آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

من وحي المؤتمر الصحفي للرئيس محمد مرسي

"قل بفضلِ الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون".. بهذه الآية الكريمة افتتح د. محمد مرسي مؤتمره الصحفي بعد أن أعلنت حملته فوزه برئاسة مصر وفقا لنتائج 97 في المائة من الأصوات.

قال الرجل كلمة مرتجلة وموفقة، لم يظهر خلالها فرحا بالفوز بقدر ما أظهر استشعاره بضخامة التركة وجسامة العبء، وبدا محمّلا بامتنان كبير لشعب مصر الذي وضع ثقته فيه، واختاره مرتين، في جولتي البداية والإعادة.

قدّم مرسي شكره لمن قال له نعم ولمن قال له لا.. وحيا مصر الأزهر ومصر الكنائس، وأكد ألا انتقام ولا تصفية حسابات، وقال إنه يقف من أهله المصريين جميعا على مسافة واحدة. باسطاً ذراعيه للجميع "لترسيخ الحرية وتحقيق التنمية في دولة يحكمها القانون".

الرجل الذي كان سجينا قبل مدة يسيرة صار رئيسا لمصر، ورئيس مصر السابق صار في السجن. سبحان مداول الدول، القائل جل شأنه: "عسى ربكم أن يُهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون".

إذن فابتلاء الفوز هو كابتلاء الخسارة، وابتلاء التمكين أكثر جسامة من ابتلاء التهميش. ولقد أحسن الرئيس مرسي حينما سارع إلى تهذيب فرحة أنصاره ونقلهم إلى مربع متقدم يتوجب عليهم فيه أن ينشغلوا بتبعات الفوز عن أعراسه، وأن ينفِضوا عن أنفسهم وعثاء التنافس ويبدأوا بمد جسور التعاون مع أشقائهم الذين صوتوا للفريق أحمد شفيق الذي كان منافساً قوياً يُنتظر منه أن يكمل جمال المشهد المصري الجديد حينما يبادر لتهنئة زميله بعد الإعلان الرسمي عن النتائج النهائية. علما أن النتائج الرسمية في الجولة الأولى جاءت مطابقة لتلك التي بادر بإعلانها حملةُ مرسي.

اللهم وفق أهلنا في مصر إلى كل خير واكتب لأهلنا في سوريا فرجا قريبا بمنّك ورحمتك يا رحمن.

زر الذهاب إلى الأعلى