وعزة الرسول صلى الله عليه وسلم من عزة الله الواحد الديان جل جلاله قال تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) فحينما شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن عمه أبا طالب قد ضعف عن نصرته بسبب ضغط قادة المشركين عليه استعبر..
وقال: (يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه).. الله أكبر..هذه العزة تجسدت في عصرنا في كثير من مواقف المسلمين الجدد، أحببنا ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم أن نذكر بها أنفسنا ومنها:
• انعقد في الكويت في الفترة من 27 فبراير إلى 11 مارس 2010م ملتقى المسلمين الجدد، نظمته لجنة التعريف بالإسلام، بهدف: تقوية الوازع الديني عند المهتدين الجدد، وتنمية ثقافتهم الإسلامية، وشحذ هممهم ليكونوا عناصر فاعلة في مجتمعاتهم، وحضره قرابة (40) رجلا وامرأة من شتى الدول الأوروبية. فأُذهل جميع المنظمون للملتقى مما لدى هؤلاء المسلمين الجدد من عاطفة جياشة، وإصرار منقطع النظير على أن يكونوا مسلمين في كل شيء! نعم في كل شيء؟! في المظهر والخبر، وفي الظاهر والباطن، رغم الغربة التي يعيشونها في مجتمعاتهم الغربية!!
• جميل محمد الفلبيني بعد (جيمي): دخل تنافس على وظيفة واحدة في إحدى الشركات العالمية، وتقدم معه لنفس الوظيفة مئات الأشخاص. فلما رأت لجنة التوظيف عدم وجود فوارق بينهم في المؤهل والخبرات، قررت إدارة الشركة الاعتماد على المقابلات الشخصية، وشكلت لجنة من ستة أشخاص كلهم نصارى، لا يوجد بينهم مسلم واحد، فلما حان موعد المقابلة الشخصية وجلس هذا الشاب الفلبيني بين يدي اللجنة للمقابلة قال: قبل البدء في إجراء المقابلة الشخصية معي عندي شرطين لأشغل لكم هذه الوظيفة؟
استغرب أعضاء اللجنة أن يشترط موظف على الشركة شروطا قبل أن يشغل خانة شاغرة فيها، ولكنهم لفرط دهشهم وفضولهم قالوا: هات شروطك! فقال: أولا: اسمي في البطاقة الموجودة معكم جيمي، لكنني أسلمت قبل أسبوع فصار اسمي: جميل محمد فإن رغبتم أن أشغل لكم هذا المنصب يجب تغيير الاسم في البطاقة؟ ثانيا: إن ديني يحتم علي أداء خمس صلوات في اليوم والليلة، موزعة على أوقاتها، فربما صادف أحد مواعيد العمل وقتا لصلاتي فسآخذ إجازة مقطوعة مدة الصلاة على أن أعوضها بعد الدوام مباشرة وبعد انصراف زملائي من العمل؟!
انبهر أعضاء اللجنة - وكلهم على خلاف دينه - من هذه الشفافية والصدق في العمل، فلما راجعوا المقابلات وجدوا أنه لا يصلح لشغل هذه الوظيفة إلا جميل محمد لأنه سيتعامل مع مرؤوسيه بشفافية وصدق! وتم تعيينه لملئ هذه الخانة. ثم تتبع أحد أعضاء اللجنة الإسلام الذي أوجد مثل هذا الشخص الصادق في تعامله الذي يقدم دينه على الدنيا الزائفة فقاده ذلك إلى أن أسلم وهو الذي يحكي هذه القصة وهو يبكي فيبكي من حوله.
• نجحت مؤخرا حملة للشباب المصري على موقع (فيس بوك) لمقاطعة الفن الهابط، حيث استقطبت الحملة في أسبوعها الأول فقط عشرة آلاف عضو مما أثار قلقا في الأوساط الفنية المنحطة التي لا تعرف إلا المشاهد الجنسية الهابطة للترويج لعفنها الفني. فمتى نستطيع أن نمارس المقاطعة الفاعلة نحو مجتمع أفضل؟! مثلا هل نستطيع أن نجعل من شهر رمضان شهرا بلا قات مثلا، ولو على مستوى وادي حضرموت أو سيئون، فيمتنع الجميع شبابا وشيوخا ورجالا، وآسف أن أقول ونساء عن تعاطي القات خلال شهر رمضان لنقيس إمكانياتنا في سلاح المقاطعة؟!!
• سأل صحفيٌ في نيويورك ملاكم القرن الماضي المسلم محمد علي كلاي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م: كيف تشعر بفكرة أنك تتشارك ذات الدين مع المتهمين الذين أوقفتهم المباحث المركزية؟ فكان رده السريع وببديهة عالية: وأنت كيف تشعر بفكرة أن هتلر يتشاطر معك ذات الدين؟!
• فهل نستطيع بعزةٍ إيمانية أن نجعل شهر رمضان شهرا بلا قات؟ بلا تدخين؟
هنا تكمن حقيقية العزة إن كنا أهل عزة إيمانية صادقة؟!!