[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الانتهازية هي الحالة النفاقية في الثورات

إن لم تقم الدولة بوظيفتها ومنها حماية المواطن فهي ليست إلا مؤدية دورا عكسيا وجبهة في وجه المواطن وعلى ظهره، فضبط ‏عملية التنمية يحتاج إلى دولة قوية تعي دورها التنموي حماية ورعاية، فالانتكاسة التنموية هي في الأساس ليست إلا فساد كبير ‏وعصابة ضد الوطن والشعب فرضت نفسها حكومة أو هي شرعية بإرادة ضعيفة وحس مسؤولياتي أضعف..‏

يا دعاة القتل بأسْتَرَة الدين: ثقوا أن الشعب اليمني لن يخوض أي حروب عبثية مستقبلا ولو "تأتوا له بالله والملائكة قبيلا" لن ‏تكون إلا حربا مقدسة واحدة وليست باسم الله بل باسم الوطن (الآلهة الوطن والديانة الوطنية) والحرية لليمني ضد عدوّ حقيقي ‏ظل وما زال يعبث بالشعب ودمر الوطن إنها حرب اليمني لاستعادة يمنيته ضد السلالية والتصفية العرقية لكل من يرى من نفسه ‏الخيرية وكل ما سواه الشيطان الرجيم وليس له حق الحياة..‏

لابد أن تقوم دولة إثنية على أساس عرقي في الحجاز تجمع أبناء الله وأحباؤه من يهود الإسلام كما جمعت فلسطين يهود اليهودية ‏ويُهكسس من لا يرغب بمغادرة ما ليست له وطن والشعب ليس له بأهل، مع الاحترام لكل من تعمق يمنية وهو المحترم وإن لم ‏تكن له أصوله اليمنية..‏

لسنا الهنود الحمر ولا هم الأوروبيون، نحن يمنيون فمن تيمنن فهو منا ونحن منه ومن أراد المسيدة فليس منا له إلا أن يكون ‏العبد وأحكام الجدود..‏

نحن في اليمن 25 مليون يمني لم نستطع إثبات يمنية اليمن بينما الدكتور عمر عبد العزيز حوّل الشارقة وعبر مجلة (الرافد/ملف ‏عدد يونيو2013م عن الأديب علي أحمد باكثير) صورة جميلة لليمن واليمني...‏

هل كانت لليمن الوطن أو لليمني الإنسان عبقرية في الماضي وأتت عليها التغيرات المناخية أو الانزيحات الجيولوجية فاقترن ‏بمسارات فلكية أخرى أذهبت عن اليمن لقب السعيدة وعن اليمني الحكمة..‏

ليس العنف والسلاح وحدهما مشكلة البشرية بل الثقافية وحالة اللا نضج الإنساني هي المشكلة..‏
الجهل؛ هو الحماقة بحق الذات والمجتمع والوطن بل بحق الكون والوجود وأبعد إلى حماقة بحق الله؟ ‏

لماذا لا تكون المعرفة عامل بناء للضمير والعمل الجاد من أجل الوطن والتنمية الحقيقية؟ الجهل هو الجهل ومعلوم تبعاته لكن ‏المؤسف أن المعرفة لم تتحد حتى اليوم مع يقظة الضمير والحياة نحو الإنسانية بل تستخدم أي المعرفة لتغذية النزعة ‏الحيوانية بالفساد أحيانا وأحايين كثيرة بالانتهاز...‏
ضمور الثقافة الوطنية هو الانتفاخ لثقافة المشاريع الصغيرة وقوى العنف والتخلف والفساد والانتهازية...‏

الانتهازية هي النفاق في صف الثورة والسوسة في العظم الوطني إنها الأكبر خطرا من كل المشاريع الصغيرة في وجه الوطن ‏والإنسان والقليل من يدرك الانتهازيين كما كان لا يعلم كبار الصحابة المنافقين ...‏

الانتهازية هي من تصنع العدوّ الخارجي والصراع في الأوطان من أجل أن تبقى في مأمن من إدراك خطرها على الأوطان على ‏اعتبار القوى المتصارعة مشاريع سياسية ناجزة لها رؤاها الوطنية تحت سقف الوطن ومَنْشَد الإنسان، وتختلف آليات الوصول ‏إلى ذلك كهدف متفق عليه، لكن الانتهازي خسيس يبحث عن مأمن كحيوان لشهوة وجهنم التي "هل من مزيد؟"..‏

