني سيذكر له اشتراكه المباشر في إقامة دولة الوحدة.. وقد يغفر له إعلانه الانفصال عن هذه الدولة في 21 مايو 1994م.. غير أن إصراره المستميت - بل والأحمق - على تكرار الخطأ تسع مرات، وليس مرتين فحسب، سيضعه في مزبلة التاريخ إلى أبد الآبدين.. فالتاريخ يغفر كثيراًً، لكنه لا يغفر طويلا ً..

فأحكام التاريخ قاسية وقاطعة في غالب الأحيان.. ومن أراد أن يدلف إلى ساحة التاريخ من أوسع أبوابها يلقى واسع الأحضان وأدفأها في كنف هذا التاريخ.. غير أن من أراد أن يخرج منها، فإنه يُلقي بنفسه وبرصيده التاريخي إلى التهلكة.. وهذا مايصر البيض على اقترافه مع سبق الإصرار!!

4- يدّعي البيض الفقر أو ضيق ذات اليد، في الوقت الذي ضجَّت الفضائيات ووسائط الإعلام العربية والأجنبية بأنباء حفل الزواج الأسطوري الذي اقترنت خلاله كريمته بمطرب لبناني.. فقد تواترت الأنباء الموثقة والمصورة عن بضعة ملايين من الدولارات سفحها البيض على بلاط ذلك الحفل وما استتبعه من تكاليف باهظة، كافية للحد من المجاعة في بلد أفريقي!!

كما يعرف كثيرون - وكاتب هذه السطور أحدهم - حجم الاستثمارات والأموال التي تُدار لحساب البيض، ومن قبل بعض ابنائه وشركائه، في عدد من العواصم والمدن العربية والأوروبية.. وهي الأموال التي نهبها البيض خلال حكمه وقبيل خروجه من عدن، ثم حضرموت، إبان حرب صيف 1994م !!

أخي علي... تَمَثَّلْ حياة عبد الفتاح إسماعيل ، على سبيل المثال.. ثم أصمت رجاءً.

زر الذهاب إلى الأعلى