(1)
كان من أسوأ ملامح تاريخ الحكام الهادويين في اليمن تقاتل الأئمة ومنافسيهم من السلالة نفسها فيما بينهم على الإمامة والسلطان، حتى وصل الأمر في حالات عديدة إلى التآمر ضد بعضهم بعضا، والاستعانة بالآخرين من داخل اليمن وخارجها ضد منافس قد يكون (الأب) أو (الابن) أو (الأخ) أو (الصنو) أو الإمام العالم (..ذو المجد التام والقدم الراسخة في الحل والإبرام.. وكلهم: طريقتهم طريقة آبائهم من العلم والعمل، لا يفارقون الحق، ولا يريدون غير قتال الظالمين، ومباينة المعتدين.. أو لم يكن مرامهم إلا إحياء الدين، وإقامة شريعة سيد المرسلين..) على حد تعبير الشيخ/عبد الواسع يحيى الواسعي وهو يؤرخ للأئمة وصراعاتهم ضد بعضهم بعضا.(1)
ومع ما زخر به تاريخ الحكام الهادويين من الصراعات الدموية على منصب الإمامة؛ إلا أن القارىء لا يعدم أن يقرأ أحيانا ترحما وإشادة بهم بأنهم مثال ( الإعراض عن الهوى، والتجافي عن زخرف الدنيا ومتاع الغرور وتأثير الملك الخطير الباقي على الملك الحقير الفاني في هذا المقام الذي صرعت عنده العقول واستلبت فيه النفوس..).(2)وتبلغ الغرابة مداها عندما يقرأ المرء سخرية الإمام عبد الله بن حمزة من أفعال أئمة بني العباس ضد بعضهم بعضا ووصفها بأنها بعيدة عن أفعال الإيمان، مستدلا بقصصهم؛ فالمأمون قتل الأمين.. والمنتصر قتل أباه المتوكل.. والمعتز قتل المستعين.. والموفق حبس المعتمد، وتولى الامر دونه وعقد الخلافة له.. والمستكفي سمل عين المتقي.. والمطيع سحل المستكفي، وخلع المطيع نفسه وسلم الخلافة لولده الطائع! وفي الأخير يعلق عبد الله بن حمزة على كل ذلك ساخرا: ( فيا من يقول بإمامتهم: من الإمام عندك؟ القاتل أم المقتول؟ السامل أم المسمول؟ الخالع أم المخلوع؟ الحابس أم المحبوس؟)(3). ويتحفنا الدكتور العلامة/ المرتضى المحطوري في مقدمة تحقيقه لكتاب ( الحدائق الوردية) بنادرة من نوادر صراعات المتقاتلين على الإمامة إذ يقول عن مؤلف الكتاب ( حميد الحلي): [ وأبى رحمه الله إلا أن يموت شهيدا تحت راية الإمام الزاهد والعادل المجاهد الشهيد أحمد بن الحسين أبي طير الذي خانه حتى شيخه أحمد محمد الرصاص، وغدر به ابن عمه الأمير أحمد بن عبد الله بن حمزة؛ إذ قتل الإمام واحتز رأسه وجيء به إلى خيمة أحمد بن المنصور والرصاص..].(4)
(2)
بدأت الصراعات الدموية داخل البيت العلوي ؛بين المتنافسين على الإمامة؛ مبكرا في تاريخ الحكام الهادويين، فبعد وفاة الإمام الثالث/ أحمد بن الهادي (322ه) تفجر صراع دام بين ولديه: القاسم ويحيى انتهى بدمار صعدة واتفاق القبائل على خلع إمامتهما معا، واندثار الدولة الهادوية الأولى.. وهذان الشقيقان المتقاتلان هما اللذان قيل في حقهما الوصف العجيب المذكور سابقا الذي تبرع به المؤرخ الواسعي بسخاء يحسد عليه، وكأن الدمار والخراب الذي أصاب صعدة وأهلها بسببهما كان مجرد لعبة للتسلية!
وتواصلت الصراعات الدموية بين المتنافسين على الإمامة طوال تاريخهم، ولا يكاد يخلو عهد منه، ولأن الهدف ليس استقصاء كل تلك الصراعات؛ بل قراءة دلالاتها في تعزيز غلبة النزوع إلى السلطة والتشبث بها، وسفك الدماء من أجلها فسنذكر هنا بعضا من أبرز تلك الحالات:
1-الإمام القاسم بن علي العياني: واجه تمردات قوية ومتواصلة مدعومة من آل الهادي يحيى بن الحسين الذين وجدوا في العياني منافسا لهم على ميراثهم في الإمامة، وتزعم تمرد آل الهادي الداعي/ يوسف حفيد الهادي. وبعد تمكن جند العياني من هزيمة آل الهادي، تصالح معهم ابن العياني على أن يكون لهم نصف خراج صعدة فضمن هدوءهم ولكن إلى حين؛ فما لبث يوسف حفيد الهادي أن تمرد من جديد بسبب انقطاع تسليمه نصف خراج صعدة، وخرج آخرون من آل الهادي مطالبين بنصيبهم، فانتهبت القبائل سوق صعدة ودورها ( وهم معذورن فقد رأوا نجوم الهدى يتقاتلون على الميراث وخراج صعدة فقالوا: نحن أولى بخيرات بلادنا!).
