أرشيف الرأي

مكافحة الفساد.. الإرادة قبل المسميات!!

لسان حال بعض الناس يقول: كثر الكلام عن الفساد اليمني وانه مبالغ فيه و الفساد موجود في كل دول العالم والكلام عنه يشوه صورة اليمن في الخارج وهكذا..

لكن الحقيقة أن الفساد في اليمن طغى وزاد عن الحد والله أرسل لفرعون أنبياء عندما طغى "اذهبا إلى فرعون إنه طغى" والفساد في اليمن وصل إلى درجة أنه من أعظم الفساد في العالم ويشهد بوجوده ملايين البشر من سلطة ومعارضة وشعب فلا يتمارى فيه اثنان ولا يتناطح عليه كبشان فمثلا هل يوجد في العالم شخص له عدة وظائف تصل من 5-6 وظائف-...إلخ..

هل يوجد معلم بديل إلا في اليمن وهم بالآلاف هل توجد شهادات مزورة تباع إلا في اليمن ولا مناقصات بالهبل إلا هنا. فمدرسة تبنيها الدولة بأكثر من مائة مليون ومدرسة ثلاثة طوابق يبنيها المرحوم هايل سعيد أنعم بخمسين مليون أقل تكلفة وأحسن جودة.. والفساد يلهف بقية ملايين الدولة وهذا غيض من فيض.. حتى أن صحيفة "الصحوة" خصصت تحقيقا لأكثر من صفحة كاملة إسبوعيا بعنوان "فأكثروا فيها الفساد" تنشر الحقائق بوضوح وبالاسم ولا يتفاعل أحد مع كل تلك الجرائم التى تنشر. ناهيك عما ينشر في كل الصحف اليمنية.. ومن كثرته اليوم لدينا:

الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة،
والهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد،
ومنظمة صحفيون ضد الفساد،
وجمعية أنصار الرئيس ضد الفساد،
وبرلمانيون ضد الفساد،
والتحالف المدني من أجل الشفافية ومكافحة الفساد،
وأخيرا محامون ضد الفساد.

وكلهم بمجموعهم مااستطاعوا تقديم حتى شخص واحد للمحاكمة فحتى الرسمية منها ليس لها صلاحية حتى القضاة ليس لهم صلاحية. فقد قال كبير القضاة يوم ما: "ماأنا إلا بعسيسة".

بل والأكثر من ذلك أن الفساد يهدد كل اليمن ووحدته. فدعاة الانفصال اليوم معظمهم كان بالأمس مناضلا ومجاهدا ومحققا للوحدة اليمنية فما الشيء الذي تغيير لاشك فساد وظلم دون محاسبة ولا مراقبة.. ولهذا محاربة الفساد من الواجبات والساكت عنها شيطان أخرس..

والمؤلم مشاركة الناس في الفساد "ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" ينتخبون الظالم ثم يدعون عليه، تجد مواطنا يجمع العسل الصافي قطرة قطرة تأخذ عصارة جهده ووقته ثم يهديها للفاسد مستبشرا وضاحكا مسرورا.. الفاسد وجد من يشجعه ومن يصفق له ويضحك له ويدافع عنه "فاستخف بهم فأطاعوه"..

والحل بسيط وهو وجود إرادة حقيقة وصادقة من قبل السلطة أولا.. فالله "يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن" وبيدها تغيير المنكر باليد. وتستطيع استئصال الفساد إذا أرادت . ثم بيد المواطن وذلك بأن يصلح نفسة ثم أهله "قوا أنفسكم وأهليكم نارا" وبعدها سيصلح المجتمع بالبيوت الصالحة وبالوعي والإرشاد حينها سيقل الفساد ويتحجم الفاسد ويصبح لا موقع له بيننا.

زر الذهاب إلى الأعلى