لقد كان صباحاً مؤلماً دامياً ذرفت منه الدموع وتفطرت له القلوب لرؤية تلك المناظر المؤلمة لجنود الوطن الذين سقطوا وهم في ميادين الشرف يستعدون لإسعاد أمتهم ووطنهم في عيدهم الوحدوي المجيد، يا له من يوم لن ينسى في حياة اليمنيين، فلقد رأيت الناس يبكون ويتألمون لما حصل ولكننا لا نملك إلا أن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند فقده لإبنه وحبيبه إبراهيم "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن و لا نقول إلا مايرضي ربنا وإنا على فراقكم أيها البواسل لمحزونون".
إن هذه الجرائم الشنيعة لن تزيد اليمنيين إلا قوة وتماسكاً وإصراراً على هزيمة قوى الشر والإجرام وصدق شيخ المجاهدين عمر المختار حيث قال "الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك".. إن هذا التفجير الذي لم يحدث مثله من قبل بداخل ثكنة عسكرية يضع امامنا عدة تساؤلات طرحناها ويطرحها أبناء الشعب اليمني مثقفون وغير مثقفين كتاب وسياسيون ومحللون.. ومنها هل هذا الحادث بفعل القاعدة المجرد وبدون تنسيق ولا تعاون من أحد وهل لدى القاعدة القدرة أن تصل إلى أعماق المواقع العسكرية رغم التشديد الأمني المفترض.
لاشك أن الدلائل والمؤشرات تثبت أن هناك أيادي من داخل المؤسسة العسكرية تدعم وتسهل لهؤلاء الوصول إلى العمق العسكري وتنفيذ عملياتهم بفاعلية سواء بطريق مباشر أو غير مباشر بدءاً من الهجوم على دوفس بعد إقالة مهدي مقولة من قيادة المنطقة الجنوبية مباشرة حيث قاموا بقتل حو إلى 200 جندي وأسر ما يزيد عن السبعين هذا غير الجرحى والآليات والمعدات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة التي حصلوا عليها من ذلك الموقع وقد ثبت تواطؤ قيادات عسكرية معهم ولولا ذاك التوطؤ لما تمكنوا من فعلتهم تلك..
كما أن الملاحظ أن العمليات الإرهابية تتم في المناطق والمواقع العسكرية الخاضعة لقيادة عائلة المخلوع حيث استطاع بضع مئات من المسلحين السيطرة على زنجبار وجعار التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية الموالي لصالح وبكل سهولة وانسحبت قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري والنجدة والأمن العام ولم يجدوا امامهم مقاومة تذكر ولقد حاولوا تكرار السيناريو في محافظات ومناطق أخرى مثل رداع وغيرها إلا ان أبناءها أفشلوا ذلك المخطط.
لو تأملنا في ما حدث صباح الإثنين وتساءلنا من المستفيد مما حدث في ميدان السبعين ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟
لوجدنا أن هناك شخصاً قد هدد من قبل وقال أنه لو سقط النظام فستأتي القاعدة والحوثيون وستقسم اليمن كم قال "سأريهم كيف تكون المعارضة... هذا الرجل هو الرئيس السابق.. حيث تأتي مناسبة الوحدة هذا العام لأول مرة واليمن تحت رئاسة هادي ولأول مرة منذ 33 سنة لايكون صالح هو المتصدر والراعي لهذه الاحتفالات.
كما ان هناك مواقع تابعة لصالح وأولاده بشرت بوقوع الانفجار قبل حدوثه، وكذا صحفيين ومحللين توقعوا ذلك وشككوا في الإعلان عن مرض صالح وفي هذا الوقت وبالطريقة التي لم تحدث من قبل.
إن هذه التساؤلات يريد اليمنيون لها أجوبة تزيل اللبس وتكشف الحقيقة، ولذا فإننا نطالب بتحقيق واضح وشفاف يطلع اليمنيين على النتائج أولاً بأول فلا نريد تكرير ماكان يحدث في الزمن الماضي من كذب وإخفاء أوقلب للحقائق وتزوير لها.
لاشك أن الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة واللجان الشعبية ضد الارهاب في محافظة أبين قد اوجعت أولئك الارهابيين ووجهت لهم ضربات قوية فكان الصراخ على قدر الألم لذا فقد لجأوا إلى هذه العملية وهذا الأسلوب الذي يشبه أسلوب القاعدة في العراق وأفغانستان، إلا انه لولا وجود متواطئين معهم لما تمكنوا من ذلك.
وهذا يجعلنا نؤكد على أهمية التسريع بتغيير وإقالة عائلة المخلوع من المواقع العسكرية التي يشغلونها وبدون تسويف فكل يوم وكل ساعة تمر وهم مازالوا في مواقعهم تمثل خطراً على الوطن وعلى الشعب و حماته كما تؤثر على المعركة التي يقودها الجيش على الإرهاب وتؤخر عملية التنمية والأمن كما تعني حصد المزيد من الأرواح التي يحتاجها الوطن في كل مجال.