[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

خطاب العام..

إنه الخطاب الأهم والأفضل والأروع بكل المقاييس... إنه خطاب العام بالفعل لأنه خطاب تاريخي صريح هادئ شفاف تجلى فيه فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كما لم يفعل من قبل في كلمته العميقة ومحاضرته القيمة التي ألقاها يوم الإثنين الماضي في جامعة عدن..

كان واضحا متألقا هادئ الأعصاب متقد الذهن شديد التركيز مستحضرا للتاريخ يستخدم مفرداته بعناية بالغة مبتسما بشوشا طوال الوقت، وكيف لا يكون كذلك وهو بين أبنائه في جامعة عدن العريقة؟ وكيف لا يكون كذلك وهو يتحدث أمام النخبة المثقفة الأهم في عدن؟ إنه خطاب قائد تاريخي وزعيم كبير بالفعل ولم يكن هذا انطباعي لوحدي أو انطباع نخبة من المثقفين والسياسيين والمتابعين بل انطباع الكثير من المواطنين العاديين الذين أتيح لهم متابعته...

لقد شعروا بأن الرئيس ينزع الفتيل عن كل أجواء التوتر التي حاول البعض إشاعتها عقب انتهاء خليجي 20 بنجاحه الذي فاق التصورات... لقد أحسوا بأن الرئيس يعيدهم إلى أجواء السكينة بهذا الخطاب الرائع الخالي من كل مفردات التوتر والقلق... لقد ألقى الرئيس بتلك الكلمة القوية المتماسكة الواثقة بالغة الحجة بالمسئولية على الطرف المتشنج الذي يخسر كل يوم المزيد والذي أثبت أنه لا يجيد فن الحوار والتفاوض ولا يقبل إلا رأيه فقط...

هذا هو الخطاب الذي نريده يا فخامة الرئيس خطاب الحكمة والحجة والمكاشفة والشفافية والاستقواء بالدستور والحق والديمقراطية والمتشبع بالسكينة والثقة وسعة الصدر... فليحفظك الله ويزيدك حكمة وصبرا وتسامحا فهذه الخصائص الإنسانية الجميلة هي سر قوتك وتجددك...

الخميسي.. ساعة حزن..
رحل عنا فقيدنا الكبير الأستاذ عبدالكريم الخميسي... فقدناه صحفيا وكاتبا وشاعرا وأديبا ودبلوماسيا وقبل ذلك كله إنسانا راقيا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى... فهو الرجل الذي كان يحمل من محاسن الأخلاق ما لو تم توزيعه على آلاف الناس لكفاهم... ربطتني به علاقة جميلة ممتلئة بالاحترام والتقدير والثقة والود والمحبة...

فهو الرجل الذي لا تستطيع أن ترد له طلبا ولا تملك إلا أن تقف أمامه وقفة التلميذ أمام أستاذ عملاق... وإلى جانب ذلك فهو مدرسة في الأدب والكتابة المتفردة المتميزة، تعلمنا من كل مقالة كتبها وأعجبنا بالقوة الهادئة والرصينة التي كان يتمتع بها قلمه الراقي... رحم الله أستاذنا الكبير وأسكنه فسيح جناته وعصم قلوب أهله وقلوبنا بالصبر وألحقنا به صالحين...

فؤاد.. لحظة فرح مستحقة..
مساء الأحد الماضي كان اليمنيون جميعا على وعد مع لحظة فرح لم تعد تتكرر كثيرا في حياتهم خلال السنوات الأخيرة، فبعد الفرحة التي غمرت قلوب الجميع بنجاح وتألق خليجي 20 جاءت الفرحة الثانية بتربع الشاب والفنان المبدع (فؤاد عبدالواحد) نجما غنائيا للخليج في نهاية المسابقة التي أقامها تلفزيون دبي على مدى ثلاثة عشر أسبوعا واستطاع خلالها هذا الشاب المتميز أن يتخطى الجميع ويثبت أن اليمن بلد رائع قادر على إنجاب الفنانين المحترمين المبدعين كما كان ولازال قادرا على إنجاب نوابغ العلم والأدب والشعر...

لا أتابع في الحقيقة مثل هذه المسابقات ولم أعلم بمجريات مسابقة دبي للغنائيين الشباب إلا قبل ثلاثة أسابيع فقط عندما فرض فؤاد وجوده على الجميع وأصبح حديث الكثير من أبناء شعبنا داخل الوطن وخارجه بل واجتذب جمهورا خليجيا وعربيا كبيرا ليس فقط بفنه المليء بالأحاسيس والشاعرية والأداء البديع والصوت الرائع بل وببديهته التي تنم عن معرفة واطلاع وذكاء ولسان فصيح... كان هذا الشاب متألقا ويستحق الفوز لكنه نجح ببراعة في مد ساعات السعادة لدى شعب جميل يحب الحياة والفرح والفن رغم مصاعب الحياة ومعاناة الفقر ومكائد الساسة وأنانيتهم... شكرا لك يا فؤاد وأرجو أن تظل نجما يمنيا للخليج وللوطن العربي كله وكل الأماني لك بالمزيد من التألق والإبداع...

زر الذهاب إلى الأعلى