[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

ما الذي دهاكم يا قوم؟!

(نض مداخلة ألقاها الأستاذ حسين حازب عضو مؤتمر الحوار في جلسة السبت 22 يونيو 2013 أثناء مناقشة تقرير فريق بناء الدولة، ولاقت ترحيبا واسعا في الاوساط السياسية والشعبية في اليمن)

شكرا للاخ رئيس الجلسة..
اشكر الفريق على جهوده..

استمعت واطلعت على التقرير والرؤى وشعرت ان هناك ارادة وايحاء بأن هناك مشكلة في الوحدة اليمنية (وحدة الأرض والإنسان) وان الحوار يتم لاجل الخلاص منها وليس معالجة اخطاء البشر في ادارة الدولة، فوحدة الأرض والإنسان اليمني حقيقة مطلقة مثل الشمس في كبد السماء وهما الشرطان الثابتان لاقامة اي دولة.

وهنا اسال الموقعين على المبادرة الخليجية (المشترك، والمؤتمر وحلفاءه): هل اختلفتم كسلطة ومعارضة منذ 2005 على الوحدة ام على الاداء والسياسات والاخطاء؟

واسال كل ثائر وثائرة ممن يقولون إنهم ثاروا على النظام: هل ثرتم لإسقاط النظام ام لإسقاط الوحدة؟

واسأل كل مؤمن بالتغيير: هل تريد تغيير أداء السياسات والنظام ام تغيير الوحدة؟

واذكر الجميع بأن دول الخليج وأوروبا وأعضاء مجلس الامن الدولي والعالم كله يدعمون ويساندون اليمن من خلال مبادرة والية وقرارات تنص صراحة على وجوب الحفاظ على الوحدة اليمنية وامن واستقرار اليمن ولم يصدر عنهم منذ بداية الخلاف حرف واحد ضد الوحدة.

واسال الجميع: هل الوحدة اليمنية والمواطن اليمني والأرض اليمنية سبب ما حصل من اخطاء واختلالات وسوء ادارة ومخالفة للنظام؟

اعتقد جازماً ان لا ذنب للوحدة والأرض والمواطن وان الذنب والمسئولية تقع على الذين اداروا هذه الدولة والسلطة أو شاركوا في ادارتها بصورة مباشرة أو غير مباشرة من 22 مايو 1990م وحتى اليوم، فهم هم وهم سبب ما نحن فيه وما نحن مقبلون عليه.

فاذا كان ما حصل من خلاف وثورة ومسيرة وازمة وحراك وقتال ليس ضد الوحدة؛ فما الذي دهاكم يا قوم؟ وانتم في مؤتمر يستهدف الحفاظ على الوحدة واستقرار اليمن حتى تتباروا وتتماروا في تقديم رؤى وروايات ستودي حتماً إلى تفكيك الانسان اليمني والارض اليمنية وتضيف إلى معاناتنا بؤساً وشقاء وضياعا وضعفا على ضعف.

من يقول بدولة اتحادية أو اقاليم، اتحادية بين من ومن؟ فهناك عقدة لديّ من حكاية الاتحادية.. فالارض التي نعيش عليها اسمها اليمن من يوم خلقت الارض ومن لا ينتسب إلى اليمن فلا شان له بنا ولماذا يشاركنا الحياة على هذه الارض؟ والانسان في جنوب اليمن وشماله كلهم من اصل واحد فهم حمير وهمدان ومذحج وكندة والاشاعر والازد وبني هاشم وغيرهم وكل واحد وله فرع واصل هنا وهناك.

لم أجد أيها الاخوة والاخوات الا أننا نذهب لنضع أسماءنا وتاريخنا في اسوأ صفحات التاريخ، ونذهب في طريق غير الطريق الذي اتى مؤتمر الحوار من اجله. اليمن تريد عدالة ومساواة في السلطة والثروة، وقانونا يخضع له الجميع ويعيشون في ظله ومعالجة وجبر الاخطاء والاضرار تحت اسم "الجمهورية اليمنية" فقط. ولازم نقنع بعضنا البعض بأي وجه من الوجوه ولو بالقتال تحت سقف الجمهورية اليمنية.

أسائلكم بالله وبكل شريعة وعهد، وأبوس أيديكم انتم ومن خلفكم في الداخل والخارج ان لا تعملوا ولا تقبلوا بأي حل يُخل بالوحدة اليمنية ارضاً وانساناً، وان تتجاوزوا أحزابكم ومصالحكم ومناطقكم وأسركم.

عالجوا المشاكل بإنصاف واتركوا المركزية نهائياً واحفظوا أرضكم وجمهوريتكم الواحدة فانتم ضعاف الان وأنتم دولة واحدة فكيف سيكون الحال اذا تشطرتم أو تأقلمتم.. أضيفوا محافظات.. الغوا محافظات.. اجمعوا محافظات.. ولكن تحت اسم الجمهورية اليمنية.

العالم مع الوحدة اليمنية فلا يكونوا أفضل منكم، وأعيدوا المؤتمر هذا الي الطريق الذي رسم له؛ طريق الحلول والحفاظ على الوحدة، فنحن إلى الان ذاهبون في طريق أراه خاطئا.

الوحده اليمنية هي التي أعادت الحقوق.
الوحده اعادت كل من شرد خارج الوطن.
لا ذنب لها الا ان ابناءها عقّوها وشهّروا بها.

زر الذهاب إلى الأعلى