أرشيف الرأي

اليمن أمانة في أعناق الجميع

تحتاج اليمن في ظل هذه الظروف الحرجة والاستثنائية إلى وقفة تعقل من قبل جميع الأطراف السياسية والشبابية بما فيهم المعارضة للوصول إلى حل وسط للأزمة الراهنة، فما تشهده بعض محافظات اليمن من اعتصامات وإغلاق للطرقات وإقلاق للسكينة العامة ينعكس سلباً على الاقتصاد اليمني واستثماراته بصورة كبيرة.

هذه الاعتصامات كان لها تأثيرها الاقتصادي السلبي ليس على المحلات والمكاتب المجاورة للاعتصامات فحسب، وإنما امتد ضررها ليشمل العديد من المؤسسات والشركات وسائقي الأجرة والباصات خارج نطاق الاعتصامات.. كما أثرت هذه الاعتصامات على سير العملية التعليمية على مختلف مستوياتها وتعطيل الحياة اليومية لأصحاب البيوت المجاورة لتلك الاعتصامات..

الدستور اليمني يكفل حق التظاهر والاعتصام بالطرق التي تكفل حفظ حقوق الآخرين وعدم إزعاجهم وإقلاقهم، لكن ما يحصل الآن أن تلك الاعتصامات قد تجاوزت حدود وقوانين الاعتصامات المتعارف عليها في كل مكان، حيث لا يعقل تماماً أن يتم إغلاق العديد من الشوارع المأهولة بالسكان لأكثر من شهر رغم المبادرات والتنازلات التي تم التقدم بها من قبل فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح.

المبادرات الأخيرة التي قدمها الرئيس جديرة بأن ينظر لها بعين الاعتبار، حيث أنها أتت متوازنة وملبية لطلبات الطرف الآخر، وستساهم بإخراج اليمن من الأزمة الراهنة.

اليمن الآن تعيش مرحلة فاصلة في تاريخها، وهي في هذا الوقت تحتاج إلى اتحاد الجميع على كلمة سواء لا من أجل مصلحة فرد وإنما لمصلحة اليمن الذي نخاف عليه أن ينجرف نحو المجهول.

وهنا يأتي دور الشباب اليمني المتطلع لمستقبل الذي نأمل منه أن يقف يداً واحداً من أجل استقرار اليمن ونمائه.. هذا الشباب الطموح الذي يعي ويدرك جيداً بأن اليمن تنتظر سواعده وجهوده ليصل بها نحو مستقبل مغاير.

وأنا هنا أقول للشباب المعتصمين في ساحات الشوارع العامة في مختلف المحافظات بأن إبدائكم لآرائكم شيء وإغلاق الشوارع وإقلاق السكينة العامة شيء آخر.. أقول لهم بأن اليمن لا تحتمل مثل هذا النوع من الاعتصامات الذي أضر بمصالحها كثيراً.
الرئيس علي عبد الله صالح قالها مراراً وتكراراً بأنه مع تسليم السلطة ضمن أطر وقواعد تحفظ لليمن استقراره وسلامته.. جميع مبادرات الرئيس التي قدمها طيلة الفترة الماضية تصب لمصحة استقرار الوطن وتجنيبه الفتن والمشاكل والحروب.

ونحن نأمل من فخامة الرئيس أن يقوم خلال الفترة القادمة بتطوير النظام البرلماني ومجلس الشورى وإنشاء مجلس للحوار الوطني على أن يكون هذا المجلس بديلاً عن الشارع وأنا مستعد شخصياً بالمساعدة بإنشاء قاعة هذا المشروع.

وأخيراً أقول بأن اليمن قادرة على الحفاظ على هذه الإنجازات سواء في ظل وجود الرئيس علي عبد الله صالح أو في ظل الرؤساء القادمين من رموز الوحدة المباركة الذين قاموا بترسيخها وإرساء دعائمها.

• رجل أعمال وأحد مشائخ قبيلة حاشد في السعودية

زر الذهاب إلى الأعلى