[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

لا تفلتوا الفرصة..!!

لأن تكرار محالات الاعتداء على الأخ وزير النقل في عدن، وعليه هو شخصياً، تجد لها مقاولين سياسيين لاستخدامها في تأجيج الكراهية بين اليمنيين؛ فالمطلوب الآن عدم تضييع الفرصة بعد أن سقط في قبضة العدالة أبرز رموز العصابة، واعترفوا بفعلتهم، ولم يبقَ إلا محاكمتهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم! هذا سبب؛ أما السبب الآخر في المطالبة بسرعة المحاكمة فهو الخوف من أن نصحو بعد أيام ونقرأ خبر فرار المتهمين من الحجز.. وهي عملية سهلة في بلادنا من زمان فما بالنا في هذه الأيام.. كما أن معظم المتهمين منتسبون للسلك العسكري والمباحثات كمان!

جريمة الاعتداء لم تكن كلها شرا؛ فقد كان لها جانب حسن واحد على الأقل؛ وهو أن المنفذين المتآمرين كانوا كلهم؛ والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؛ من أبناء المحافظات الجنوبية وليسوا من برط أو مأرب، وموظفين وليسوا عاطلين عن العمل محرومين من ثروة الجنوب والوظيفة العامة.. كما أن الضحية أو المستهدف هو من أبناء عدن، وبيته يقع في قلب عدن.. يعني: زيتنا في دقيقنا.. الحمد لله الوحدة بخير!

الغريب أنني لاحظت أن حماس بعض وسائل الإعلام لمتابعة القضية أصابه الفتور بعد الكشف عن الانتماء المناطقي للمعتدين، ولم نقرأ متابعات وتحليلات لهذه المعلومات المعلنة عن المتهمين.. ولو من باب التشكيك في انتمائهم المناطقي واحتمال أن يكونوا كده أو كده!

الشيء الوحيد الذي لم أقتنع به قول المتهم الرئيسي أو زعيم العصابة إن العملية جرى التخطيط لها منذ 3 شهور! يعني معقول: رمي قنبلة على منزل يحتاج لكل هذه المدة وكل هذه العصابة؟

هناك عدة احتمالات قد تنفع لتفسير طول مدة التخطيط والإعداد:

أولا: ابتزاز الممولين للهف ما تيسر من الفلوس بحجة صعوبة العملية!

ثانيا: زعيم العصابة نفسه كان مشغولا كما جاء في الأخبار بعمليات إجرامية أخرى مثل رمي القنابل على بعض مقرات الإصلاح.. وكل شيء بأوانه أو بالطابور، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها!

أخيرا: وزير النقل نفسه تعرض لعدة حوادث اعتداء، والعصابة كانت تجد في كل مرة من يسبقها إلى الهدف فيعود أفراد العصابة وزعيمهم وهم يقولون: الخطة فشلت!
•••
خطورة الاستغلال المناطقي للاعتداءات على باذيب وأمثاله ليست هينة، ومثيرو الفتن مستعدون للإفتاء بأن ذلك كافٍ للانفصال أو لترك صنعاء والعودة إلى عدن؛ وعلى سبيل التذكير؛ فعندما حدثت واقعة الاعتداء على د. ياسين سعيد نعمان سارع بتاع العلوم السياسية (من غيره؟) لنصحه بالعودة إلى عدن فورا أو إلى تعز.. كذلك كانت حوادث الاغتيالات التي تعرض لها كوادر الحزب الاشتراكي في الفترة الانتقالية أقوى مبرر يومها للأزمة السياسية واعتكاف البيض، ورفضه للعودة إلى صنعاء للبدء في تنفيذ وثيقة العهد والاتفاق!

المفارقة التي تحتاج إلى تفسير أنني لاحظت؛ وأنا أقرأ أعدادا من صحف الفترة الانتقالية؛ أن نسبة المستهدفين بالاغتيال من الاشتراكيين من أبناء المحافظات الشمالية كانت هي الأكثر؛ بل ربما تشكل غالبية ساحقة.. فكيف يكون الرد على هذه الاغتيالات بجعلها أحد دوافع الانفصال أو مبرراته بدلا من أن تكون سببا لتقوية أواصر الوحدة؟

للأسف الشديد لم تعد في متناول يدي قائمة الذين تعرضوا لحوادث الاغتيال التي نشرت بعد الحرب للتأكد منها قطعيا.. لكنني وأنا أتذكر الشخصيات من اشتراكيي المحافظات الجنوبية التي تعرضت للاغتيال يترجح عندي أن الملاحظة صحيحة.. ويبقى أن ييسر الله العثور عليها لنتأكد من صحة الملاحظة!

زر الذهاب إلى الأعلى