آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حميد شحرة والتذاكر الأروع

تمر علينا هذه الأيام الذكرى الرابعة لرحيل الصديق العزيز والزميل الكريم الأخ حميد شحرة – رحمه الله- صاحب ومؤسس الصحيفة الغراء والإصدار الجميل "الناس".

والحق أن هناك العديد من الزملاء والأصدقاء والمحبين لا يتذكرون الحبيب حميد في ذكرى وفاته وحسب وإنما يتذكرونه عند صدور كل عدد من صحيفة الناس، التي أسسها قبل عشر سنوات بدافع مهني وصحفي كبير وبحس دعوي ووطني عالٍ، ولم يكن تأسيس وإصدار صحيفة الناس خطوة عابرة أو صفقة تجارية رابحة، أو ردة فعل مستعجلة كما يحدث هذه الأيام للأسف الشديد.

لقد كان حميد شحرة صاحب طموح ومشروع خاص استطاع خلال سنوات قليلة وبجهود كبيرة، أن ينقل الصحيفة نقلات نوعية وأن يحولها من صحيفة إلى مؤسسة، وكان قبل وفاته ينوي القيام بخطوات كبيرة وإصدارات عديدة، منها شراء مطبعة خاصة بالصحيفة والمؤسسة وإصدار صحيفة يومية ومجلة شهرية وإصدارات أخرى وطموحات كبرى، وبالفعل استطاع قبل وفاته بفترة وجيزة أن يشتري مطبعة خاصة بالمؤسسة، وذلك عن طريق الاقتراض وما يعرف ببيع المرابحة عن طريق بنك سبأ الإسلامي.

وتمت كافة الإجراءات قبل وفاته رحمه الله، ووصلت المطبعة إلى مقر صحيفة ومؤسسة الناس بعد وفاته، ولأسباب كثيرة وعوامل عديدة لم يتم تشغيل المطبعة ولم يتمكن القائمون على المؤسسة من بيعها لسداد الأقساط التي عليها لبنك سبأ الإسلامي حتى اليوم للأسف الشديد، واليوم فإن وجود المطبعة دون تشغيل أصبح معضلة، والأقساط ما زالت بحكم الديون المتبقية على ورثة الفقيد حميد شحرة، وهذا ما يجعلنا نحن أصدقاء ومحبي وزملاء الفقيد أمام مسؤولية أخلاقية وأخوية تجاه هذه القضية وهذا ما يدعوني لطرح المسألة أمام الشيخ حميد الأحمر باعتباره الأكثر قدرة على حل القضية بصورة جذرية ونهائية..

ولاعتبارات عديدة تربط الشيخ حميد بالموضوع ومنها أنه صديق عزيز وأخ كبير للفقيد الراحل، وباعتباره الوصي والمشرف على المؤسسة والورثة، وباعتباره رئيس مجلس إدارة بنك سبأ الإسلامي الذي يطالب بالأقساط، ولاعتبارات أخوية وإنسانية وأدبية فإن الأمل كبير والرجاء عظيم بأن يبادر الشيخ حميد الأحمر بوضع حل للمشكلة وعلاج للمعضلة التي تؤرق أبناء وعائلة وورثة ومحبي الفقيد وتعرقل مسيرة صحيفة الناس التي تمثل التذكار الأروع لحميد شحرة والثمرة الأنفع تقع لجهده واجتهاده..

كما ستبقى صحيفة "الناس" الإصدار الأجمل والأسبق والأنفع في اليمن بمشيئة الله عز وجل فقد ورد في الحديث المشهور: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، ولد صالح يدعو له، وصدقة جارية"، أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

زر الذهاب إلى الأعلى