وقّع (بتشديد القاف) اليوم حزبُ المؤتمر الشعبي العام وأحزابُ اللقاء المشترك في المركز الثقافي في العاصمة صنعاء محضر تبادل أسماء ممثليهما في لجنة الحوار الوطني في اليمن تنفيذاً لمحضر الاتفاق الذي وقع بين الطرفين بتاريخ 17 يوليو والذي قضى بتشكل لجنة مشتركة لتنفيذ بنود الاتفاق الذي وقع عليه الطرفان في فبراير 2009. وتم نشر 200 اسم اقتسمها الطرفان بالتساوي ونشرت في وسائل الإعلام..
وفي قراءة عاجلة لدلالات الأسماء الواردة في "لجنة المئتين" نجد أن المؤتمر رمى اللقاء المشترك بفلذة كبده وصفوة أسمائه وألقابه وساعد ترتيب قائمة المئة اسم المؤتمرية وفق المنصب ساعد في اكتشاف حجم الاحتشاد المؤتمري العارم والمتناقض نوعا ما.
وبالنسبة لي فقد كان وجود اسم عبدربه منصور هادي على رأس القائمة المؤتمرية أمرا يوحي بانطباع أولي فيه سماحة ويُسر.. كما أن احتشاد القائمة المؤتمرية بعدد لا بأس به من النساء يعطي أفضلية رقمية في العرف المنظماتي المحترم عالميا لكنه أقل من العدد الذي حوته قائمة المشترك..
حوت قائمة المؤتمر رؤساء مجالس تشريعية ووزراء وبرلمانيين وأمناء عموم الأحزاب المتحالفة معه وبدا أنها تشكيلة مدروسة بعناية من الناحية الموضوعية (الحوارية) ومن ناحية الاهتمام بل وحتى من حيث التمثيل الايديولوجي والمناطقي.
في قائمة المؤتمر ننصح بالاكتفاء بعشرة أسماء أو 15 اسماً، يكون لهم أولوية الحديث اثناء المداولات وعلى رأسهم عبد ربه منصور هادي، عبد القادر هلال، أحمد عبيد بن دغر، نبيل صادق باشا، رمزية عباس الإرياني، أحمد عبدالله الحجري، محمد يحيي الحاوري، عبدالله عمر باوزير، ياسر العواضي، حمود عبد الحميد الهتار، وعلي أحمد العمراني.. وعلى ذلك قس.
في حين من الواجب لنجاح الحوار سحب الميكرفونات من أمام شخصيات تبرز كفاءتها في فتراب التخريب لا التقريب ومنهم على سبيل المثال سلطان البركاني، طارق الشامي... الخ.
أغرب ما فوجئت به في قائمة المؤتمر هو غياب محمد عبد اللاه القاضي وهو، في تقديري، أحد مهندسي التقارب بين السلطة والمعارضة وظننته سيرأس لجنة المؤتمر!!
نأتي لقائمة المشترك:
قد تكون الصورة هنا أكثر تناقضا من سابقتها، وبسبب الترتيب الأبجدي الذي اعتمدته القائمة يفاجأ المرء بأسماء طلاب كرئيس اتحاد طلبة الاصلاح بجامعة صنعاء رضوان مسعود ويقول هل المشترك يريد تمثيل فئات أم أنه يستهين بالخضم العارم في قائمة المؤتمر. المسألة ليست استهانة بل برستيج ضروري يرى فيه البعض مؤشرا لحسن النوايا من عدمه.
وبالطبع عندما تسترسل أسماء قائمة المشترك ترى أنه وضع أيضا فلذة كبده وكوكبة من رموزه ورموز حلفائه ولن تعدم أن تجد مؤتمريين مثل باسندوة، الجائفي، عبدالوهاب الروحاني، عبدالعزيز جباري، صخر الوجيه..
لكن الصادم وغير المفهوم في قائمة المشترك وجود صالح هبرة ممثل الحوثي في اتفاق الدوحة، ومحمد عبدالسلام، ناطق الحوثيين.. إذن هما ممثلان عن الحوثي فهل الحوثي مندرج في الحوار ولماذا نزل في قائمة المشترك وما تأثير ذلك على صورة المشترك لدى سواد اليمنيين الذين يرون في الحوثي مجرد قاتل وزعيم عصابة ينبغي محاكمته لا محاورته!!
ألا يكفي المشترك وجود حسن محمد زيد ومحمد عبدالملك المتوكل، ومحمد لقمان.. كممثلين سياسيين عن الحوثي حتى يؤتى بممثلين عن جناحه العسكري؟!!
وعموما يكفي قائمة المشترك أنها ضمت أسماء لامعة ولديها كفاءة حوارية وحرص وطني من مثل: ياسين سعيد نعمان، محمد سالم باسندوة، محمد عبدالله الجايفي، عبد الوهاب محمود، على عبد ربه القاضي، صالح حسن سميع، عبدالله محسن الأكوع، محسن بن أحمد شملان، عيدروس النقيب.. وذِكْرُ الاسماء هنا (أو كما هو أعلاه مع قائمة المؤتمر) هو على سبيل التمثيل لا التفضيل أو الحصر ووفقاً لفأل مبنيٍٍّ على حسن الظن إذ من الصعوبة حقاً البتّ في عالم الشخوص.
الأهم؛ هو أن على "لجنة الـ200" أن تدرك أنها أمام اختبار صعب يعتبر النجاح فيه شرفاً يعتز به كل عضو منهم بقية حياته.. والعكس تماماً، في حال لا قدر الله فشل هؤلاء في الوصول إلى صيغة يمنية جامعة تخرج اليمانيين مما هم فيه.. لذا فإن على الكثيرين في "لجنة الـ200" أن يدركوا أن هذه المرة ليست جولة لتسديد الأهداف وتسجيل النقاط أو رمي الملامات وإلقاء التبعات.. هذه الجولة تحتاج لرجال يعرفون كيف يعْقِدون ما انفرط من عِقْد اليمن ويفهمون كيف يفكّون ما تعقّد من مشاكله. وعليه فينبغي للشباب ألا يستغنوا عن حكمة الشيوخ وعلى الشيوخ ألا يتضجروا من اندفاعة الشباب وعلى كل صاحب كلمة طيبة أن يقولها، وألا يجعلها حبيسة صدره.. والذكرى تنفع..
ختاما نأمل أن تستمع "لجنة الـ200" بإنصات شديد للأسماء ذات العلاقة والمعرفة بالوجع الواسع في جنوب الفؤاد ومن هؤلاء مثلاً يحيي محمد منصر، محسن على باصرة، ناصر بن عيدروس الكازمي.. وآخرين كثر.. وكذلك الإصغاء الشديد لمن يمكنهم إفتاؤكم عن الوجع اللاهب في صعدة ومنهم هؤلاء مثلاً فيصل بن عبدالله مناع، عبدالسلام هشول زابية، عثمان حسين مجلي.. و"خلوهم يتناقشوا" مع هبرة..