كان من المزمع أن تقوم دولة القاعدة في أبين، وهو ما كان يحضر له أسامة بن لادن، فقد وجدت المخابرات الأمريكية في أوراقه رسالة من قائد القاعدة في الجزيرة العربية (ناصر الوحيشي)، يقول له: بأنه على استعداد لاحتلال أبين وإعلان ذلك، فقال له أسامة: لا تستعجل فسوف أقوم بغزوة هامة بمناسبة 11 سبتمبر القادم، بعدها يمكن الإعلان عن دولة القاعدة في اليمن.. ويبدو أن رسالة بن لادن لم تصل إلى ناصر الوحيشي، فسارع بعد مقتل بن لادن إلى الإعلان عن وجود القاعدة، واستولى على زنجبار بعد انسحاب الجيش اليمني منها، ويعتقد البعض بأن الانسحاب كان مقصوداً لكسب الدعم الدولي للحكومة بغرض دعمها خشية من الانفلات الأمني وسيطرة الإرهاب على هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم.
ما أن وصلت القاعدة إلى زنجبار حتى طردت السكان الذين يبلغ عددهم حوالي 25 ألفا وتحولوا إلى لاجئين وأصبحوا بلا ماء، ولا غذاء، ولا مأوى.. وعندها قامت قوات الجيش بالتعامل مع القاعدة حاصرت إحدى الفرق، وتدخل المسلحون من القبائل للقضاء على الإرهابيين، وطردوهم، وتعانوا مع القوات المسلحة، وقتل مئات من مسلحي القاعدة معظمهم من غير اليمنيين.. كما شنت قوات اللواء العسكري 25 ميكانيكي، هجوماً كبيراً عليهم، شارك فيهم أبناء القبائل من المسلحين، بالإضافة إلى شباب الثورة، وتحاول هذه الفئات تجميع صفوفها لمواجهة العناصر المسلحة التي تتهم السلطات الموالية لعلي عبدالله صالح بدعم القاعدة.
ومن أهم المديريات التي ينتشر فيها المسلحون مديرية لودر التي تعد واحدة من أهم المديريات والحكومة بقبائل العواذل، فقد عقدت اجتماعاً موسعاً يوم الاثنين 17/8/1432ه الموافق 18/7/2011م، وأجمعت على عدم قبول العناصر المسلحة وخاصة الأجنبية منها، سواء كانوا من خارج المدينة أو من خارج اليمن.
وتسعى القوات العسكرية بمساندة القبائل، إلى استعادة السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي يسيطر عليها المسلحون منذ أكثر من شهرين، بعد أن انسحبت منها القوات الأمنية، وهو ما اعتبر تواطؤاً من قبل النظام مع تلك العناصر لتسيطر على مدن في جنوب الجزيرة.
أما المعارك الأعنف فهي التي كانت تدور حول زنجبار لكن رجال القبائل المساندين للقوات الحكومية تمكنوا من اقتحام عدد من تحصينات المتشددين، في حين ظلت قوات الجيش تقصف مواقعهم في أنحاء المدينة دون توقف، واستطاع الجيش الوصول إلى معسكر اللواء 25 المحاصر، حيث أمدهم بالمؤمن.
إن اللعبة داخل اليمن أصبحت شديدة التعقيد، ولابد من إعادة التوازن والسيطرة على الموقف، حتى لا ينتشر الإرهاب ويأخذ بزمام الأمور، وهذا يتطلب السرعة في تطبيق المبادرة الخليجية ويتم نقل السلطة واتحاد جميع الفرقاء والله الموفق.