بعد كل ما تعرض له الاخوان خلال سنة حكم مرسي من تشهير وتفشيل وسب وتآمر وخيانة ومماحكات وتضليل حتى ان كثيراً من الناس ومن الاخوان وانصارهم بدأوا يصدقون ان الإخوان هم سبب المشاكل وهم من يتحملون الوزر الأكبر من الفوضى وما وصلت اليه مصر لكن شاءت الأقدار ان تاتي الاحداث لتعيد للاخوان ثقتهم بأنفسهم بل وتجعل جماهير الاخوان وغيرهم من المتابعين يعيدون حساباتهم فالمؤامرة كانت دولية باموال خليجية وسخة وباعلام مصري فاجر وبمعارضة مصرية غير شريفة ارادت ان تجتاز الصندوق الذي لم يمكنها من الوصول إلى الحكم بالدبابات ولو كان الثمن خراب مصر أو البقاء تحت بيادة العسكر الذين هم بدورهم تحت احذية من دفعوا الاموال لتمرد والانقلاب.
اعتقد هذا افضل خروج لمرسي وجماعته بعد ما تبين حجم المؤامرة عليهم كما تبين للمشاهد والمواطن البسيط حجم الاختلاف بين سياسة مرسي وجماعته مع خصومهم اثناء حكمهم وتعامل المعارضين في اول ثانية للانقلاب مع الرئيس مرسى وكل اعوانه وانصاره.
كان مرسي يشتم ليل نهار في عشرات من القنوات والصحف ولم يمس احد باذا سوى ما كان من تدخل احيانا وبطرق قانونية وقضائية اما ما حدث من مجازر بحق الحقوق والحريات والاعلام المحسوب على مرسي بل وقتل انصاره قبل عزله وبعد عزله يكتب لهم صفحات بيضاء لن يمحوها اموال الدنس ولا ألسن الوسخ ولا بيادات ودبابات العسكر الذين هم بدورهم ستكتب لهم صفحات سوداء ليرويها التاريخ القريب والبعيد إلى الابد.
سيكتب التاريخ ان مقرات الاخوان حرقت وقتل انصارهم فجاء العسكر ليسجنوا رموز الاخوان بتهمة قتل المتظاهرين.. كما سيكتب ان معارضي مرسي كانو يصلون إلى اي مكان يريدون أن يتظاهروا فيه حتى اسوار القصور فالملوتوف كان يلقى إلى داخل اسوار الاتحادية والجيش الحيادي لا يعمل شييئاً، وعندما اراد انصار مرسى الاقتراب من الاتحادية حشر السيسي جنوده واغلق الشوارع بل ذبح عشرات امام الحرس الجمهوري وتتحرك النيابة والقضاء النزيه الحيادي لملاحقة الاخوان وقياداتهم بتهمة القتل والتحريض عليه ولعل من بين من اتهم بعض الشهداء الذين سقطوا برصاص الجيش لا أدري!
بل قد بدء الرواة بالحديث عن مظلومية مرسي وجماعته وحماقة تمرد وجنودها اذ كيف تحلق الطائرات على ميدان التحرير تحيي معارضي الرئيس بينما تلقي رسائل التحذير للمؤيدين.
إذن باعتقادي أن الانقلاب برغم بشاعته والأذى الذي ألحقه بالإخوان إلا أنه أعاد لهم جمهورهم وأعاد رسم الصورة التي شوهها الفلول والثورة المضادة.