أردنا الاستفادة مما حدث في تونس ومصر لتشكيل ضغط على الرئيس علي عبدالله صالح لكي ينفذ إصلاحات حقيقية تنفعه وتجنب البلاد تبعات التظاهر وتجنب الرئيس تبعات السقوط.. لكن الطريقة التي اعتمدها الرئيس والمؤتمر في مواجهة هذه الضغوط تبين للجميع أن النظام لديه رغبة ملحة في المغادرة.
أصبح شخوص السلطة القائمة يفكرون في كل شيء بعقلية الفيد والاستفادة المادية، حتى تحولت مقاومة ثورة الشباب إلى موسم فيد.. وإذا أراد الرئيس والمؤتمر أن يقيسا شعبيتها بصدق، فليطلقا دعوة حضور وتجمهر بدون توفير أموال وسيارات.. ويروا هل سيأتي أحد؟!!
علينا ألا نفكر كثيراً بعد كل هذه الأعمال هل سيسقط النظام أو لا.. لأنه هو من يُسقط نفسه حالياً بفعل الخواء الذاتي، بل نفكر في ترتيب أوراق ما بعد السقوط.. وحريٌُّ بكل النزيهين والأكفاء في هذه البلاد أن يتكاتفوا في هذه المرحلة، سواء كانوا في السلطة أو في المعارضة أو قطاع المستقلين.. هذا القطاع الواسع الذي لم يعمل حسابه أحد، والذي يوشك أن يقلب الطاولة على رؤوس الجميع..
يوم السبت، اجتمع الرئيس بممثلين من محافظة عمران وجامعة صنعاء والمجتمع المدني، وإلى جواره نفس الأسماء التي هي سبب هيجان الشعب.. العليمي، وبورجي، ومن لف لفهم من دائرة الرضا وحملة المباخر.. وفي تعز نفس أسماء الخراب؛ سلطان البركاني (أحمد عز اليمن). وما ننقم من الرئيس إلا قلع هؤلاء "المخلصين" وها هو ذا يحتمي بهم.
يبدو أن الرجل هذا لم يفهم، والدليل على ذلك أن القرار الوحيد الذي اتخذه لقلع واحد من رموز الفساد وهو خالد طميم، قيل إنه تراجع عنه! فأي إصلاح بعد ذلك نريد، وأي دليل بعد ذلك ننتظر!!