آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

أخي الرئيس.. أكرموهم أحياءً لا أمواتاً

شيء جميل أن يتم الإعلان عن إنشاء مكتب لرعاية أسر الشهداء في مكتب القائد العام للقوات المسلحة ولفتة كريمة موفقة في توقيتها أن يتم الإعلان عن منح وسام الشجاعة لكل الشهداء والجرحى في هذه الحرب.

لكن ما سيكمل الصورة ويزيدها جمالا على جمالها هو الإعلان بترقية كل الذين شاركوا في القتال وحققوا نتائج ميدانية جيدة في هذه الحرب وهم أحياء ومتعافون..

وذلك لما له من تأثير وأثر طيب في رفع المعنويات عاليا خصوصا والأبطال في كافة الجبهات يقتربون من الحسم الأكيد والنصر المؤزر بإذن الله بعد أن ضيقوا الخناق على عصابات الارتزاق والتخريب وأغلقوا كل المنافذ التي كانت تأتيهم منها الإمداد والدعم..

فتجفيف منابع الدعم والإسناد من أهم الأسباب المؤدية إلى انهيار أي قوات محاربة في الميدان سواء كانت نظامية أو عصابات تخريب..

وصحيح أن هذه العصابة قد استعدت وخزنت كميات كبيرة من السلاح والعتاد في الفترة الماضية لكن الضربات الموفقة القاسية والموجعة التي تكبدتها خلال الأسابيع والأيام الماضية وسقوط أعداد كبيرة من مرتزقتها وعدم تعويض الهالك منهم بالإضافة إلى استسلام مجاميع كبيرة من تلقاء أنفسهم وأيضا مقتل الكثير من قياداتهم ووقوع أعدادا أخرى مؤثرة ومطلعة في الأسر وإدلائهم بمعلومات هامة وخطيرة ساعدت في القبض على كثير من كبار قادة وأوكار العصابة والكشف عن أماكن تخزين السلاح والذخيرة والأغذية في عدة جبهات..

كل هذا جعلت قيادة هذه العصابة تحتضر شيئا فشيئا وتخسر مواقعها تباعا.. وهو الأمر الذي جعل الأخ الرئيس يتحدث عن قرب انتهاء المعارك وحسمها خلال أيام بإذن الله..

لكن ورغم كل ذلك فإن لحروب العصابات تكتيكاتها ومناوراتها الخاصة من خلال ما نشاهده من تجارب مع عصابات نمور التأميل التي لفظت أنفاسها مؤخرا بعد حروب كر وفر مع الحكومة استمرت أكثر من ثلاثين سنة تقريبا..

كما أن منظمة (إيتا) الانفصالية المطالبة باستقلال إقليم الباسك الاسباني هي الأخرى تحارب الدولة منذ سنين ولا زالت وصحيح أنها لم تحقق شيئا لكن تظل مصدر إزعاج وقلق للدولة بكل تأكيد..

لذلك على قواتنا المسلحة أن تحافظ على مستوى الأداء الرائع والانجاز المبهر الذي حققته خلال الأيام والأسابيع الماضية وان تستمر بنفس الوتيرة والحماس في تطهير المواقع والسهول والوديان من هذه الشرذمة الآثمة التي حفرت قبرها بظلفها وبأيدي الرجال من أبطال الجيش وصقوره الجوية الجارحة..

كما نرجو من الإخوة في وزارة الدفاع تكثيف الزيارات الميدانية لكبار القادة للأبطال في المواقع والخنادق وتهنئتهم بهذه الانجازات التي حققوها وشد أزرهم والاهتمام بهم وبأسرهم وطلب منهم اجتراح المزيد من هذه البطولات التي تعجل بانتهاء المعارك والخلاص من هذه الطغمة الضالة وإنهاء معاناة إخواننا النازحين من أبناء صعدة الأبية الذين عانوا كثيرا من هذه العصابة وخسروا مزارعهم وأسباب أرزاقهم ومعيشتهم وعلى الدولة خلال هذه الأيام الاهتمام أكثر بإخواننا النازحين وعدم ترك الأمر للمنظمات الخيرية الأجنبية فهذا معيب جدا في حق الدولة وسمعتها..

فما قدمته كل محافظات الجمهورية من دعم وتبرعات يكفي إخواننا النازحين لسنين وسنين وليس أياما وشهور ومن المعيب أن نشاهد تلك المخيمات المتواضعة التي يعرضها التلفزيون ومعظمها سيئة الإعداد والتجهيز وخاوية على عروشها من الخدمات الأساسية في الوقت الذي نشاهد تلك القوافل الضخمة ولا نرى آثارها على الواقع..

يجب قطع أيادي اللصوص - إن وجدوا- الذين ينهبون تلك المعونات ولا يعملون على إيصالها إلى مستحقيها..أو تصحيح الأوضاع وتفادي القصور في استقبال النازحين وترتيب أوضاعهم إن كان الأمر مجرد خلل إداري وسوء ترتيب في توزيع تلك المعونات والتبرعات..

نحن بحاجة إلى تطهير الجهات القائمة على استلام وتوزيع تلك المعونات فتلك التبرعات جمعت من أقوات المواطنين في جميع المحافظات لإخوانهم النازحين وما نراه في المخيمات في غاية التواضع والسوء.. نريد مشاهدة مخيمات حقيقية بكامل خدماتها ومستلزماتها..

آخر السطور شكر جزيلا للأخ الدكتور المبدع والمتألق/ كمال ابن محمد البعداني الذي يحسن وضع النقاط على الحروف دائما في مقابلاته مع بعض الفضائيات والذي لفت انتباهنا لموضوع في غاية التناقض والغرابة..

حيث لم ينتبه احد منا مثلا : لماذا أمريكا لم تطالب باعتقال المدعو/ يحيى الحوثي في ألمانيا وهو الذي يدعو بالموت لأمريكا صراحة بينما اعتقلت الشيخ/ محمد المؤيد ومرافقه من داخل ألمانيا ذاتها بمجرد تهمة ملفقة وهو الذي لم يتحد أمريكا علانية ولم يطالب بالموت لها صراحة ؟؟

والمفارقة الأشد غرابة أن يتردد الحوثي/ يحيى بشكل شبه يومي على السفارة الأمريكية في برلين بكل اطمئنان وحرية وترحاب !! والشكر موصول للأخ الأستاذ القدير/ احمد محمد الكحلاني على موضوعه القيم في (صحيفة أخبار اليوم) " كيفية اختيار الحاكم في الإسلام " المنشور الخميس الماضي والبالغ الروعة والثراء المعرفي المؤصل والمدعوم بالأدلة والشواهد الإسلامية الدامغة عن حقيقة من يتولى الحكم في الإسلام وكذلك رأي الإمام الشهيد/ زيد ابن علي زين العابدين رضوان لله عنهما بعدم صحة شرط الإمامة وحصرها بآل البيت أو بأي فئة أخرى فقط..
ومزيدا من هذه الإيضاحات الموفقة يا أستاذ احمد بارك الله فيك.

زر الذهاب إلى الأعلى