واستمرت التمردات ضد العياني من داخل البيت، فتمرد عليه الحسن بن القاسم الزيدي ؛ الذي جاء معه إلى اليمن؛ احتجاجا على تولية الإمام لابنه حعفر على صنعاء، فقاد تمرده من ذمار إلى صنعاء فاستولى عليها وأسر ابن الإمام، ولم يطلق سراحه إلا بعد موافقة العياني على تولية الزيدي ولاية عامة من وسط همدان إلى ذمار جنوبا بما فيها صنعاء. وفيما بعد أعلن الحسن الزيدي ولاءه للداعي يوسف حفيد الهادي متحللا من بيعته للعياني الذي للتخلي عن الإمامة وترك الأمر بالمعروف لعدم وجود الأنصار! وبعد وفاة العياني ادعى ابنه الحسين بن القاسم فحارب آل الإمام الهادي، وأخرب بعض دورهم بعد أن استولى على صعدة.(5)
2- حرض آل الهادي القبائل القريبة من صعدة ضد الإمام أحمد بن سليمان حتى أخرجوها من سلطته. وفي عام 565ه تحارب الأشراف من بني القاسم العياني بقيادة فليتة القاسمي مع وادعة التي بدورها استدعت الإمام/ أحمد بن سليمان لتواجههم تحت رايته(!!) فاستجاب لكنه هزم ووقع في أسر القاسميين فسجنوه وهو شيخ أعمى؛ حتى توسط أولاده لدى السلطان علي بن حاتم فعمل على تحريره، فلما خرجمن السجن استعان بالسلطان على حرب القاسميين، فاستجاب له فحاربوا القاسميين وخربوا دورهم وحصونهم ثم تصالحوا معهم!(6)
3- تمرد الأمير/ يحيى بن الإمام/ أحمد بن سليمان على الإمام/ عبد الله بن حمزة بحجة عدم توليه أعمال صعدة، لكن الإمام أرسل إليه أخاه يحيى مفاوضا ثم التقاه وولاه صعدة، لكنه بمجرد رحيل الإمام عاد وأعلن ولاءه للأيوبيين أعداء الإمام ووصل صنعاء ومنها أعلن دعوته للإمامة مع ولائه للأيوبيين بهدفمساندته ضد عبد الله بن حمزة بحجة أحقيته بالإمامة بعد أبيه.. وتقابلا الطرفان وانهزم يحيى بن أحمد بن سليمان فاعتقل فترة قبل أن يقتل خنقا بعمامة الإمام لتكرار خروجه.(7)
4- في عام 646ه ساند الأشراف الحمزات ( من أسرة عبد الله بن حمزة) الملك الرسولي/ المنصور عمر بن علي رسول ضد الإمام/ أحمد بن الحسين، وحصلوا منه على أموال وعتاد للمشاركة في الحرب ضد الإمام! واستمر هذا الإمام يواجه المشاكل مع شيعته والأمراء الحمزات عدة سنوات حتى كانت نهايته على أيديهم، وقتل في إحدى المعارك بعد أن تخلى عنه عسكرهن واحتز رأسه، وطيف به في عدة أماكن، واحتفل الحمزات بقتله وشكلوا وفدا لزيارة الملك المظفر لشكره على مساندته لهم في حربهم لأحمد بن الحسين، وألقيت قصائد الفخر والنشوة بالنصر. واعتقل الحمزات الحسن بن وهاس خليفة ابن الحسين بعد أن قامت بين الطرفين حروب انتهت بهزيمته وسجنه 10 سنوات توفي بعدها. وفي المقابل استمرت التحالفات الانتهازية للأشراف الحمزات ما بين التحالف مع ملوك بني رسول لحرب مدعي الإمامة، وتكوين التحالفات مع الداعين للإمامة لحرب الملوك!(8)
(3)
ترسم الخلافات بين المتنافسين على الإمامة ؛وداخل أسرة الإمام/ شرف الدين يحيى بن شمس الدين؛ إحدى الصور المقيتة للصراعات الدموية في اليمن. لكن قبل أن نبدأ في سرد ذلك التاريخ؛ نستعرض بعض مواقف الإمام شرف الدين في تحريضه المماليك ضد عدوه اللدود السلطان/ عامر بن عبد الوهاب، فاستغل الخلاف بينه وبين المماليك فقام الإمام بالاتصال بهم وشجعهم على النزول في الساحل اليمني للقضاء على ابن عبد الوهاب بتهمة التعاون مع البرتغاليين، وكتب إلى حسن الكردي قائد المماليك يطلب مده بالجنود (المماليك!) حتى يتمكن من محاربته متعهدا أن يتكفل بمرتباتهم واحتياجاتهم طوال بقائهم معه! ولم يكن شرف الدين هو الوحيد في ذلك، فقد سارع أيضا أشراف جيزان فاتصلوا بالسلطان الغوري في مصر وحرضوه على القضاء على عامر بن عبد الوهاب رغم أنه كان يعترف بحكمهم في جيزان مقابل خراج سنوي، وعندما وصل المماليك إلى جيزان أرسل أيرها أخاه عز الدين ليكون مرافقا له إلى كمران، وشاركهم توغلهم حتى بلغوا زبيد.
