آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

صنعاء... المطلوب لغة مفهومة!

عندما يقول وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي إن صنعاء لاتزال تحقق في الأدلة المتعلقة بالدعم الإيراني للحوثيين، فإنه ربما بدون قصد يضع الاتهامات اليمنية للإيرانيين بالنسبة إلى هذه الحرب المندلعة في اليمن التي استطالت أكثر من اللزوم وتحولت إلى ما يشبه 'داحس والغبراء'، موضع الشك، وهذا يجعل اليمنيين والعرب أكثر فتوراً تجاه هذه الاتهامات.

إما أن طهران متورطة في دعم تمرد الحوثيين وتتدخل رسميّاً تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية اليمنية أو أنها غير متورطة، وأن كل ما في الأمر أن 'بعض المرجعيات وبعض الحوزات في إيران وخارجها' هي المسؤولة عما يجري، وهذا في حقيقة الأمر قد لا يعتبر موقفاً رسمياً للجمهورية الإيرانية.

لابد من الوضوح، فإما أن المسؤول المباشر عن الدعم الإيراني للحوثيين هو المرشد الأعلى علي خامنئي، ومعه محمود أحمدي نجاد، أو أن الأمر مجرد شبهات تستدعي المزيد من التحقيق ومجرد تجاوز لمرجعيات وحوزات 'داخلية وخارجية' ربما تقوم بما تقوم به من وراء ظهر الدولة الإيرانية كدولة.

لقد مرَّت على هذه الحرب، التي هي الحرب السادسة وفقاً للتوصيف اليمني الرسمي، شهور طويلة، والمفترض أن صنعاء أشبعت التدخل الإيراني في الشؤون اليمنية الداخلية تحقيقاً وتدقيقاً، وأنها بعد مرور هذه المدة قد توصلت إلى قطع الشك باليقين، فإما أن إيران الدولة، وذراعها في هذا المجال فيلق القدس بقيادة الجنرال قاسم سليماني، متورطة في دعم المتمردين الحوثيين أو أنها غير متورطة، وهنا فإن هذا يختلف عن ذاك وفقاً لأبجديات اللغة السياسية.

حتى تكسب الدولة اليمنية شعبها وتضمن وقوف العرب والعالم إلى جانبها، عليها ألّا تظل تتعامل مع هذا الشأن الخطير بلغة غير مفهومة وبطريقة مُواربة، وهناك مثل يقول 'لا يجوز البحث عن أثر الذئب والذئب يقف أمامك'، وحقيقة أن اللغة التي دأبت صنعاء على الحديث بها عن الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، هي كمن يحاول اقتفاء أثر الذئب والذئب يقف أمامه.

إن عدم حسم الأمور والتحدث بلغة صريحة وواضحة، هو الذي يجعل إيران من قبيل التضليل والدَّجل السياسي، تعرض أن يقوم وزير خارجيتها بوساطة بين الدولة اليمنية كدولة، ومجموعة متمردة عليها هي المجموعة الحوثية، وهو الذي يجعل كثيرين، من بينهم بعض اليمنيين، يصدقون طهران عندما تنفي أي علاقة لها بهذا الذي يجري في صعدة وحولها، وعندما تقول إن هذا شأن يمني داخلي لا علاقة لها به لا من قريب ولا من بعيد!

زر الذهاب إلى الأعلى