أرشيف الرأي

حول الخروج يوم 3 فبراير

لا تنجح الثورات بالعدوى.. والانتفاضة المصرية كانت سابقة على انتفاضة تونس ولنا أن نستذكر كم هي التظاهرات التي قادتها حركة كفاية منذ أكثر من عامين.

في اليمن خرج طلاب الجامعة مؤيدين لشعب تونس وسرعان ما تم تحويل ذلك التأييد إلى المطالبة بذهاب صالح وخرج الرئيس صالح يعلن للناس أن حكاية التأبيد لم تأت برغبة منه بل تصنيفة نواب ملكيين أكثر من الملك. (سلطان البركاني يأتي على رأسهم).

ثم خرجت مظاهرات الخميس الفائت للمعارضة والموالاة لم يرافقها أي اعتقال ولم تشبها شائبة. والشكر في ذلك نوجهه لمنظمي تلك التظاهرات وكذا لأفراد الأمن ولوزير الداخلية اللواء مطهر المصري.

وبعد خميس اليمن جاءت جمعة مصر التي على إثرها ارتفعت دعوات للخروج في خميس غضب يمني في 3 فبراير دون ترتيب قائمة المطالب! (المهم تظاهر).

التظاهر لأجل التظاهر أمر في غاية المراهقة الثورية.. ومحاكاة مطالب الغير فيه غباء بالغ.

لدينا في اليمن مطالب كثيرة كشعب، لماذا لا ندونها أولا في ورقة، ونزجيها إلى السلطة والاحزاب ومن ثم تكون اعتصاماتنا ومظاهراتنا وفقا لردود الأفعال من هذه المطالب؟!

إزاحة حسين شملان المدير المالي لجامعة صنعاء أهم من تعديل قانون الانتخابات. والتظاهر من أجل نازحي صعدة من ضحايا جرائم الحوثي أهم من القائمة النسبية. والاعتصام من أجل زيادة رواتب الجنود أجدى من المطالبة برحيل صالح..

الشعب الثائر، أياً كان، هو في حقيقة الأمر شعب استكان ردحا من الزمن ولم يستطع حصد مكاسبه بشكل طبيعي فطال احتقانه واستقوى عليه جلادوه ولم يجد في الأخير سوى الثورة عليهم. وفي ظل غياب الرؤية وانتفاء القيادة فإن الذي يتسيد في نهاية المطاف هم لصوص الثورات.

أخبروا معشر العواطف أن يقلّبوا الخيارات قبل أن يسعوا لقلب الطاولة.

زر الذهاب إلى الأعلى