وانقلب شرف الدين ضد المماليك بعد أن تحقق هدفه، ودعم ثورة أهل صنعاء ضدهم فاستولى عليها، ثم سرعان ما اصطدم بأشراف الجوف بقيادة محمد بن عبد الله بن الشويع بعد أن رفض تنفيذ اتفاقه معهم باقتسام الغنائم بعد اشتراكهما في الهجوم على المماليك في صنعاء! وتحالف الأشراف بعدها مع المماليك الخارجين من صنعاء وانضم إليهم إمام صعدة/ الحسن بن المؤيد ضد الإمام/ شرف الدين، وقامت بين الطرفين حروب ضروس استمرت 15 عاما، وبرز في هذه الحروب المطهر بن شرف الدين بقسوته الشهيرة وانتصاراته التي أسهمت في توسع ملك أبيه.
ومع وصول الحملة العثمانية الأولى إلى اليمن؛ سارع الإمام شرف الدين –ومثله: عامر بن داؤد حاكم عدن- إلى الاتصال بقائدها/ سليمان الخادم ليطلب كل منهما معاونة الحملة له ضد الآخر! وبعد سنوات قليلة من استقرار الحكم العثماني في الساحل اليمني؛ دبت الخلافات داخل أسرة الإمام شرف الدين، وأعلن ابنه المطهر تمرده على أبه واخيه شمس الدين، وبدأ( بطل المقاومة اليمنية ضد العثمانيين كما سيلقب بعد ذلك) في تحريض القبائل اليمنية والعثمانيين ضدهما، وأرسل إلى القائد العثماني الجديد/ أويس باشا في زبيد يحرضه على محاربة أبيه (!!) والقضاء على سلطته في اليمن! وفي السياق نفسه حرض الإسماعيليون أويس باشا على حرب شرف الدين الذي اضطهدهم وشدهم من مناطقهم!
ومع تعزز انتصارات أويس باشا، وتقدم الحملة العثمانية إلى تعز وذمار باتجاه صنعاء؛ بدأت سلطة شرف الدين في الانهيار ولم يجد وابنه شمس الدين من وسيلة إلا استرضاء المطهر فعرضوا عليه الصلح مقابل تسليم السلطة والحكم له، والحصون والمعدات الحربية ليواجه العثمانيين، فانقلب المطهر على العثمانيين الذين سبق وحرضهم ضد أبيه الإمام وأخيه.. وما يهمنا هنا هو ان هذا الصلح داخل أسرة شرف الدين لم يكن حاسما في إنهاء الخلافات، فقد تخلى بعض إخوته عنه عندما بدأ الصدام مع العثمانيين، وتآمر بعضهم معهم ضد المطهر. وفي أول معركة على حول صنعاء واجه المطهر هزيمة كبيرة كان أحد أسبابها خذلان أخيه شمس الدين له وانسحابه وأتباعه من المعركة. وفيما بعد عمل شمس الدين على الاتصال سرا بالعثمانيين وتحريضهم على مواصلة الحرب ضد أخيه، ومن قبله حرض علي بن الإمام شرف الدين (لذي كان مرشح الأب لتولي الإمامة بدلا من المطهر) أزدمر باشا في ذمار على التوجه إلى صنعاء لحرب المطهر وتعهد له بدفع مرتبات الجنود لمدة سنة. وفي صعدة رفض عزالدين بن شرف الدين التعاون مع أخيه المطهر في صنعاء، ورفض أمر أبيه بالعودة من جيزان إلى صعدة لمواجهة العثمانيين: أما الاشراف وخاصة أشراف الجوف فقد جاهروا بعدائهم للمطهر بعد هزيمته في صنعاء، واتصلوا سرا بالعثمانيين للتعاون معهم في القضاء على حكم شرف الدين وأبنائه، واتفقوا سرا على إعاقة تقدم عزالدين من صعدة إن فكر في دعم أخيه، وعندما رغب في الهجوم على صنعاء انسحبوا من الجيش أثاروا ضده القبائل جنوب صعدة، فانهزم واستسلم وتم نفي نفيه إلى إستانبول لكنه مات في الطريق.
