[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

30 نوفمبر.. نهاية إمبراطورية ونهضة وطن

الثلاثون من نوفمبر ليس عيداً وطنياً يمنياً فحسب بل هو يوم عالمي وتأريخي في حياة الإنسانية جمعاء حيث سجل هذا اليوم نقطة مفصلية فارقة بين قرون الاحتلال البغيض وثورات التحرر والاستقلال.

فعندما كانت آخر مفرزة للقوات البريطانية الغازية تحزم حقائبها وتحزم معها مشاعر الخيبة و الهزيمة وتؤدي مراسم إنزال علم الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس ومع كل حركة إنزال للعلم كانت شمس الامبراطورية البريطانية تغيب تماماً عن خارطة العالم وذلك لأن عدن كانت تمثل آخر نقطة وصل استراتيجية من الناحية الجغرافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية بين المستعمرات الشرقية والغربية للإمبراطورية المنهارة .

وعليه فإن الثلاثين من نوفمبر هو يوم وطني يمني عالمي , يوم التحرر والاستقلال لليمن وأكثر من ربع الكرة الأرضية التي كانت تسيطر عليها بريطانيا .

أما على المستوى الوطني فقد كان الثلاثين من نوفمبر ثمرة من ثمار الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر وتتويجاً للنضال الوطني المشترك ولبنة اساس في جدار الوحدة الوطنية المباركة التي كان المستعمر يعتبرها خطراً حقيقياً على وجوده ويعمل جاهداً على عدم تحقيقها من خلال استراتيجيته المشهورة والمعروفة (فرق تسد ) .

بل كان يضع الكثير من العراقيل والاجراءات التعسفية التي تضيق الخناق على تواجد أبناء المحافظات الشمالية في عدن وغيرها بينما كان الهنود وغيرهم من عشرات الجنسيات يجوبون عدن بكل حرية .

وكان أبناء المحافظات الشمالية يواجهون الكثير من الصعوبات لأن المستعمر كان يسيطر على البحر ويعرف أن ثورة التحرر في المحافظات الجنوبية لن يكون عمقها الاستراتيجي إلا في المحافظات الشمالية ولهذا كان يحاول قطع كل وشائج الصلة والتواصل .

بل إن مشروع الجنوب العربي هو صناعة استخباراتية بريطانية بامتياز يهدف إلى إسقاط الشعور بالانتماء لليمن ومن ثم وأد مشاريع التحرر المشتركة وإعاقة تحقيق الوحدة الوطنية لكي يضمن بقاءه أطول فترة ممكنة .

وبالرغم من ذلك فقد ظل الشعب اليمني ينشد التحرر والاستقلال والوحدة وقد كان له ما أراد بفضل الله وبعزيمة المناضلين والشرفاء من أبنائه في كل بقاع الوطن الممتد من صعدة إلى المهرة .

وبما أن اليمن قد شهد ثورة شعبية تنشد الحرية والكرامة وتعمل على تعزيز الوحدة الوطنية فليكن الثلاثون من نوفمبر محطة للمصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية وتثبيت أسس الديمقراطية والانطلاق نحو الحوار الوطني الشامل بمشروع وطني موحد يقضي على سلبيات الماضي من فساد وإقصاء واستبداد ويضمن للجميع العدالة والمساواة تحت مظلة الدولة اليمنية المدنية الديمقراطية الموحدة وكل عام وأنتم والوطن بألف خير .

زر الذهاب إلى الأعلى