الانتهازي لا يملك أي قوة إلا الأنوثة الناعمة بين يدي (الوطني) المُتَسذَّج من عاهرة الانتهازية، طبعا الوطني النقي لا تمثله إلا ‏صورة عمر بن الخطاب الذي إن سلك شِعْبَا/واديا سلك الانتهازي واديا آخر، ونادرٌ أنت يا عمر والنموذج الذي (ربما) لن يتكرر ‏لنظل في تيه الانتهازية ...‏

الانتهازية هي التي تغتال الأوطان وتستأصل جذر الإنسان كحامل وحامي لمشروع الوطن، الانتهازية تحكم الأوطان من خلال ‏آخرين عبر صورة ترسمها للحاكم مغايرة تماما لواقع الحال، تحجب عنه هبات الله للأوطان والشعوب خوفا من أن تراها عين ‏الحاكم فيقربها منه وتذهب الانتهازية إلى الجحيم والفضيحة على افتراض صدق الحاكم لكن الصورة على غير الحقيقة...‏

علينا أن نحترم من وقف في وجه الثورة عن قناعة أو من منطلق مصلحة وانتهازي بالمقابل (انتهازي في صف البلطجية)، لكن ‏الانتهازي في الصف الثوري هو ما يعني اللا ثورة بل الثورة التي حققت هدفه أي هدف الانتهازي فقط لا هدف الوطن ‏ومصلحة الشعب وما يجب نحوه من يقظة ثورية وتصفية الصف الثوري من رجسه الأثيم..‏
إن لم تكن الثورة بالنضج اللازم لنفي الانتهازي/ة من الصف الوطني على اعتبار الثورة الممثلة الشرعية للوطنية فهي لا تختلف ‏بل الوجه الآخر للعهد القديم...‏
الوطن ليس إلا رقعة شطرنج وقواه السياسية والاجتماعية أحجار تحركها عليه القوى الانتهازية.‏
للأسف أن الثورة لحق بها انتهازيو الماضي وتولد من رحمها انتهازيون جدد ..‏

الثورة نبوة هكذا أؤمن بالمطلق، لا تُرفع حتى يعيش الناس طُهرها، ثم تضعف من الداخل حتى تعود قوى الكفر والإلحاد مجيرة ‏ومستملكة لها باسم الله في النبوة وباسم الوطن في الثورات، وهل أبو سفيان وحكم بني أمية إلا التفاف على مشروع الله في ‏الأرض بعد الضعف الذي أصاب الصف الإسلامي بعد عمر؟ للأسف أن ثورتنا لم نعش لها طهر وخلافة راشدة فقط ارتفعت ‏أرواح الشهداء وحلّت الأنفس الخبيثة والقوى الشريرة فأقامت دولتها على أنقاض دولتها من قبل ...‏
أؤمن أن الانتهازية عالمية لا بالماسونية عالمية...‏

الانتهازية العالمية لا تربطها فكرة وتواصل عالمي لكنها نفس شيطاني ونسخ من بعض تتوحد عندها تلك الأنفس الخبيثة بنفس ‏الأساليب والأفكار والسلوكات فطريا بلغة كهرومغناطيسية، إنها باختصار إبليس في صراط الوطنية المستقيم..‏

هل بعد كل هذا بقي شيء أن لا نعرف أنْ لا عدو إلا الانتهازي/ة لا أي مسمى آخر؟ وهل أصبح لدينا المعيار الذي فيه وعليه ‏يمكننا كشف الانتهازي، فالمؤمن الوطني يجب أن تكون له فراسته أن يعرف الانتهازي من نبرة الصوت في الأثير ونكهة ‏الحروف على الورق..‏

‏***‏
حين أنقل مشاركة لصديق فهي إما مدهشة أو هي تماما ما يعتملني فقط سبقني إليها أو سرقها من عقلي، هي الاعتمالات الحائرة ‏والتي لم تولد إلى تفسير أو قولبة منطوقة أو مقروءة وهذا ما يؤكد أن لا إبداع وكل جديد ليس إلا اكتشاف للجمال وقوانين ثابته ‏في الحياة لكن الإنسانية هبة الله لأصفياء من خلقه ويصنعون على عينه، منهم الأنبياء وفلتات الجمال من بين الثرثرات الهائلة ...‏

زر الذهاب إلى الأعلى