وانتهت المواجهة بإبرام صلح ببقاء كل طرف في مكانه، واعتراف المطهر بالسيادة العثمانية، والخطبة للسلكان العثماني وضرب النقود باسمه. ومع ذلك استمرت المؤامرات بين المتنافسين على الإمامة، وسرعان ما دب الخلاف بينهم؛ فهاجم أشراف الجوف الإمام أحمد بن الحسين المؤيدي في صعدة الذي لجأ بدوره إلى العثمانيين في صنعاء للاستنجاد بهم. وبعد وفاة المطهر استقل أبناؤه بحكم المناطق وتنازعوا فيما بينهم حول السلطة والنفوذ أو توسيع الممتلكات، واشتعلت بينهم الحروب العنيفة حتى لجأ بعضهم إلى العثمانيين للاستعانة بهم ضد بعضهم. وعندما قامت دعوة الإمام/ الحسن بن علي المؤيدي في الأهنوم وجاهر بعداء العثمانيين، واستعان أبناء المطهر وباقي الأمراء الهادويين بالعثمانيين ضد الإمام الجديد.
ومع ظهور حركة الإمام القاسم بن محمد تعاون آل شرف الدين مع العثمانيين ضده، وكان عبد الرحيم بن عبد الرحمن بن المطهر حاكم حجة وأقاليمها أول من حارب الإمام القاسم، وأول من أبلغ العثمانيين بثورتهن ودبر مكيدة لتسليم كبار قادة القاسم لولا أنها انكشفت! ولعب أحمد بن محمد شمس الدين حاكم كوكبان الدور الرئيسي في إخماد ثورة القاسم الأولى.. وبصورة عامة ظل آل شرف الدين حكام كوكبان يناهضون الإمام القاسم حتى هزموا على يد أبنائه.
ومع خروج العثمانيين من اليمن عام 1635م، وقيام الدولة القاسمية لم ينته التنافس على السلطةوإن كان قد خف كثيرا في عهد الإمامين محمد وإسماعيل بن القاسم قبل أن تنفجر الخلافات والحروب والمؤامرات من جديد بين المتنافسين على الإمامة فيما يعرف بفترة الفوضى التي انتهت بعودة الأتراك إلى اليمن بعد احتلال البريطانيين لعدن 1839م.(9)
(4)
[ بهذه الحلقة ينتهي الجزء الأول من هذه القراءة الخاص بحكام الدولة الهادوية، ونستأذن القراء في تأجيل الجزء الآخر المتعلق بالمذهب إلى وقت آخر لكيلا يفوتنا متابعة الأحداث الحاضرة.]
الهوامش:
1- ص181، تاريخ اليمن: المسمى.. فرجة الهموم والحزن في حوادث وتاريخ اليمن، الشيخ عبد الواسع يحيى الواسعي، ط4، 1984م،الدار اليمنية للنشر التوزيع.
2- جاء هذا الكلام في (لوامع الأنوار في جوامع العلوم والأثار وتراجم أولي العلم والأنظار) للعلامة/ مجد الدين المؤيدي، ص152، الجزء الثاني، أثناء حديث عاطفي -كعادة المؤلف في تزيين تاريخ الحكام الهادويين، وسرد الأخبار غير الصحيحة والمبالغات عنهم وهو ما أشرنا إلي جزء منه في الحلقة الثانية وهناك المزيد منه مستقبلا- حول ما حدث بعد وفاة الإمام/ صلاح الدين محمد بن علي، وظهور أكثر من مدع ومرشح للإمامة وانتهى الأمر بتوليىة ابن الإمام السابق، وسجن الإمام أحمد بن يحيى المرتضى عشر سنوات بعد هزيمته.. وهو ما لم يذكره المؤيدي.
3- انظر حياة عبد الله بن حمزة في الحدائق الوردية في مناقب الأئمة الزيدية لحميد بن أحمد الحلي، بتحقيق د. المرتضى المحطوري.
4- مقدمة الحدائق الوردية للمحطوري، الجزء الأول.
5-تيارات معتزلة اليمن في القرن السادس الهجري، د. علي محمد زيد، ص 18. والتاريخ العام لليمن، لمحمد يحيى الحداد، الجزء الثانين ص146.
6- التاريخ العام لليمن للحداد، ص334 الجزء الثاني.
7- التاريخ العام لليمن للحداد، ص407، الجزء الثاني.
8-نفسه،ص 480 وما بعدها.
9- تفاصيل كاملة عن ذلك في ( الفتح العثماني الأول لليمن: 1538-1635م) د. سيد مصطفى سالم، ط7، 2010من الفصول:الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع.