لم أقرأ التعليقات الموجعة في المصدر أون لاين على مقالك الذي تنتقد فيه الزنداني، ولن أقرأها، لكنني قرأت المقال المقصود، وكذا مقالك الأخير الذي عبرت فيه عن أسفك من تلك التعليقات التي أشعرتك وكأن ثمة قرار من جهة ما لتشويه اسمك، وأنه لم يعد ثمة من يحبك ويلتمس لك العذر.
أستاذي محمود ياسين..
إن جئت لرأيي فقد تألمت من مقالك الأقدم الذي قرأتُه في نشوان نيوز بعنوان "الابتذالي يضغط على رأسي" أكثر من ألمي من مقالك الخاص بالزنداني، ذلك أن القضية التي ناقشتها في مقالك عن الابتذال الموجود في بعض شباب ثورة اليمن قضية صائبة إلى حد ما، ولكنك قدمت ذبحت فيه حمود الكامل الناشط في ساحة خليج الحرية بإب، قربانا للفكرة التي أردت توصيلها وكانت مدية الذبح وسكين التضية أكبر من رقبة المذبوح فأنت حين تسلخ تستخدم ساطورا لا شفاء بعده وكان عليك انتقاء أضحية لائقة بشفرة ساطورك العظيم.
أستاذ محمود.. لا أخفيك أيضا أنه كان بإمكانك أن تنتقد الشيخ عبدالمجيد الزنداني وتتوسع في ذلك ولكن بلغة أخرى تليق بك وبه وليس بتلك اللغة التي آلمت محبيك أكثر مما آلمت محبي الشيخ.
أستاذي محمود.. أنت دعوت في مقالك الأخير "كل قارئ أحب يوماً شيئاً كتبته ولامست فيه إحساساً ما أو تمكنت من نيل إعجابه أن يدافع عني بأي طريقة تجعلني أشعر أنه لا يزال لدي في هذا العالم صديق". ولقد أثرت علي دعوتك فكتبت هذه السطور التي أؤكد لك خلالها أننا نحبك ونرمق الضوء المنبعث من بين جوانحك، ونلتمس لك ألف عذر، ونظل ننتظر منك ما هو مثار للدهشة والمتعة والموقف النبيل.
أقول نحبك، ولم أقل أحبك.. لأنني فعلا لست وحدي يا محمود فكل من أعرفهم يحبونك ويعتزون بك ويرون أنك أديب كبير ليس على مستوى اليمن فحسب؛ بل على مستوى المنطقة بأسرها، وأنك أكبر بكثير من التمترس السياسي وأنك مثار اعتزاز وأكبر من أن تتحول إلى "جرمل قارح"، أو إلى "شال نصَع".
سدد الله قلمك ونور الله دربك.. وكل عام وأنت بخير.